برعاية

صحيفة عكاظ | العالم الرياضي | نصر «كحيلان» خسائره من كل مكان

صحيفة عكاظ | العالم الرياضي | نصر «كحيلان» خسائره من كل مكان

لا يزال ملف الاستثمار بنادي النصر يشكل لغزا محيرا لجماهير العالمي، إذ لم تشفع له جماهيريته الطاغية وتوهجه خلال الموسمين الماضيين وسيطرته على بطولة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، من الحصول على عقد استثماري يوازي قيمة الكيان الفنية والجماهيرية والاعتبارية، ويسهم في انتشاله من دوامة الإخفاقات المتتالية التي كان آخرها أمام لخويا القطري.

ففي عام 2014 وقع نادي النصر وشركة اتحاد اتصالات «موبايلي» عقد شراكة لمدة خمس سنوات، بدأت من موسم 2014-2015، تحصل شركة موبايلي بموجبه على عددٍ من المميزات أهمها الدعاية على صدر القميص، وخدمات المحتوى، ومجموعة من اللوحات الإعلانية وغيرها.

في منتصف عام 2014 استبشرت الجماهير النصراوية خيرا بعد أن تم إنشاء إدارة الاستثمار وأوكلت مسؤوليتها لرجل الأعمال عضو هيئة أعضاء شرف النصر المهندس شرف الحريري، حيث تتولى الإدارة مسؤولية رسم خطط الاستثمار وتنويع مصادر دخل النادي، إضافة إلى إنشاء مقر للإدارة على طراز عال يليق بمكانة نادي النصر ويمثل واجهة جديدة للمستثمرين مع البحث عن شركاء ومعلنين جدد والتوقيع معهم، وتعنى الإدارة كذلك ببرنامج «تحويل المصروفات إلى إيرادات أو كف الصرف» وتسويق تذاكر المباريات بالشراكة إضافة إلى موقع نادي النصر على الإنترنت ALNASSRFC، و‏قبل أقل من شهر أعلن النصر توقيع عقد شراكة مع شركة XM ‏لتكون الشريك الرسمي للنادي في الخدمات المالية عبر الإنترنت، وعلى رغم أن هذا الملف من اختصاص إدارة الاستثمار، ولكن مصادر خاصة أكدت لـ «عكاظ» أن من جلب العقد هو عضو شرف نصراوي لا علاقة له بإدارة الاستثمار!.

طموحات وآمال الجماهير الصفراء تحولت إلى سراب بعد أن انقضى موسم ونصف لم تتم فيه أي إضافة، ولم يتم توقيع أي عقد استثماري جديد خلاف عقد الشراكة مع موبايلي الذي جلبته إدارة النصر وعقد شركة XM الذي جلبه عضو الشرف النصراوي، ولم تساهم إدارة الاستثمار في إنقاذ النصر من أزمته المالية الخانقة، مما دعا الجمهور النصراوي لطرح السؤال العريض الذي لم تحصل له على إجابة حتى الآن.

«عكاظ» تواصلت مع المهندس شرف الحريري للحصول على إجابة لهذه الأسئلة المطروحة ولكنه لم يتجاوب مع الاتصالات والرسائل، رغم أن الاتصالات جاءت من قبل أكثر من محرر.

حول هذا الملف تحدث لـ «عكاظ» عضو هيئة أعضاء الشرف والمشرف العام على كرة الطائرة بالنصر عبدالهادي الحبابي الذي قال: «بالنسبة للفترة الماضية، إدارة الاستثمار لم توفق في جلب الشركات الكبرى لرعاية النادي خصوصا وهو يتصدر لموسمين متتاليين ويحقق ثلاث بطولات»، مضيفا وجود رعاة لأي ناد يحل جميع المشكلات المالية وبالتالي يساعد النادي على جلب أفضل اللاعبين محليا وخارجيا والاستمرار بالمنافسة على البطولات، وهذا الملف يعتبر الأهم في أي ناد، ولذلك اختيار من يعمل به أهم خطوة يتخذها النادي.

عضو هيئة أعضاء الشرف والمشرف على درجة الشباب لكرة القدم بالنصر المهندس عبدالله العمراني قال: فيما يتعلق بالاستثمار الرياضي في الأندية السعودية وليس في نادي النصر فقط، فهو دون المأمول في ظل عزوف شركات كبيرة ومؤثرة في الدخول في هذا المجال والوقوف على ذلك، وبحث أسبابه، وبحث سبب دخول البعض وعدم تكرار التجربة، لذا الأمر يحتاج إلى دراسة متخصصة توضح أسباب ذلك بعيدا عن الاجتهادات ومن ثم تطرح الحلول. وأضاف: «الطريف أنك تجد شركات داخلية أرباحها من جيوب المواطنين ترعى أندية خارجية وتغدق عليها الملايين، وفي تصوري فإن الأزمات المالية في الأندية أكبر من حجم عقود الرعاية المتاحة فيها والدليل اللجوء للقروض لحل هذه المشكلات بالإضافة إلى تأخر حقوق اللاعبين وهذا الطرح عام ولا يخص ناديا بعينه».

عضو شرف النصر خالد العجلاني قال إن عوائد الاستثمار والرعايات في الأندية الرياضية مازالت دون المستوى وغالبا ما تخضع للعلاقات الشخصية وليست نتيجة جهد تسويقي محترف وهذا له أسباب كثيره، منها على سبيل المثال عدم قدرة الأندية أحيانا على اتخاذ القرار وتحتاج موافقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أيضا لا يوجد فريق تسويق متخصص في كل ناد أو التوقيع مع شركة تسويق متخصصة وفق خطة تتم مراجعتها وتقييمها كل ربع سنة، كذلك الشركات تشكو من عدم استقرار مجالس إدارات الأندية واستقالاتها المتكررة، ما يؤدي إلى اضطراب وضع النادي وضعف قيمته البيعية للمنتج، فعلى سبيل المثال لو أخذنا نادي النصر، لم تستطع إدارة الاستثمار -لعدم تخصصها أو تفرغها لا أعرف- أن تستفيد تسويقيا من توهج النصر في الموسمين السابقين رغم أن الإنجازات والالتفاف الجماهيري كانت أدوات داعمة للتسويق خصوصا لو تم التسويق على أكثر من راع حتى تكون القيمة أكبر للنادي وأقل على الراعي، كذلك كان يجب أن تعلم إدارة الاستثمار أن الرعاية ليس بالضرورة أن تكون طول الموسم، فهناك رعايات مؤقتة وتحقق عائدا ماديا جيدا، كذلك لم يتم الاستفادة من نجوم النادي وإلزامهم في عقودهم على الأقل بزيارتين تسويقية في الشهر، وحتى منشآت النادي بالإمكان تسويقها خلال فترة الركود على الشركات الأجنبية الكبرى أو حتى البعثات الرسمية أو بقية قطاعات المجتمع، أيضا حتى متجر النادي كان بالإمكان أن يباع كرخصة ولا تكون حصرية بحيث يكون هناك أكثر من متجر في مختلف مناطق المملكة ويتناوب اللاعبون على زيارة هذه المتاجر لدعمها. وأضاف العجلاني: «ضعف الأداء الاستثماري في نادي النصر ساهم في عدم قدرة النادي على القيام بالتزاماته المالية وهذا عكس ما أنشئت من أجله هذا الإدارة». وختم بالقول: «ما زلت أقول إن الأندية تستطيع تحقيق عوائد استثمارية رائعة متى ما كانت تملك القرار وتنظر إلى الاستثمار بطريقه احترافية».

من جانبه، قال عضو هيئة أعضاء شرف النصر منصور الثواب، إن إدارة الاستثمار في النصر فشلت فشلا ذريعا ولم تقدم للنصر أي شيء، مشيرا إلى تحديه أن تقدم إدارة الاستثمار ما أنجزت من عمل. وقال: «يجب عليها أن تفسح المجال لغيرها، لأن نادي النصر غني برجالاته، وهنالك أعضاء شرف مستعدون للعمل إذا أتيحت لهم الفرصة لخدمة النادي من خلال هذا المجال». وأضاف: «لا أعلم على أي أساس تم اختيار شخص يدير محافظ لتولي ملف الاستثمار بناد كبير مثل النصر، وهل يعقل أن متجر النصر لا يمنح النادي دخلا سوى ٧٠٠ ألف سنويا، على رغم أن قيمته السوقية لا تقل عن ١٠ ملايين.

مدير العمليات التجارية في إدارة الاستثمار والتطوير بنادي النصر فراج الشمري قال إنهم يعملون جاهدين على تهيئة حقوق المستثمر ومتابعتها وتنفيذها، وإنهم يحرصون على أن تكون الشراكة بين النادي والمستثمر ذات أمد بعيد خصوصا لو تم النظر لعقود اللاعبين ذات القيمة المرتفعة ورغبة النادي في تحقيق عوائد من روافد عدة لتغطية التزاماته، ليبقى السؤال الأهم مع مقترح ملف الاستثمار وضمه لمشروع التحول الوطني متى ستكون كبرى الشركات والبنوك المحلية داعمة أساسية في رياضة الوطن؟! مع رفع القبعة لشركات الاتصالات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا