برعاية

أين لائحة ترشيح ممثل الوطن عربياً قبل معرفة وصيف بطل كأس الملك؟

أين لائحة ترشيح ممثل الوطن عربياً قبل معرفة وصيف بطل كأس الملك؟

في كل مرة يحتاج الاتحاد السعودي لكرة القدم للخروج من السقوط والفشل اللذين كانا وما زالا من صنعه إلى توضيحات وتبريرات «واللف والدوران» والعمل على ايجاد مخارج بعضها مكشوف والبعض الآخر يتقبله المتابع تحت بند حسن النية، هذا الفشل الذي لا يفارق اروقته واجتماعاته وعمله وتحركاته لم يكن ليحدث لو هناك رؤية معمول بها، وسياسة واضحة، ولوائح يعتد بها ونظام معتمد وكفاءات متمرسة تعالج الأزمات قبل نشوبها لا أعضاء جلبتهم المجاملات ونظام «صوت لي وأصوت لك، ورشحني وارشحك».

تغييب الحقيقة ما هو إلا قطرة في بحر فوضى اتحاد الكرة

في ترشيح ممثل الكرة السعودية للمشاركة في بطولة العرب من الطبيعي جدا أن يترشح أي فريق، بعيدا عن شعبيته وتاريخه وتأثيره الإعلامي والجماهيري وقوة صوته ورغبة «اصحاب القرار»، لو أن هناك لائحة واضحة ومعلنة قبل نهاية الموسم، ومعرفة الابطال والوصيف في أي بطولة لقطع دابر كل شائعة والتصدى لكل من يريد الاصطياد بالماء العكر، هذه اللائحة لو كان هناك عمل احترافي كفيلة بالقضاء على الاحتقان والتأويلات والظنون والغمز في قناة أن رئيس الاتحاد العربي عضو شرفي نصراوي وأن الاتحاد السعودي جامل النصر لأنه يخاف من إدارته ويخشى صوته الإعلامي ويريد اتقاء هجوم جماهيره لكانت موجودة ومعلنة بكل وضوح، ولكنه الفشل الإداري الذي عصف بكل شيء وقضاء على الكثير من المكاسب التي سجلتها الكرة السعودية سابقا.

البيان أو التوضيح الإعلامي الالحاقي من المتحدث باسم الاتحاد السعودي بعد نهاية الاجتماع والمؤتمر الصحفي يدل على أن الأمر اتخذ بـ«الترشيح» وليس وفق آلية واضحة ومعلنة قبل نهاية الموسم، حتى اللغة في سياق نتائج الاجتماع التي بثها الاتحاد أكدت على اعتماد الترشيح ولم تبين لماذا؟... ويبدو أن فكرة «ترشيح وصيف بطل كأس الملك للبطولة العربية» تبادرت إلى ذهن الاتحاد السعودي مجرد أن انهالت التساؤلات وحاصرته الانتقادات واحرجته الكثير من الاتهامات على أمل الخروج من الحرج، ونقول لمن اقترحها «برافو عليك» لقد انقذت الاتحاد من الورطة، ولكن هل لديك وصفة سحرية لايقاف تدهور الكرة السعودية وسوء اتخاذ القرار؟.

لم يتبقَ على عمر الاتحاد السعودي في إدارة اللعبة الا أشهر معدودة وبات الرياضيون يجهزون الاحتفالات للتخلص منه واستقبال اتحاد آخر يأملون أن لا يكرر التجربة والفشل، وعلى الرغم من ذلك لم يسجل «اتحاد عيد» أي حالة رضا أو قليل من الاقناع لدى الشارع الرياضي في أي من قراراته وتعاملاته مع الأندية والجهات ذات العلاقة، يخرج من مشكلة تتسبب في احتقان الشارع الرياضي إلى الوقوع في مشكلة أخرى تقلب الأمور رأسا على عقب لفترة طويلة فينشغل بها الجميع وينسون العمل، وهذا يتنافى مع كل التصريحات والبرامج والوعود التي اطلقها رئيس الاتحاد في حملته الانتخابية، ما جعله يفقد الثقة ويمسح جزءا كبيرا من تاريخه ومصداقيته.

النصر لا يحتاج إلى الترشيح ولا لتبريرات كيف ترشح؟، مثله مثل غيره يحتاج إلى لوائح تضمن له حقه، فربما تكرر مستقبلا المشهد، ولكن مع فريق آخر، عيب «اتحاد عيد»، أنه يمضي إلى نهاية حقبته من دون ان يضع بصمة نجاح ويحفظ ماء الوجه بقرار تاريخي وعمل يلمع صورته بعض الشيء، تجربة مرة وحقبة مريرة، وقرارات تدور حولها علامات الاستفهام، وخطوات يلفها الغموض والتساؤلات، حتى اختيار المشرف العام على المنتخب السعودي نتيجة الفوضى وغياب الحزم والنظرة الثاقبة احتاج إلى اجتماعات ونقاشات واتصالات لفترة تكفي لأن تتشكل من خلالها الرؤى إلى معالجة قضايا أهم ومشاكل أكبر، وكأن الأمر يتعلق بصناعة معجزة وليس قراراً يتضمن تعيين شخص وانتهى الأمر، لو كان هناك ادارة اتحاد محترفة تعمل بالنظام وتسير باللوائح لما شربت الكرة السعودية من كؤوس الاخفاق ليس في نتائج المنتخبات والأندية ولكن في اتخاذ القرار الصحيح.

أمر محير أن يقترب «اتحاد عيد» من نهاية فترته الانتخابية من دون أن يوضح لنا ما الذي يفكر به وما الذي يريد عمله خلال إدارته غير الموفقة للكرة السعودية، نقول لعيد وأعضاء إدارته، جاملوا لاعتبارات ترونها على مستوى علاقتكم الشخصية، وحاولوا تفادي الأصوات التي لاتقوون على مواجهتها بطريقتكم الخاصة، افزعوا مع هذا، وادعموا ذاك، ولكن ليس على حساب تشويه سمعة الكرة السعودية ومصادرة حقوق بعض الأندية وتجييرها لأندية أخرى وكوارث لجان وفشل أعضاء، ربما انكم تظنون أن هذا العمل هو الصح لاعتبارات تحيط بكم وتحدث خلف الأبواب المغلقة، ولكن هذا ليس مبررا لأن تستمر الفوضى والتناقضات، وغياب الشفافية فتضيع حقوق، ويتجه الجميع إلى رحلة الضياع والخلافات التي اصبحت السمة البارزة بوجودكم.

الكثير اجمعوا على أن بند «مشاركة وصيف بطل كأس الملك عربيا» كان وليد اللحظة والدليل أنه لم يأتِ في سياق محضر الاتحاد بعد الاجتماع، فهل يملك الاتحاد الشجاعة ويظهر اللائحة التي تحدث عنها على لسان المعيبد؟، وإلى متى وهذا الاتحاد يعيش الوهن ويكرس للمجاملات، ويمهد إلى تراكم الفوضى التي لا يمكن القضاء عليها بين يوم وليلة وربما تنهك قوى الاتحاد القادم؟.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا