برعاية

الحكم مراد بن حمزة يفتح قلبه لــ«الشّروق»: نعيش تحت التهديدات والضّغوطات وعائلاتنا في خطر

الحكم مراد بن حمزة يفتح قلبه لــ«الشّروق»: نعيش تحت التهديدات والضّغوطات وعائلاتنا في خطر

ممنوع من التّصفير للترجي واتّهموني باطلا بالولاء للنجم

نعاني أزمة ثقة ومستعدون لتقديم المزيد من التضحيات لمنع عودة الحكّام الأجانب

لم أظلم الملعب التونسي وقرار إيقاف لقاء تطاوين و«الجليزة» سليم

أنا بريء من استغلال موقعي في جمعية الحكام وقدّمت كشف حساباتي لمن يهمّه الأمر

جمعيتنا تدافع عن حقوق الحكام والجديدي مثال النزاهة والكفاءة  

اقتحم عالم التحكيم وهو عارف أنّه سيسير في حقل ملغّم يتطّلب الخروج منه بسلام عزيمة فولاذية وشخصيّة قويّة ولياقة عالية والأهمّ من ذلك صافرة عادلة تحميه من التأثيرات الجانبية ولعبة الكواليس وهي سبب البليّة في هذا القطاع الحسّاس.

وتؤكد الأرقام أنّ الحكم مراد بن حمزة يصفّر بانتظام واستطاع أن يفرض نفسه في السّاحة التحكيمية ويكسب شهرة واسعة بعد أن تمكّن من إدارة الحوارات التقليدية والـ»دربيات». وكان من الطّبيعي أن تحاصره مثل بقيّة زملائه الانتقادات والاتّهامات في بطولة الهزيمة فيها ممنوعة. وأصبحت فيها أخطاء قضاة الملاعب وهي كثيرة ولن تنتهي إلى يوم يبعثون مقصودة خاصّة أن السواد الأعظم من الجماهير الرياضية آمنوا بأن التعيينات «مشبوهة» وقرارات الحكّام محكومة بأوامر الجهات «الخفيّة».

مراد بن حمزة قرر أن يتحمّل مسؤولية خياراته ويواصل السّير إلى الأمام رافضا رفع رايات الاستسلام كما فعل عدّة حكام أعلنوا الاعتزال هربا من جحيم الاتّهامات والاعتداءات والتهديدات التي تذوّق ضيفنا جميع أصنافها.

من كرة القدم إلى التحكيم

كيف كانت انطلاقة مراد بن حمزة في قطاع التحكيم؟ هل دخل هذا السّلك تنفيذا لسياسة «التّوريث» كما حصل مع بن ناصر وقيراط... أم أنّه سلك هذا الطّريق حبّا في التحكيم أم هي لعبة الأقدار؟

يقول مراد بن حمزة في سياق حديثه عن حكايته الطويلة والمثيرة مع التحكيم:» ولدت عام 1975 في العاصمة وأنحدر في الأصل من منطقة عميرة التابعة لبني حسّان من ولاية المنستير. ولا أعترف في الحقيقة بالحدود الجغرافية. وأؤمن أنّني ابن تونس من شمالها إلى جنوبها ولا فرق عندي بين منطقة وأخرى. وأمقت الجهويات ولكن لا مفرّ من التذكير بمسقط رأسي ومقرّ إقامتي اعترافا بالجميل وصونا للحقوق. وكنت قد مارست كرة القدم في بداية المشوار في أصناف الشبّان مع عدد من أندية الضاحية الشّمالية. ثمّ التحقت بسلك التحكيم الذي أصبح عشقي الأكبر دون أن تكون لي في عائلتي قدوة أتبعها وأسير على أثرها في ميدان الرياضة كما هو الحال بالنسبة إلى عدةّ زملاء».

تحدّث مراد بن حمزة عن مسيرته التحكمية بإرتياح كبير. ويظنّ أن الأرقام تتكلّم لوحدها عن بصمته ومكانته في السّاحة حيث أنه اقتحم الميدان في مطلع هذه الألفية. وأدار 17 مواجهة في دائرة الأضواء خلال موسم 2012/2013. وظهر في 80 مباراة خلال السنوات الأربع الأخيرة. كما تمّ اختياره كأفضل حكم من قبل بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية.

يعتقد مراد بن حمزة - الذي يشتغل في هيكل حكومي – أنّه راض على ما قدّمه لسلك التحكيم ولكنه لم يخف ندمه الشديد على اقتحام هذا المجال في سنّ متأخرة نسبيا (25عاما) وهو ما ساهم حتما في تعطيل صعوده درجات أرفع. وأظهر بن حمزة حسرة كبيرة أيضا على عدم تواجده في القائمة الدّولية وذلك لعدّة أسباب يطول شرحها...

بعد أن تكلّم مراد بن حمزة عن البدايات والنّجاحات في سلك التّحكيم، نأتي لما هو أشمل وأخطر وهو الواقع الأليم و»المظلم» لهذا الميدان الذي مسح فيه الـ»كبار» والـ»صّغار» على حدّ السواء كلّ اخفاقاتهم. ويقرأ ضيفنا واقع القطاع بالقول: «لم تعد التّضحيات الجسيمة التي يقدّمها الحكم التونسي لأداء الأمانة واقامة العدل في كامل ملاعب الجمهورية خافية على أحد. ويتعرّض قضاتنا لشتّى أنواع الاعتداءات اللّفظية والجسديّة والضّغوطات الجانبية من كلّ الأطراف المعنية بالمقابلات وهذا فضلا عن التّرهيب النّفسي داخل الميدان وخارجه. وعشت شخصيا لحظات صعبة بعد أنّ أدرت بعض لقاءات الأندية الكبيرة. وتلقّيت تهديدات علانية بالتّصفية الجسدية. وواجهت عائلتي المتاعب جرّاء هذه التهديدات التي أصبحت خبزا يوميا. ولم يغفل ضيفنا طبعا عن بقيّة المشاكل التي يعاني منها القطاع على غرار التمويل حيث ينتظر الحكّام عدّة أشهر لتسلّم مستحقاتهم (منحة تتراوح بين 210و260 دينارا). ويضيف أنّ هذا السلك لم يتخلّص بعد من شوائب الهواية».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا