برعاية

شنيشل إختار الطريق الصعب وعملية التجديد تحتاج الى الكثير من الشجاعة

شنيشل إختار الطريق الصعب وعملية التجديد تحتاج الى الكثير من الشجاعة

الحديث قد يكون الان مبكرا لمعرفة حقيقة منتخبنا وما وصل اليه في عهد المدرب الجديد الكابتن راضي شنيشل، لان المدة ما زالت قصيرة والوقت يمر بسرعة برغم ان هناك من يرى ان موعد مباراتنا الاولى في التصفيات النهائية امام استراليا ما زال بعيدا وان الوقت ما زال في صالحنا.

قد تكون الفترة الحالية التي يمر بها منتخبنا الوطني هي اصعب واخطر الفترات التي مرت على الكرة العراقية في السنوات الاخيرة، وقد تكون مهمة شنيشل هي الاصعب بين كل المهمات السابقة لاعتبارات عدة.

ان عملية اختيار الاسماء الجديدة والمعسكر التدريبي الحالي وموضوع ابعاد القائد يونس محمود والاستغناء عن مجموعة من الاسماء القديمة والاعتماد على الشباب بما فيهم العراقيون الذين يلعبون في الدوريات الاوربية، اضافة الى الصورة المهزوزة للمنتخب في عيون جماهيره، اثر المستوى المتواضع الذي ظهر عليه في التصفيات الاسيوية، التي لم نتاهل منها الا بشق الانفس تجعل من مهمة شنيشل مهمة صعبة للغاية، فهو مطالب ليس بتحقيق الفوز فقط والتقدم للامام في التصفيات، بل بتصحيح الاوضاع المرتبكة وتقديم المستوى المقنع ومعالجة الكثير من الثغرات، وايجاد بدائل مناسبة لاكثر من مركز ما زال شاغرا برغم الكثير من المحاولات السابقة.

لقد عانينا في السنوات العشر الماضية عانينا كثيرا من موضوع التأخير في تسمية الملاكات التدريبية للمنتخب قبل اية بطولة بحيث يجد المدرب نفسه مضطرا لاعتماد القائمة المفروضة عليه من الاتحاد المعني او من اية جهة اخرى، وهو امر تسبب في قتل طموحات الكثير من المواهب التي وجدت نفسها تلعب بلا طموح، لان مراكز اللعب في المنتخب كانت محجوزة لأسماء هي ذاتها في كل مرة ليس من السهل تغييرها لاسباب عدة قد يكون الوقت الضيق احدها، اضافة لذلك فان موضوع التغيير المستمر للملاكات التدريبية سبب فوضى كبيرة، وادى الى عدم استقرار المنتخب وغياب التخطيط فيه، ولو استعرضنا الاسماء التدريبية التي مرت على المنتخب في السنوات الخمس الاخيرة لاتضحت لنا الصورة البائسة لهذا الموضوع، وباستثناء حكيم شاكر فان اي مدرب لم يستمر لاكثر من شهور قبل ان تتم عملية ابعاده بما فيهم المدربون الاجانب الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب، والذين كلفوا خزينة الدولة مبالغ طائلة من دون جدوى، بسبب عدم الاستقرار وغياب التخطيط البعيد المدى، فاثر ذلك سلبا في الوضع العام للمنتخب.

كل تلك الظروف مشتركة جعلت من مهمة شنيشل الحالية غاية في الصعوبة، خاصة انه اختار الطريق المتعب والمرهق في تصديه لهذه المهمة، وسيجد شنيشل نفسه مع مرور الوقت في مواقف صعبة للغاية، وسيجد نفسه وحيدا في مواجهتها بعد حملة التجديد السريعة التي اعتمدها، والتي كانت تحتاج لجرأة نادرة ومدرب صاحب موقف لمواجهتها وهي صفات لا تنقص راضي شنيشل الذي ركب الموجة الصعبة، ورسم معالم الطريق لها عبر حملة واضحة لوضع معايير جديدة لشروط الدعوة للوطني او ارتداء فانيلته، وفلسفة شنيشل هي غير فلسفة غيره وربما سنجد انفسنا كجمهور ومتابعين امام حالة جديدة من التعامل مع المعطيات والادوات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا