برعاية

بعد تتويج  ليستر بالدوري …العالم ليس ملكاً للأغنياء

بعد تتويج  ليستر بالدوري …العالم ليس ملكاً للأغنياء

حقق نادي ليستر سيتي المعجرة التي انتظرها عشاق كرة القدم حول العالم ونجح بالفوز بالدوري الانجليزي الممتاز لتنتهي الملحمة  بأفضل طريقة ممكنة وتنطلق الأفراح من بيت فاردي إلى كل أصقاع الأرض في التفاف غير مسبوق  حول الفريق الانجليزي الذي نجح في توحيد عشاق كرة القدم حول العالم على الرغم من اختلاف ميولهم التشجيعية فلماذا التف الجميع حول ليستر ؟

الاشمئزاز من كرة القدم وعودة الأمل  : منذ فترة وكرة القدم تتخبط في فضائح الفساد والتلاعب على أعلى المستويات، مما أفقد متابعيها الكثير من مصداقية اللعبة حيث باتوا يؤمنون بأن كل شي في يد الأقوى والأغنى حيث يستطيع المال فعل أي شيء. ليأت فوز ليستر ويعيد الأمل للمتابعين بكرة قدم حقيقية ونظيفة وخالية من أي تلاعب.

وضعية سينمائية :أكثر القصص السينمائية شهرة هي تلك التي يأتي فيها البطل من اللاشيء وينجح في تحقيق كل ما يريده مع نهاية الفيلم رغم كل العراقيل ، وليستر سيتي هو مثال لجميع هذه القصص  السينمائية الجميلة التي اعتدنا مشاهدتها على مدار الأعوام في دور العرض. والأجمل انها انتهت بأفضل طريقة في تأكيد أن النهايات السعيدة موجودة في عالمنا الواقعي.

مزيج بين الجدارة والاستحقاق والرومانسية الجميلة : رغم أن قصة ليستر كانت أشبه بالحلم، إلا أنها لم تأت من فراغ بل بعد أداء كبير جداً على المستوى الفني والتكتيكي، لكن الأهم هو الثبات الذي رافق هذا الفريق طوال فترة الدوري والدليل احتفاظه بالصدارة لأكثر من ١٠٠ يوم. ويبقى الأجمل أن هذا العمل الجاد امتزج برومانسية رائعة تمثلت تكامل الظروف في خدمة  ليستر لتحقيق اللقب . أولها أن الفريق بقي بعيداً عن الإصابات المؤثرة طوال فترة الدوري وثانيها تعثر المنافسين حين يتعثر هو ، فبدا وكأن  الكون يريد أن يحقق ليستر اللقب .

بطولات فردية ملفتة داخل البطولة الجماعية : من أبرز عوامل التعاطف مع ليستر سيتي هو عناصره الفردية الذي كان لكل واحد منهم قصة تصلح لأن تكون عملاً سينمائياً بحد ذاته . فرياض محرز لاعب عربي جزائري قادم من الدوري الفرنسي استطاع أن يتفوق على كل نجوم الدوري الانجليزي الكبار من روني وهازارد وسانشيز وغيرهم ويحرز لقب أفضل لاعب في الدوري في انجاز غير مسبوق للاعب عربي . أما جيمي فاردي فجاء بمبلغ يقل عن مليون باوند ( أي أكثر بقليل مما يتقضاه روني في أسبوع واحد ) ليصبح أبرز مهاجمي الدوري ومرعبهم الأول  في قصة نجاح لاعب كادح من دوري الهواة إلى واجهة أحد أهم الدوريات العالمية وأكثرها عراقة . أما العجوز رانييري فنال أخيراً ما يستحق وأحرز بطولة الدوري الأولى له بعد ثلاثين عاماً من العمل التدريبي الذي بنى خلاله عديد الفرق ونافس عديد المرات على لقب الدوري في بطولات متعددة دون أن يلامسه. والأجمل أنه حقق بطولة الدوري الأولى هذه مع فريق لم يتوقع له أحد سوى المنافسة على البقاء في الدرجة الممتازة ، ليكون ما تحقق انجاز رانييري بجدارة واستحقاق .

ليستر سيتي عبارة عن حكاية تبعث الأمل بأن هذا العالم ليس ملكاً للأغنياء وذوي النفوذ وحسب بل أيضاً لكل مكافح ومجتهد يمتلك الإرادة الصلبة . حكاية تثبت أن الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة تكبر مع الأيام لتوصلنا إلى هدف ربما لم نكن نخطط له أبداً. حكاية تثبت أن كرة القدم نقية ومخلصة لكل من يخلص لها، وسنبقى نروي هذه الحكاية بكل فخر لأننا كنا محظوظين بما فيه الكفاية  بأن نكون شهوداً عليها..وفي النهاية كما قال باولو كويلهو في كتابه الشهير الخيميائي : ” عندما تريد شيئاً ما بصدق ، فإن الكون بأسره يتضافر ليوفر لك تحقيق رغبتك”

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا