برعاية

قصة انتقال هوملز..قوة بافارية إضافية أم تحطيم لتكتيك دورتموند؟

قصة انتقال هوملز..قوة بافارية إضافية أم تحطيم لتكتيك دورتموند؟

قدم ماتس هوملز طلباً رسمياً لإدارة ناديه دورتموند، من أجل السماح له بالرحيل إلى بايرن ميونخ خلال الميركاتو الصيفي، ليُشعل هذا الخبر الأوساط الرياضية الألمانية، ويؤثر بشكل مضاعف على جمهور الفريقين، خصوصا أنه جاء بعد ساعات قليلة من خسارة بايرن أمام أتليتكو مدريد في ذهاب نصف نهائي الأبطال، وسط توقعات قوية بعودة قلب الدفاع إلى ناديه القديم بعد أشهر قليلة من الآن.

يعتبر ماتس هوملز من أبرز صناع اللعب من قلب الدفاع في أوروبا والعالم، حيث يملك اللاعب دقة تمرير لا غبار عليها، مع تمتعه برؤية مختلفة عن بقية أقرانه، لذلك يستطيع باستمرار قراءة اللعب من أماكن بعيدة، ويصعد دائما إلى منطقة الوسط، ليقوم بدور لاعب الارتكاز المتأخر، من أجل زيادة عدد اللاعبين في المنتصف، والحصول على سيطرة أوضح في منطقة المناورات، لذلك يعتبر اللاعب مفيداً جداً لأي فريق هجومي.

يجيد هوملز اللعب في مركز المدافع الثالث أيضا، نتيجة قوته في التغطية خلف زملائه، ونجاحه في إبراز دور "الليبرو" القديم، كلاعب حر بين الدفاع والوسط، يتحرك بأريحية دون التزامات خططية، في الخلف وإلى الأمام، مع تحول مستمر إلى الأطراف، للقيام بدور الظهير الإضافي يمينا ويسارا.

ولاعب بهذه القدرات يصلح بشدة لأداء دور القيادة في فريق دورتموند ومنتخب ألمانيا، ومع شهرته الكبيرة خلال الفترة الماضية، من السهل توقع خطوة أكبر، كانتقاله إلى بايرن ميونخ أو ناد آخر، خصوصا مع قدوم كارلو أنشيلوتي، الرجل الذي يهوي التعامل مع النجوم، ولا يعارض إطلاقا تواجد أكثر من لاعب كبير في كل خط، كما فعل في ميلان، تشيلسي، وأخيرا ريال مدريد.

تحدث أوين هارغريفز لاعب بايرن ومنتخب إنجلترا سابقا عن هوملز، واصفا إياه بالممرر الرائع، لكنه لا يدافع أبدا بشكل جيد، لذلك لا يرشحه للانتقال إلى ناد آخر أعلى من دورتموند. وبالعودة إلى أرقام ماتس هذا الموسم في البوندسليغا، فإن الرأي الأولي القائم على الإحصاءات يؤكد أن قائد بروسيا يعرف كيف يدافع، ويمتاز بخصائص إيجابية فيما يتعلق بقطع الكرات وتعطيل سير مهاجمي الفرق المنافسة.

يمتاز هوملز بقوة كبيرة في عملية العرقلة المشروعة، ويقوم بعمل قرابة 2 عرقلة في كل مباراة، وبالتالي يستطيع المدافع افتكاك الكرات دون مخالفة، ليقدم نفسه كلاعب نظيف لا يرتكب أخطاء عديدة، بالإضافة إلى تميز مضاعف في الكرات الهوائية، فماتس يسجل أهدافاً عديدة من ضربات الرأس، ويصعد باستمرار أثناء الركنيات والضربات الثابتة، لأنه واحد من أبرز مدافعي العالم في الهواء، ويتذكر الجميع هدفه التاريخي في مرمى فرنسا خلال مونديال 2014 بالبرازيل.

لذلك من الصعب الموافقة على انتقادات هارغريفز، لأن هوملز مدافع يجيد بناء اللعب، بالإضافة إلى قوته في أساسيات الدفاع، وبكل تأكيد كل لاعب له نقاط ضعف، ويعتبر عامل البطء هو الحاجز الأول أمام المدافع، لأنه لا يقدر على مواجهة بعض المهاجمين في سباق السرعة، ويحتاج دائما إلى مساند في هذا الصراع، بالإضافة إلى هفواته الناتجة عن بعض الرعونة والاستهتار، من خلال فقدان الكرة والتسبب في هدف عكسي، وخلال الموسم الحالي، ارتكب هوملز أكثر من خطأ في الدوري، وتسبب في هدفين بمرمى دورتموند.

يعتمد توماس توخيل على هوملز بشكل محوري في خلطته التكتيكية، من خلال قيام مدافعه بدور صانع اللعب الأول، خصوصا مع زيادة الرقابة على المفاتيح الهجومية في الثلث الأخير، لذلك يتحرك لاعبو الارتكاز باستمرار أمام رباعي الدفاع، حتى يحصل ماتس على مساحة كافية للاستلام والتحرك، من أجل وضع تمريراته في الفراغ المناسب لانتشار زملائه هجوميا.

يصعد هوملز دون الكرة إلى منطقة الوسط، ويتحول إلى الرواق الأيسر، لكي يقوم بدور الظهير الحر، مع تمريراته القطرية من العمق إلى الأطراف، أو لعبة عمودية مباشرة إلى قلب منطقة الجزاء الخصم، لتبدأ هجمة دورتموند من بين أقدامه، وبالتالي يساهم اللاعب بشدة في تمريرات ما قبل صناعة الفرص.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا