برعاية

خطة الأمواج الإيطالية تقضي على منتخب إسبانيا العجوز

خطة الأمواج الإيطالية تقضي على منتخب إسبانيا العجوز

إذا كانت هناك عبارة واحدة تلخص حال مباراة إيطاليا وإسبانيا في ثمن نهائي يورو 2016 فهي إن حيوية الأزوري بقيادة المدرب الشاب المتدفق نشاطا وحماسة أنطونيو كونتي كسرت ليس فقط خبرة العجوز الإسباني ديل بوسكي، وإنما كانت بمثابة إعلانا رسميا عن انتهاء حقبته مع المنتخب وربما الكرة الإسبانية بشكل عام.

الفارق بين المدربين كان هو بالتحديد الفارق بين المنتخبين داخل الملعب، منتخب إيطالي حيوي متدفق يقدم كرة سهلة وفعالة دون فلسفة، يتحرك الفريق مثل كتلة واحدة سواء في الدفاع أو الهجوم لدرجة تشعر معها دائما إن الفريق يلعب بأكثر من 11 لاعبا فقط.

بينما في المقابل عانى المنتخب الإسباني من أعراض كبر السن مثل مدربه المحنك، فظهر اللاعبون متثاقلون داخل الملعب، يفتقدون للحافز الذي امتلكه منافسيهم، ربما لأن هذا الجيل شبع من البطولات، أو لأن الزهد سمة من سمات كبر السن.

تفوق إيطاليا وكونتي لم يبدأ فقط في مباراة اليوم وإنما منذ المباراة الأولى للأزوري في البطولة أمام بلجيكا، حيث ظهر أن الفريق لديه ما يقدمه، وأن بصمات المدرب الشاب يمكن رؤيتها بوضوح.

أبرز بصمات كونتي التكتيكية تمثلت في البناء الخططي الجديد الذي يمكن أن يطلق عليه "الأمواج" فالفريق يتحرك في موجات متلاحقة متلاصقة مثل أمواج البحر، ففي الهجوم تتحرك الأمواج من أقصى الخلف إلى الأمام حتى تبلغ عنفوانها حول وداخل منطقة مرمى المنافس، ثم في الدفاع يتراجع الفريق بنفس طريقة الأمواج المتدرجة ليبدأ الدفاع من أبعد نقطة ممكنة عن مرمى بوفون.

ولعل أبرز ما يدل على ذلك الهجمة المرتدة التي شنتها إسبانيا في الدقائق الأخيرة للشوط الأول، وعندما انتقلت الكرة إلى الثلث الأخير من الملعب اكتشفنا وجود 5 لاعبين طليان في حالة دفاع، رغم أنه قبل لحظات كان هناك 7 لاعبين طليان في منطقة جزاء إسبانيا.

ويحسب لكونتي بالطبع نجاحه في تكوين منتخب متماسك ومميز من دون أن يمتلك لاعبين سوبر ستارز مثل ميسي ورونالدو وحتى روني وهازارد، لكن المتابع لا يشعر أن المنتخب الإيطالي ينقصه شيء ليكون منافسا خطرا على لقب البطولة الحالية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا