برعاية

الهيئة العامة للرياضة

الهيئة العامة للرياضة

أصدر خادم الحرمين الشريفين قرارا تاريخيا بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لهيئة عامة للرياضة، هذا القرار المنتظر منذ فترة عساه يسهم في تعديل بعض جوانب النقص التي طغت على المشهد بكامله، فقد باتت الرياضة التنافسية الأوفر حظا بالمتابعة والمال والشهرة، فجفت عروق البقية وباتت تصارع الموت عطشا على ضفاف نهر الملايين العابرة لميدان كرة القدم، لم يخفِ الأمير عبد الله بن مساعد رغبته في تغيير هذه المعادلة غير العادلة، فالرياضة ليست دوري كرة قدم باتت خطاه تثقلها الديون وتراكمت خسائر الداخلين لميدانه بسبب المباهاة بحال، وبسبب التنافس الشرس بين أقطابه مرة أخرى، غاب العقل وحضرت شهوة الشهرة والإعلام، غير أن من أمسك بملف الخصخصة بات حلمه قريبا جدا وتكاد عيناه أن تراه حقيقة ماثلة للوجود، فالضخ المالي من الدعم الحكومي سيكون أكبر والصفة الاعتبارية للهيئة أكبر من تلك التي كانت حين عهد الرئاسة، وعلى مجلس الشورى أن يعيد النظر في كيفية فهم الشباب وتلبية حاجاتهم فسياسة الرفض المطلق لتطوير المؤسسات التي تقوم على ثقافته وتسليته ومن بعدها احتوائه في ساعات الفراغ أمر مفصلي في التربية والرعاية لا تقبل النقاش والجدل البيزنطي والتنظيري الحاصل.

حين نعود للرياضة وللهيئة الجديدة التي يرى القائمون عليها أنها ستكون نقلة في المباني والمقرات، نقلة في التعاطي مع كل الألعاب، نقلة في النظرة للرياضة وحق أفراد المجتمع في ممارستها، فهل نحن مقبلون على الممارسة الحقيقية للرياضة وبالتالي نتنفس فضاء أرحب وتصبح عادة يومية بدلا من كونها تنافسية فقط، الرغبة في جعل العمل أكثر نفعا وإنتاجية للمجتمع هاجس وفكر تسير به القيادات في هيئة الرياضة الآن.

التنظيم القائم على الخصخصة الخطوة المنتظرة والتمهيد لها بدأ بإعلان أحقية بعض الأندية الموسم القادم بذلك، فهل سنصبح أكثر تنظيما في قادم الأيام وتختفي لجان التدقيق والمحاسبة ويصبح المدير التنفيذي بالنادي متفرغا وأكثر قدرة على العمل المنظم والمحفز لأرباح تعود من خلال اقتصاديات الرياضة واستغلال النجوم؛ وهذا أمر له مبشرات من خلال عدد من الشركات الرياضية التي بدأت في الظهور كي تمثل أساسا للعمل في الفترة القادمة.

ويبقى السؤال الأهم: ماذا تريد هيئة الرياضة من المجتمع؟

وكيف تريد أن يكون قادرا على تحقيق أهدافها؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا