برعاية

بالمناسبـــــــــــــــة:المطلوب لإنقاذ الملعب التونسي من الاندثار:وقفة أمام المرآة لتشخيص الداء... وايجاد الدواء !

بالمناسبـــــــــــــــة:المطلوب لإنقاذ الملعب التونسي من الاندثار:وقفة أمام المرآة لتشخيص الداء... وايجاد الدواء !

أن يسقط انسان ويقع أرضا في رحلة العمر الطويلة.. فتلك ليست نهاية المطاف ولا نهاية العالم... لكن ألا يجد من الحكمة والقوة والتصميم والإرادة ما يمكّنه من النهوض ومن تلافي أسباب سقوطه، فتلك الطامة الكبرى... وتلك نكسة النكسات ونهاية المشوار.

وما وقع لفريق في حجم وعراقة وتاريخ الملعب التونسي ليس نهاية الدنيا. ولا يجب أن يكون كذلك.. بل يمكن ادراجه في باب «الضارة النافعة» التي تمكن أبناء النادي وأسرته الموسعة من الوقوف أمام المرآة وتشخيص الأخطاء وهي كثيرة وايجاد وصفة العلاج الضرورية والناجعة.. وصفة تمكّن من بناء فريق عتيد وعريق في حجم وعراقة الملعب التونسي. فريق قادر على لعب الأدوار الأولى في البطولة الوطنية كما كان الفريق في جل فترات تاريخه زمن كان مدرسة للانتماء وأكاديمية لتخريج المهارات وعنوانا للسمو الاخلاقي وللعب الجميل ولتوليد الاسماء الكبيرة.. كل ذلك بالاعتماد على أبنائه وعلى التفاف جماهيره وهي كثيرة ومنتشرة في كامل ربوع الوطن.

ما وقع من انحدار للرابطة الثانية ليس كارثة.. لكن كارثة الكوارث هو ما نشهده هذه الايام من ازدراء ولامبالاة ومن سلبية ازاء حدث جلل كان يفترض أن يزلزل الهمم ويشحذ العزائم ويطلق حالة تعبئة شاملة لدى المسؤولين الحاليين والسابقين ولدى كل أبناء ـ البقلاوة ـ الغيورين وهم كثيرون جدا بهدف اعادة بناء فريق عتيد على أسس صلبة وصحيحة... فريق لا مكان فيه للانتهازيين ولا للوصوليين ولا لـ«النبّارة» ولا للاهثين وراء المواقع وصائدي الكراسي ومحترفي حروب الولاءات والشخصانية وهواة ركوب الفريق لتحقيق مآرب ومصالح شخصية.

ما حدث كان زلزالا والزلزال الذي ضرب البقلاوة كانت له نذره ومؤشراته ومقدماته وسوف يكون من الجبن ومن قبيل اعتماد سياسة النعامة ان ندك رؤوسنا في الرمل ونعلق كل المأساة على المظالم التي تعرض لها الفريق وعلى حسابات رئيس الجامعة حتى وإن سلمنا جدلا بوجودها.

مأساة البقلاوة أبعد من هذا بكثير وأقدم من هذا بكثير. وهي تكاد تبدأ وتنتهي عند تخوم من يدعون أنهم أبناؤها.. وعند من يتظاهرون بالتنافس بل وبالتناحر من أجل «خدمة الفريق».. وعند «الجالسين» على الربوة في مقاهي ـ التنبير» هؤلاء الذين لا يعملون ولا يتركون الناس تعمل. هؤلاء الذين لا تمتد أيديهم الى جيوبهم أبدا لمساعدة الفريق وينتهي عشقهم وولاؤهم عند اذكاء ـ حروب المواقع ـ والمعارك والحروب الشخصية التي يخوضونها وكالة عن أناس لا يمثل الملعب التونسي بالنسبة اليهم أكثر من مطية تمكنهم من القفز أكثر ومن الصعود بشكل أسرع في مدارج الوصولية والانتهازية.

هل سأل أحد نفسه عن دخل حارس مستقبل المرسى الذي تعرض لذلك الاعتداء المشين وعن دخل رئيس جامعة الكرة في تعمّد مسؤولي البقلاوة نحر أجيال وأجيال من أبناء النادي الذين تشبعوا بحب الفريق وعشقوا ألوانه حد ـ الجنون ـ ليجدوا أنفسهم في الأخير ضحايا على مسلخ الصفقات المشبوهة وسماسرة الاسماء العرجاء؟ هل كان حارس المرسى الذي ذاد عن مرماه هو من كبّل أرجل اللاعبين وأمرهم بإجهاض عشرات الفرص؟ وهل كان رئيس الجامعة وراء التفريط في انتصارات سهلة ومن إهدار نقاط ثمينة ضد منافسين في متناول البقلاوة ولعبوا في عقر دار البقلاوة؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا