برعاية

رجل رائع - رجل مخيب | الولايات المتحدة - الأرجنتين

رجل رائع - رجل مخيب | الولايات المتحدة - الأرجنتين

تحليل جول لأداء الرجل الرائع والرجل المخيب لمباراة أصحاب الضيافة وأصحاب الوصافة...

تفنن الأرجنتينيون في تعذيب المنتخب الأميركي في مباراة نصف نهائي كوبا أميركا 2016 التي أقيمت على ملعب «إن آر جي» في ولاية هيوستن صباح اليوم الاربعاء، بالتفوق عليهم في الأداء الهجومي والدفاعي وفي النتيجة التي وصل قوامها لأربعة أهداف كانت قابلة للزيادة، ليعبر فريق التانجو إلى الدور النهائي للمرة الثانية على التوالي، منتظرًا فوز تشيلي على كولومبيا في نصف النهائي الثاني صباح الغد الخميس من أجل الانتقام مما حدث في نهائي العام الماضي في العاصمة التشيلية “سنتياجو”.

ولعبت الأرجنتين بكل قوة منذ بداية المباراة أمام أميركا وتمكنت من ترجمة سيطرتها الميدانية الكبيرة لهدفين متتاليين حملا إمضاء «لافيتزي وميسي» وفي الشوط الثاني أضاف هيجواين ثنائيته الخاصة ليدخل بها صراع الهدافين مع زميله ميسي ومهاجم تشيلي «إدواردو فارجاس» الذي يعتلي اللائحة برصيد ستة أهداف من بينهم سوبر هاتريك في مباراة واحدة بربع النهائي أمام المكسيك يوم الأحد الماضي.

والآن نُقيم معكم أداء الرجل الرائع والرجل المخيب في هذه المباراة التي انتزع فيها ميسي لقب الهداف التاريخي للأرجنتين برصيد 55 هدفًا بفارق هدف عن الهداف التاريخي السابق «جابرييل عمر باتيستوتا».

الرجل الرائع | ليونيل ميسي - الأرجنتين

واحدة من أفضل المباريات التي شاهدتها للأرجنتين في الفترة الأخيرة بسبب الانضباط التكتيكي من جميع اللاعبين والغلق المثالي على مفاتيح لعب الخصم واللعب بهدوء أعصاب وثقة في النفس، بالإضافة للتركيز الحاد في عملية إنهاء الهجمة بشكل صحيح من خارج وداخل منطقة الجزاء.

أداء ميركادو لفت انتباهي على الجهة اليمنى، كان يدافع ويهاجم بنفس الإتزان، على العكس من روخو الذي إلتزم بأدواره في الدفاع، أما ثلاثي الوسط «فرنانديز وبانيجا وماسكيرانو» فلعبوا بمثالية في الربط بين الوسط والهجوم وكانوا يضخون مئات الكرات المنضبطة والجميلة إلى ميسي ولافيتزي على الطرفين وفي العمق من أجل مساعدة هيجوين على التهديف، بالذات ماسكيرانو ومن ثم بانيجا، ربما يكون فرنانديز هو أقل عنصر في تلك المنظومة.

لكن كل لاعبي الأرجنتين في كفة وميسي في كفة لوحده، ميسي هو حبة الكرز التي جعلت لهذه الكعكة طعم وشكل، ميسي هو اللون النادر الذي يبحث عنه كل رسام لمنافسة ليوناردو دافنشي على عرش الفن.

عبقرية وانسيابية ميسي تجلت في لعبة الهدف الأول الذي سجله لافيتزي بالرأس، تمريرة مذهلة ذكرتنا بأيام بلاتيني وزيدان، ومن بعدها كانت كل هجمة وكل غزوة أرجنتينية على المرمى الأميركي تحمل بصمته وتأشيرة خاصة منه شخصيًا.

اللاعب الأفضل في العالم خمس مرات بشهادة الفيفا وفرانس فوتبول، كلل مجهوداته الفنية والبدنية على مدار الـ30 دقيقة الأولى بتسجيل الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة مذهلة، وهي الثانية له في بطولة هذا العام بعد ركلته المُبهرة في مباراة بنما.

‏ميسي عادةً‬ في الركلات الثابته لا يسدد بوجه القدم بشكل مباشر في زاوية الحارس، ميسي درب نفسه على أن يكون أحد النجوم المختصين في التسديد المقوس الذكي بباطن القدم المبني على استخدام العقل والمهارة الفطرية في الانحناء بالجسد لحظة التسديد على حساب القوة الجسمانية النابعة من تدريبات صالة الألعاب الرياضية، ولهذا تخرج الكرة من قدمه إما (موزة أو واو) لأنه يتعامل بحنكة ودهاء وليس بقوة مفرطة.

وفي الشوط الثاني تابع ميسي عمله الخرافي في عملية صناعة الألعاب لزملائه، ليساهم في صناعة الهدف الثاني بالضغط على المدافعين واسقاطهم في الخطأ ليضع الكرة أمام لافيتزي الذي لم يتوان عن منح الكرة لهيجواين، وفي الدقيقة 85 مرر بنفسه الكرة الأخيرة قبل تسجيل هيجواين للهدف الرابع.

الرجل المخيب | مايكل برادلي - الولايات المتحدة

لا أريد إلقاء اللوم على خط الدفاع وحده، فلا يمكن لأي دفاع التصرف مع هذا الهجوم الكاسح للأرجنتين في وجود هداف السيري آ وهداف برشلونة التاريخي بالإضافة للافيتزي العازم على استعادة بريقه وشهرته العالمية بعد انتقاله الغريب للدوري الصيني في فبراير الماضي.

مدافعو الولايات المتحدة عاشوا ليلة لا تُنسى أمام المد الهجومي الرهيب للأرجنتين بالذات قلب دفاع نادي ستوك سيتي «جيف كاميرون» الذي خطفت منه الكرة أمام منطقة الجزاء مرتين ليتسبب في الهدفين اللذين سجلهما جونزالو هيجواين خلال الشوط الثاني.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا