برعاية

الاشتباكات الروسية الإنجليزية... حرب سياسية ثقافية رياضية

الاشتباكات الروسية الإنجليزية... حرب سياسية ثقافية رياضية

وقعت الاشتباكات بين الجماهير الروسية والإنجليزية في شوارع مدينة مارسيليا الفرنسية، وتحولت الشوارع إلى ساحات حرب ومعارك، الكل اعتقد أن السبب وراء وقوع الأزمة هي مباراة كرة قدم، لكن المشكلة أكبر بكثير فهي سياسية وثقافية ورياضية، وهناك أسباب كثيرة وراء الكره الكبير.

الجميع يعرف أن بريطانيا هي الأشد معارضة لملفي روسيا 2018 وقطر 2022، فمنذ منح روسيا شرف استضافة بطولة كأس العالم 2018، بدأت الصحف البريطانية بمهاجمة روسيا وملفها المونديالي، ومثله الملف القطري الذي نال القسط الأكبر من النار البريطانية التي أرادت حرق الملفين واستضافة الحدث المونديالي الكبير.

شنت الصحف البريطانية هجوماً واسعاً وبدأت بنشر الأخبار أن ترشيح مونديال روسي كان بعد رشوة أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، والجميع يعرف قضية الرشاوى والتحقيقات التي أطاحت بجسم الاتحاد الدولي لكرة القدم والزلزال الذي ضربه، هذا الهجوم جعل الروسيين في حالة حرب مع بريطانيا على الصعيد الذهني في بادئ الأمر.

أجرى المعهد الملكي للشؤون الدولية المعروف بـ "شاتهام هاوس" في عام 2015، استفتاء شعبيا على عينة من الشعب البريطاني، وكانت النتائج مثيرة للجدل، حيثُ كشف هذا الاستفتاء أن الشعب الأكثر كرهاً في بريطانيا هو الشعب الروسي.

واحتل الشعب الروسي المرتبة الأولى لجهة الشعوب الأكثر كرهاً بالنسبة للبريطانيين، نتائج الاستفتاء نشرت على الإنترنت، وبالطبع أصبحت معروفة لدى الشعب الروسي، والذي بالطبع لم ترق له هذه النتائج، وبالتالي رفعت من مستوى الحقن الثقافي والسياسي بين الشعبين، خصوصاً أن هذا الكره أصبح عداء في السنوات الأخيرة.

زادت الحرب الروسية الأوكرانية في السنوات الأخيرة من حدة العلاقات بين روسيا وبريطانيا، لأن الأخيرة تقف إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في موقفها الذي يعارض التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

هذا الصراع السياسي وقرارات الحكومة البريطانية التي تعارض روسيا بشكل كبير، تؤثر بشلك سلبي على التركيبة الشعبية لروسيا وبريطانيا، وبالتالي فإن الشعوب ستسير وراء قرار الحكومة أو الدولة إن كان معادياً أو مسالماً، وهذا القرار سيُحدد العلاقة بين هذين الشعبين على مختلف الصعد حتى الرياضية.

تشارك روسيا في الحرب الدائرة في سورية كما مختلف دول العالم، والتي تصب كامل اهتمامها على هذه الحرب الدائرة منذ سنوات طويلة، روسيا شاركت في الحرب لمساندة قوات النظام، الأمر الذي أنصار جدلاً كبيراً في بريطانيا، التي وعبر صحفها اليومية كانت تنتقد هذا التدخل العسكري.

وهذا السبب من الأسباب الكافية لرفع مستوى التوتر بين الشعب الروسي والبريطاني، نظراً للمواقف المختلفة السلبية، والتي تشكل حاجزاً كبيراً بين روسيا وإنجلترا، وبالتالي هذه الصراعات والاختلافات ستكون ظاهرة في ثقافة الشعب عندما يحاولون التواصل مع شعوب البلدان الأخرى.

في الأيام الماضية وبعد وقوع الاشتباكات في شوارع مارسيليا، انتشرت تقارير صحافية تشير إلى قضية خطيرة لا يمكن كشفها بسهولة من دون التمعن في جوهر الصراع الروسي الإنجليزي المستمر منذ سنوات.

"الهوليغينز" كلمة معروفة في عالم الرياضة المعروفين بالألتراس للمشجعين، لكن في روسيا الوضع مختلف تماماً، فبحسب هذه التقارير الصحافية، فإنه يتواجد في الجمهور روسي مجموعات "ألتراس" منظمة على طريقة عسكرية. ما يعني أن هذه المجموعات تجري تدريبات خاصة للدخول في معارك مثلما حصل في مدينة مارسيليا.

وتُشير المعلومات إلى أن هذه المجموعات منظمة بشكل كبير وتسير في مجموعات، وهي كانت أحد الأسباب وراء اشتعال المعارك والاشتباكات في شوارع مارسيليا وملعب "فيلودروم"، هذه المجموعات أثارت النعرات في مواجهة الجماهير الإنجليزية، والتي بدت ضعيفة أمام التنظيم العسكري الذي تتميز به.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا