برعاية

من خذل الاتحاد؟

من خذل الاتحاد؟

    امتلأ الاتحاديون حماساً ونشوة، حين صعد إبراهيم البلوي إلى جوار شقيقه منصور منصة قاعة اجتماعات النادي وتسلما سدة الرئاسة، تفاؤلهم ينبع من وجود منصور في المشهد، كونه أحد رؤساء "العميد" السابقين وحقق منجزات محلية وقارية لا يمكن طمسها، وصرف على الاتحاد ملايين صنع بها فريقاً مرعباً، عاد منصور بعد أن ابتعد الفريق مسافة بعيدة عن المنصات، وخلت خزائنه من المال، وانهكته الديون والمستحقات، وبات مطلوباً للسداد لدى اتحاد الكرة وفي "الفيفا"، كان المدرج الاتحادي وهو يعاني من هذه الظروف يرى في منصور المنقذ الوحيد للاتحاد، استلم الفريق إشرافاً، بدأ العمل وغير وبدل وتعاقد وسرّح، كل هذه التحركات كان يراها الاتحاديون وتزيدهم اطمئناناً حول ناديهم الجريح، لكن الأمر لم يستمر بعد أن انسحب منصور من المشهد، وبقي الرئيس غارقاً بوعود شقيقه الأكبر.

إبراهيم البلوي لا يملك رصيداً من المحبة ولا الخبرة، توازي ما يملكه منصور في الاتحاد، لذا كان يحتمي في بداية إدارته بظل شقيقه مادياً وإدارياً، وبعد أن انسحب أخوه وجد نفسه أمام الإعلام والجمهور واللاعبين، وأمام عجز مادي لا يقدر على سده بمفرده، لذلك لجأ إلى إطلاق وعوده المستقبلية، طمأن الجماهير أن مستقبل النادي مشرق، وعشمّ اللاعبون بحل مشاكلهم المادية في وقت قصير، مضى الوقت في ساعة الاتحاد، والمستقبل مظلم وصبر اللاعبين نفذ، فاختاروا مقاطعة التدريبات قبل "ديربي جدة"، لكن هذه المقاطعة لم تعجل لهم بمستحقاتهم، ولم يثبتوا على موقفهم، لعبوا "الديربي" بعد أن خلقوا فوضى في النادي، تسببت عليهم بخسارة كبيرة من الأهلي منافسهم اللدود.

وسط كل ما حدث أغمضت إدارة البلوي عيناها وصمتت، في وقتٍ لم يكن الصمت مناسباً، فكان يفترض أن تقصي اللاعبين الذين خططوا ونفذوا فكرة رفض دخول المعسكر، وتستعين بلاعبين احتياطيين أو شبان لخوض المباراة، وبعد ذلك تفتح ملف الحساب والعقاب مع المضربين، وتضع جماهيرها في المشهد أولاً بأول، لكن الطريق الذي اختارته الإدارة زادها ضعفاً أمام الجماهير، وأوجد فجوة باعدت بينها وبين اللاعبين، فأصدرت بيانين في الأول كانت لغة الخطاب حادة، حمّلت فيه اللاعبين مسؤولية كل ما حدث، وفي بيانها الثاني دافعت عن اللاعبين، التناقض بين الخطابين جاء ليكشف تخبطات الإدارة الاتحادية، فهي لم تتحد مع اللاعبين وتعالج المشاكل داخل البيت، ولا هي التي حافظت على قوتها أمام المدرج، فأسقطت عن نفسها القوة والانضباطية وباعدت بينها وبين اللاعبين.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا