برعاية

الفورمولا واحد والطريق إلى العالمية

الفورمولا واحد والطريق إلى العالمية

أذربيجان. اسم يصعب نطقه على عدد كبير من الناس فما بالك بأن يأخذ هذه البلد الصغير حيز واسع من الاهتمام الإعلامي وأن يسافر العديد من السياح والصحفيين لزيارة هذا البلد. ليس فقط للتمتع بحسن الضيافة ولكن من أجل مشاهدة سباق فورمولا 1.

أنا أيضا معرفتي بدولة أذربيجان شخصيا لم تكن تتعدى المعلومات المتوفرة في كتاب الأطلس الذي كان في بيتنا عندما كنت صغيرا لتراني قبل السباق أقوم بالبحث عن معلومات أكثر عن طريق الجوجل.

وفي نهاية الأسبوع كلها وعلى مدار التجارب التأهيلية والسباق أبديت إعجابي الكبير بما تمكنت من مشاهدته من مدينة باكو على التلفاز.

تلك العاصمة التي استضافت سباق جائزة أوروبا الكبرى على شوارعها يوم الأحد التاسع عشر من يونيو. شوارع نظيفة, مزيج بين البناء التقليدي والمعاصر, وتنظيم هندسي راقي. شيء جميل جدا لبلد كان لفترة قريبة بالنسبة لي ولكثيرين معلومة يصعب حفظها في كتاب جغرافيا.

استدرجني هذا الاعجاب للتفكير بتميز الفورمولا 1 عن باقي الرياضات للوصول إلى العالمية. كلنا نعلم مدى تأثير الرياضة الايجابي على بلد واقتصاده وما تنافس دول العالم على استضافة المحافل الرياضية إلا دليل على ذلك.

لكن المشكلة في معظم الرياضات الأخرى بأنها محصورة في نطاق جغرافي محدد. لنأخذ كرة القدم كمثال: من المعروف بأن الدوري الاسباني مثلا من أكثر الدوريات متابعة في العالم ولكن جميع أحداثه تدور في اسبانيا ومن المستحيل نقله إلى دولة أخرى.

نفس الكلام ينطبق على دوري أبطال أوروبا حيث تقوم المباريات داخل القارة العجوز وفي المدن التي يتأهل فريقها فقط.

يبقى كأس العالم و دورة الألعاب الأولمبية ولكن المشكلة هنا بأن هذين الحدثين يقامان مرة كل 4 سنوات و يتنافس أقوى وأغنى الدول على استضافتهما فدولة مثل أذربيجان تكون لها من شبه المستحيل الظفر بهذا الشرف. ويبقى الحال نفسه للرياضات الشعبية الأخرى مثل التنس التي لها أربع بطولات غراند سلام معروفة الأرض كل عام.

وهنا تأتي ميزة الفورمولا 1 حيث لدينا في كل عام أبطال عالميين يتنافسون في كل أرجاء العالم. ميسي ورونالدو عالم المحركات يتسابقون في أذربيجان أو البحرين أو الإمارات وليس مباريات ودية استعراضية بل مباريات نصف نهائية و نهائية أهدافها لفات سريعة وتجاوزات والوقت البدل الضائع وقفات صيانة. تحت أنظار الملايين وراء الشاشات.

لم أكن الوحيد الذي أبدى إعجابه في سباق أذربيجان بل شاطرني الرأي الكثير من المتابعين على الانترنت وشاهدت كما شاهد الجميع جمال هذا البلد ولن أستغرب إذا قرر أحدهم الذهاب إلى هناك لقضاء إجازة ومثله كثر وكثر  الأمر الذي كان مسبعدا جدا قبل السباق واذا قمنا بالحساب اللازم نعلم مدى أهمية هذا الحدث على الاقتصاد الأذربيجاني.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا