برعاية

باحث في السموم: وجود «امفيتامين» في عينة نور يستدعي العقوبة

باحث في السموم: وجود «امفيتامين» في عينة نور يستدعي العقوبة

    عبر باحث الدكتوراه في قسم الطب الشرعي والسموم بجامعة جلاسكو بالمملكة المتحدة الدكتور فاروق بن فيصل الزهراني عن دهشته من القرار الذي أصدرته لجنة الاستئناف السعودية لقضايا المنشطات بنقض عقوبة لاعب وسط الاتحاد محمد نور وفقاً للحيثيات التي ذكرتها اللجنة في بيانها الإلحاقي المطول الذي بلغ خمس صفحات، وشدد الزهراني المتخصص في السموم والمهتم بقضايا المنشطات في حديث خاص ل«الرياض» على أن المبررات التي ذكرتها اللجنة فيما يخص «الامفيتامين» وجعلتها تتخذ قرار نقض العقوبة ستجعلها موضع «سخرية» فيما لو ترجمت وأرسلت إلى الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «WADA» لأنها ستثبت بأن اللجنة تجهل اللوائح والأنظمة من خلال تفسيراتها الخاطئة خصوصاً فيما يتعلق بتركيز المادة المحظورة في عينة اللاعب، وتفسير جزئية «داخل وخارج المنافسة»، وقال الزهراني: «تابعت مستجدات قضية اللاعب والجدل الكبير الذي أثاره قرار لجنة الاستئناف بالاكتفاء بفترة الإيقاف الماضية على الرغم من إثبات وجود المادة..

تفسير قاعدة «داخل وخارج المنافسة» سيُضحك الوكالة الدولية علينا

لا أخفيكم بأنني شعرت بالامتعاض من التعاطي الإعلامي للقضية حين فشل الجميع باستثناء صحيفة «الرياض» مع مرتبة الشرف في الحصول على تفسير منطقي للقرار، لاشك ان غياب حيثيات قرار اللجنة بداية ساهم في هذا الانقسام لكن هذا لا يعفي الإعلام بكل أنواعه من المسؤولية، فعوضاً عن البحث عن الأجوبة من المختصين ذهب القوم الى طرح مزيد من الأسئلة او تبني إجابات من مصادر غير موثوقة، وأفضل من اجتهد في رأيي هم معشر المحامين، حين فسروا تخفيف العقوبة في ظل إثبات وجود المادة بدخول المادة لجسم اللاعب عن طريق الخطأ، وعلى الرغم من اعتقادي بان هذا ليس تفسيراً صحيحاً البتة إلا أنه أكثر السيناريوهات قبولاً.

محامو اللاعب إن لم يكونوا مضللين فهم جاهلون.. و«CAS» ستوقفه مجدداً

وأضاف «الموضوع باختصار يكمن في مستند تقني «صورة ١» تقوم «WADA» سنوياً بإصدار نسخة محدثة منه يحمل هذا المستند الرمز «TD2015MRPL»، كما يحمل هذا المستند العنوان التالي «مستويات الأداء الدنيا المطلوبة للكشف والتحديد عن المواد غير المحدودة بتركيز معين»، ويعتني هذا المستند بإيضاح المتطلبات الدنيا التي يجب ان تفي بها المختبرات المعتمدة من «وادا» لفحص المنشطات لإثبات وجود مادة معينة من المواد غير المحددة بتركيز معين، وسأستطرد للايضاح فقط لمن لم يفهم ماذا يعني «المواد غير المحددة بتركيز معين»، هذا يعني ان مجرد وجود المادة بأي تركيز يستدعي العقوبة وذلك لأنها لا تتواجد بصورة طبيعية في جسم الإنسان، هذا طبعاً بخلاف بعض الهرمونات او المركبات التي تحظر «WADA» استخدامها لكنها متواجدة في الجسم بصورة طبيعية لذلك يشترط ان يرتفع التركيز عن حد معين لكي يدان الرياضي بتعاطي المادة من مصدر خارجي، هذا بالطبع لا ينطبق على مادة الامفيتامين لانها لا تتواجد بصورة طبيعية في الجسم لذلك فإن اكتشافها بأي تركيز يعتبر مخالفة».

قلة تركيز المادة «غير ملزمة» باعتبارها سلبية.. و«الاستئناف» تهربت ورمتها على «WADA»

وواصل حديثه بقوله: «نعود للمستند القضية، على الرغم من انه يحدد مستويات الأداء الدنيا فإنه يشجع المختبرات لاكتشاف اقل تراكيز ممكنة كما يتضح في النص الموجود في «صورة ٢» في بداية المستند، وهذا المستند أكد في بدايته أيضا أن التراكيز التي سترد فيه لاحقا هي ليست حداً فاصلاً بين النتيجة السلبية والايجابية وليست حداً يجب ان يعتبره المختبر الحد الادني للكشف عن المواد بل هي مجرد معيار يجب الوفاء به ويمكن النزول تحته كما يتضح في «صورة ٣»، ولمن لم يفهم النقطة أعلاه يمكن تشبيهها بأن يطلب أحدهم من ابنه ان يحصل على درجة 90 في المئة في الاختبار، بالتأكيد فإن الاب لن يغضب اذا حصل ابنه على درجة أعلى، في حالة المختبرات فان التنافس يكون في القدرة على كشف تراكيز منخفضة بالذات في حالة المواد التي ليست ذاتية المنشأ مثل الامفيتامين».

واستطرد «نعود الان للحديث عن مادة الامفيتامين، فقد طلب هذا المستند من المختبرات ان تكون قادرة على الكشف عن هذه المادة وشبيهاتها من المنشطات حتى تركيز 100 نانوغرام لكل ملل من العينة، بالتأكيد اذا استطاع مختبر ما الكشف على تركيز أقل لنقل حتى عشرة نانوغرام لكل ملل مع الإيفاء بالاشتراطات الصارمة للتأكد من هوية المادة فستكون «WADA» سعيدة بذلك».

وحول اعلان الاستئناف بأن نسبة المادة في عينة اللاعب بلغت 50 نانوغرام قال: «هذا سيقودنا إلى الحقيقة وسيجعل الأمور اكثر وضوحاً لان الجهل وكل الجهل يكمن في هذه النقطة، اولاً استخدام كلمة «نسبة» للتعبير عن كمية المادة المتواجدة في العينة هو استخدام خاطئ، التعبير الصحيح هو «تركيز»، ثانيا أنا قلت سابقا بأن «WADA» اشترطت 100 نانوغرام كمتطلب ادنى وشجعت المختبرات للكشف عن المواد عند تراكيز منخفضة اكثر اذا أتيح لهم ذلك، وال«WADA» كذلك تعتبر تواجد المادة بأي تركيز هو مخالفة تستوجب العقاب، مما يعني ان المختبرات ليست مطالبة بالقيام بتحليل كمي لقياس تركيز المادة بل يكفي القيام بتحليل كيفي لإثبات وجودها، اذا كان كل ماسبق مفهوم فأنت قريب جدا من فهم كل الموضوع بعد قراءة التالي».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا