برعاية

الرياضة السعودية في «أولمبياد الريو».. «القادم أفشل»!

الرياضة السعودية في «أولمبياد الريو».. «القادم أفشل»!

بكلام صريح لا يقبل التأويل وبعبارات واضحة لا لبس فيها كان رئيس الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالله واضحاً حد الشفافية، وصريحاً إلى مستوى الجرأة وهو يتحدث عن تطلعاته للمشاركة السعودية في دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها "ريو دي جانيرو" بالبرازيل أغسطس المقبل في حضور عدد من الإعلاميين؛ إذ أبدى عدم تفاؤله بهذه المشاركة باعتبارها لن تكون أفضل من سابقاتها، والتي لم تظفر منها الرياضة السعودية طوال 50 عاماً إلا بثلاث ميداليات؛ فضية واحدة وبرونزيتين في وقت لم نعرف فيه لون الذهب.

من جديد أيضاً أكد ما قاله في أول يوم تمت تزكيته فيه برئاسة اللجنة الأولمبية بأن واقع الحضور السعودي في الأولمبياد وقبله في دورات الألعاب الآسيوية لا يليق بقيمة السعودية، ولا بما تصرفه مالياً قياساً بدول أخرى لا تواكبها في الامكانات البشرية وكذلك المادية.

حديثه لا شك كان مهماً بقدر ما كان محبطاً وإن لم يرع اهتمام الحاضرين الذين كان غالبيتهم مهمومين بديون نادي الاتحاد وشغوفين بمعرفة خلفيات رئاسة نادي النصر أكثر من اهتمامهم بهذا المحور المهم الذي فتحه الأمير عبدالله ليكون الجميع على بينة بالواقع ومتلمسين لمتطلباته الصعبة، إذ فصَّل باهتمام بالغ في التحولات المنتظرة في الألعاب الرياضية كما فعل الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية المهندس حسام القرشي بعده.

طبيعي أن من الصعوبة بمكان أن تتقبل كمواطن قبل أن تكون إعلامياً سماع أن بلدك بصدد الذهاب لأكبر تظاهرة رياضية تتنافس فيها دول العالم في معركة رياضية هي الأقوى إذ تنحبس لها أنفاس الممعمورة في كل رياضة بل وفي كل منافسة من منافساتها ليكون فيها ضيف شرف أو كعابر سبيل؛ لكنه الواقع الذي ينبغي أن نتفهمه ونرتب أنفسنا عليه، إذ ليس من المنطق أيضاً أن نترقب حضوراً جيداً في حده الأدنى لرياضتنا في الأولمبياد في وقت يأتي حضورها سيئاً في استحقاقاتها الإقليمية فضلاً عن القارية، وهو ما أدركناه جيداً في "أولمبياد لندن" وفي "آسياد آنشون" الأخيرين.

من يرصد التحضيرات للأولمبياد الذي بدأ في العد التنازلي لانطلاقته يلفت انتباهه أن دولاً معدومة الامكانات المادية وأخرى قليلة الامكانات البشرية والمالية معاً بدأت تعلن عما تستهدفه من إنجازات في مشاركتها في الأولمبياد المنتظر وعن ما تترقب أن تعود به داخل غلاتها من ميداليات، وهو ما يكشف عن أن العمل الاستراتيجي والتخطيط السليم يمكن يزيلان أي عوائق مهما كانت، لكن الطامة الكبرى حين لا يكون هناك أي برامج أو خطط أصلاً طوال الأعوام الماضية.

في لقائه بالإعلاميين أعاد رئيس هيئة الرياضة التأكيد على أن ثمة عملاً قائماً الآن في ظل حراك حثيث من أجل البناء لما بعد هذا الأولمبياد بأعوام باعتبار أن صناعة البطل الأولمبي تحتاج لأعوام طويلة ومتواصلة، استهدافاً لأسياد 2022 في هانغو الصينية ضمن "برنامج ذهب 2022" والذي أعلن عنه في مارس العام الماضي إذ تم الكشف عن أن اللجنة الأولمبية تستهدف في ذلك الأسياد الحصول على المركز الثالث بغلة من الميداليات تصل لنحو 100 ميدالية، ما يعني أننا سنمر قبل ذلك بـ"أسياد جاكرتا 2018" وبـ"أولمبياد طوكيو 2020" ولعله اختبار لمسار البرنامج، وهي ومضات مهمة وسط هذا النفق المظلم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا