الكرة الطائرة :كيف «طار» النجم بالترجي؟

لم يكن احراز النجم الساحلي على كأس تونس للكرة الطائرة للمرة السابعة في تاريخه مفاجئا بل كان أمرا طبيعيا حيث تعود النجم أن يفعلها أمام الترجي في المواعيد الحاسمة كلما انتظر «الخبراء» هزيمته في حين أن النجم يمتك قوة شخصية حقيقية جعلته يدمر معنويات الترجي عندما افتك منه الشوط الأول بـ(35 – 33) رغم أن كرة هذا الشوط كانت سبع مرات لفائدة الترجي الى حدود (33 – 32).

الواضح أن النجم الساحلي أعد المباراة جيدا ايس تكتيكيا فقط وانما أيضا نفسانيا. فعندما كان فائزا بـ (24 – 21) في الشوط الأول ولما لحق به الترجي (24 – 24) فان النجم افتك هذا الشوط بنتيجة (35 – 33) بعد سبع كرات شوط للترجي ولا يمكن أن يفعل هذا الا فريق مستعد جيدا للمباراة ويمتلك لاعبوه شخصية قوية. والواضح أن فوز النجم بهذا الشوط جعل المباراة في غاية السهولة بعد ذلك قابلته هشاشة نفسية غريبة من لاعبي الترجي الذين فازوا على النجم ذهابا وايابا في نهائي البطولة مع ثلاثة أشواط لصفر في سوسة بالذات.

النجم الساحلي تفوق على الترجي جماعيا وفرديا. على الصعيد الجماعي كانت هناك آلية لعب واضحة وكان اللاعبون شديدي التركيز مع خلفية واضحة في الارسال والاستقبال والتعامل مع صد المنافس ومهاجميه على صعيد وسط الشبكة خصوصا. وطريقة الفوز بالشوط الأول تكشف التفوق الجماعي الواضح للاعبي النجم. أما على الصعيد الفردي فالتفوق يبدو أكثر وضوحا. ارسالا كان النجم أفضل بكثير اعتمادا على الارسال التكتيكي أو القوي لتعقيد بناء عمليات الترجي بل أن النجم سجل عديد النقاط بشكل مباشر عن طريق الارسال. أحمد القاضي مثلا تفوق بشكل واضح عل منافسيه في وسط الشبكة هجوما وكذلك صدا. وهو ما فعله حسني القرامصلي الذي تألق أيضا في الارسال. هجوما تفوق لاعبو النجم بشكل ملحوظ في المركزين 2 و4 وكذلك في خطة مواز للموزع.

لابد من الاشارة للتألق الكبير ل»غاليتش» وهو لاعب يقذف فوق جدار صد المنافس بنجاعة كبيرة للغاية دون تعقيد أو استعراض. كما قدم مروان القارسي مردودا غاية في الامتياز هجوما على وجه الخصوص حيث «وجده» النجم عندما احتاجه في اللحظات الحاسمة وكان أفضل لاعب في المباراة وتفوق على منافسيه بشكل ملحوظ للغاية وهذا ليس بغريب على أفضل لاعب تونسي على الاطلاق ودون منازع. مروان القارسي قال عقب المباراة: «أكدنا أن النجم قوي جدا وفزنا على الترجي عن جدارة و بعد أن افتك منا البطولة. كان هناك «القليب» والروح الانتصارية وأنقذنا موسمنا».

فؤاد كمون هو أكثر المدربين التونسيين حصولا على الألقاب مع عديد الفرق في تونس وخارجها وهذا لم يأت من فراغ بل لقيمة العمل الذي يقوم به حيثما حل. كمن قال اثر المباراة: « يمر كل فريق أثناء الموسم بفترة قوة حيث فاز الترجي بالبطولة حين كان في أوج استعداداته. والنجم كان في قمة عطائه في الدور النهائي ففاز بالكأس وهذا أمر طبيعي».

جرى الدور النهائي تحت اشراف وزير الشباب والرياضة وجلس حمدي المؤدب مع المتفرجين في المنصة الشرفية وتغيب رضا شرف الدين الذي تواجد في سوسة بمناسبة لقاء «مونانا» في كأس ال»كاف» لكرة القدم وقد عوضه راضي بن علي على منصة الشرف الى جانب الوزير ورئيس الجامعة منير بن سليمان وعلي البنزرتي رئيس جامعة كرة السلة وعضو اللجنة الأولمبية التونسية. ومن الشخصيات الحاضرة الشاذلي زويتن الرئيس التاريخي لجامعة الكرة الطائرة وللكونفدرالية الافريقية للكرة الطائرة وحسن بن الشيخ المدرب التاريخي للمنتخب الوطني ولللأولمبي القليبي و»عميد» الكرة الطائرة التونسية.