برعاية

رافا ماركيز.. الليبرو العصري الذي لا يشيخ

رافا ماركيز.. الليبرو العصري الذي لا يشيخ

دخلت كوبا أميركا الأجواء التنافسية سريعا، وقدم منتخبا المكسيك وأوروغواي مباراة كبيرة، في واحدة من أجمل مباريات البطولة بالبدايات، ليحقق الفريق الشمالي فوزا مهما على نظيره الجنوبي، ويخطف أصحاب القبعات ثلاث نقاط ثمينة، بأول انتصار لهم في النسخة الحالية، في مباراة بعنوان واحد فقط، "سواريز يساوي منتخب بلاده، وماركيز لا يشيخ أبدا"!

تلعب المكسيك دائما بقواعد كروية ثابتة، إنه منتخب صاحب إرث تكتيكي حاضر، وله أسلوبه الخاص الذي يحاول فرضه على أي منافس مهما كانت قوته، وكأنه يشبه برشلونة في مجال المنتخبات، فالنادي الكاتلوني يلعب بطريقة خططية لا تتغير، مع ميل إلى المبادرة والحيازة، والمكسيك في المقابل لا تلعب بهذا النسق الهجومي، لكنها تحافظ دائما على فكرة الضغط والأسلوب الخاطف أثناء المرتدات، لذلك هم الأفضل قاريا فيما يخص التحولات.

يرحل من يرحل ويبقى من يبقى، ويظل أسلوب لعب هذا الفريق مائلا إلى الخفة والسرعة، مع قدرة على ضرب الخصوم باللعب العرضي السريع، والضغط الخانق في مناطق العمق، لدرجة أن لاعبي أوروغواي لم يجدوا أي منفذ للهروب من مناطقهم إلا عن طريق الكرات الطولية، خصوصا مع الانتشار الكثيف لفريق المكسيك في نصف ملعبهم بالكامل.

"كما كان متوقعا، يصعد ظهيرا المكسيك يمينا ويسارا إلى الأمام، من أجل إجبار وسط أوروغواي على التراجع لمساندة دفاعه، وبالتالي تظهر فراغات أشمل في المنتصف، يستغلها هيكتور هيريرا في صناعة مزيدا من التمريرات الطولية المباغتة في وبين الخطوط"، هكذا جاءت تعليقات صحيفة الغارديان في وصفها الأولي لأول قيمة حقيقية بكوبا أميركا.

بعد اللكمة الشهيرة التي تعرض لها صحافي من المدرب السابق ميغيل هيريرا، لم يتردد الاتحاد المكسيكي في طرد المدير الفني الناجح، بعد سقوطه أخلاقيا خارج الخط، رغم الطفرة الفنية الناجحة التي قام بها مع المنتخب، خصوصا مع إدراكهم التام بمدى قوة الثقافة التكتيكية التي يشتهر بها منتخبهم، مع الأداء الثابت منذ مونديال 2006 مع ريكاردو لافولبي، الرجل الذي وضع حجر الأساس فيما يخص الفلسفة الكروية، ومن ثم سار على خطاه جميع من جاءوا بعده.

الفلسفة هي الأساس، ثم تأتي الاستراتيجية التي تُستخدم من أجل الوصول إلى أساسيات القاعدة الأولى، حتى ينتهي الأمر بالتكتيك، الجانب المتغير الذي يضعه كل مدرب وفق طريقته الخاصة. وخوان كارلوس أوسوريو المدرب الجديد للمكسيك، رجل لاتيني بامتياز لكن مع خلفية بريطانية سابقة، تعود إلى سنوات قديمة تأثر فيها الرجل بالتكتيك الإنجليزي، من سابق تشجيعه ومتابعته لفريق ليفربول.

جاء أوسوريو ولم يتغير شيء للأسوأ، بل استمر الأداء على نحو مميز، مع المحافظة على الفلسفة الرئيسية، لكن بتكتيك مغاير بعض شيء، بالمزج بين الخطة القديمة 3-5-2 ونظيرتها 4-4-2 في قالب واحد، من خلال اللعب بضغط قوي، تسديدات مستمرة، مرتدات في كل مناسبة، مع استخدام عبقري للثنائي هيريرا وماركيز.

تلعب المكسيك بأظهرة متقدمة، وتعتبر فكرة تقدم الظهيرين مرهونة بعودة لاعب الوسط إلى قلب الدفاع عند الحاجة، وهي استراتيجية قريبة من مركز لاعب الوسط المتأخر الذي يعود كثيرا للدفاع. في التجربة المكسيكية، تتم نفس الخطوات لكن بطريقة عكسية، عن طريق صعود قلب الدفاع إلى منطقة الوسط عند الحاجة، وتمركزه بين الثنائي الأخير في الحالة الدفاعية، من أجل صعود سريع للأطراف إلى الأمام.

رافا ماركيز هو الليبرو الحديث في كرة القدم، لأنه يجيد اللعب بجوار مدافع آخر في تشكيلة رباعي الخلف، بالإضافة إلى قيامه بالتغطية العكسية خلف البقية، رفقة حصوله على أريحية في الصعود المستمر بالكرة إلى الهجوم، لذلك يقوم القائد بمهام دفاعية واضحة، مع تسجيل أكثر من هدف في المباريات الكبيرة، كما حدث مؤخرا أمام رفاق سواريز في الكوبا أميركا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا