من شحاتة لحفني.. كيف صنع كرويف أسطورة "١٤" في الزمالك؟
"جيري، كنا رائعين في مباراتنا ضد إيندهوڤن، دعنا نلعب بنفس القمصان والأرقام بشكل دائم".. يوان كرويڤ قالها في ٣٠ أكتوبر ١٩٧٠ لزميله في أياكس چيري موهرن بعد الفوز على غريمه پي إس ڤي، وهو لا يعلم أن هذه اللحظة هي بداية تاريخ لرقم سيخلده العالم للأبد، ولمصر نصيب من هذا التخليد، الرقم ١٤.
في مصر، يمجد الجمهور الرقم ١٠ مثل العالم كله، ويضيف إليه جمهور الأهلي الرقم ٢٢ الذي ارتداه محمد أبو تريكة، ويعظم جمهور الزمالك الرقم ١٤ ويرون حامله رمزا للمهارة.. فهل تعرف أن كرويف هو من جاء بهذا الرقم إلى القلعة البيضاء؟
جمال عبد الحميد وحازم إمام وأحمد عيد عبد الملك وأيمن حفني قادهم حسن شحاتة لارتداء القميص السحري بالرقم ١٤ منذ السبعينيات، متأثرا هو نفسه بيوان كرويف.
القصة يعود أصلها إلى أن كرويف الذي كان يرتدي رقم ٩ تعرض لإصابة عضلية أبعدته عن الملاعب، لم يعد منها سوى على كلاسيكو هولندا ضد إيندهوڤن أكتوبر ١٩٧٠، فماذا حدث؟
چيري موهرين، صاحب الرقم ٧، لم يجد قميصه لأن عامل غرف الملابس أضاعه، فتدخل كرويف صاحب الرقم ٩، المتوج به بالعديد من الألقاب بين ١٩٦٤ و١٩٧٠، تدخل بشهامته عارضا قميصه لموهرين.
وتوجه كرويف صاحب الـ٢٣ عاما وقتها إلى سلة القمصان، واختار أول قميص أمامه، وكان الرقم ١٤. وبعد الفوز بالمباراة تفاءل المهاجم بهذا القميص واحتفظ به.
يقول حسن شحاتة المدير الفني السابق لمنتخب مصر لـFilGoal.com "كنت أرتدي القميص رقم ٩ حبًا في بوبي تشارلتون أسطورة الكرة الإنجليزي، وليس بسبب يوان كرويف".
في مونديال ١٩٧٤ بألمانيا الغربية، تألق كرويف برقم ١٤ وقاد هولندا بأهدافه الثلاثة الموزعة على مباراتي الأرجنتين والبرازيل، إلى نهائي البطولة ضد صاحب الأرض قبل الحصول على الوصافة.
يضيف شحاتة "هنا عشقت كرويف، كان نموذجا في لعب الكرة الجميلة، فقررت تغيير رقمي من ٩ تشارلتون إلى ١٤ كرويف".
ثم أتبع "كان رائعا كلاعب وكمدرب، حزنت لوفاته".
جمال عبد الحميد انتقل من الأهلي للزمالك، وارتدى القميص ١٤ بعد شحاتة وتألق، لدرجة أن الصحف المصرية قالت "الرقم ١٤ في الزمالك يتألق بمفرده بغض النظر عن من يرتديه".
مرت الأيام، وجاء حازم إمام أحد صانعي البسمة بمدرسة الفن والهندسة، كان قد نسي أن رقم ١٤ مخصص لمن هو موهوب مثله، فأعاده كرويف له من جديد، كيف؟
يقول حازم إمام لـFilGoal.com " (الهولندي رود) كرول كان مدربا لمنتخب الشباب، وقبل السفر لجوهانسبرج سألني عن الرقم الذي سأرتديه فقلت (١١، رقمي)"
وأتبع "كرول رد قائلًا (لا سترتدي القميص ١٤)، توقعت أنه يقصد ذلك لحبي لجمال عبد الحميد، لكنه بادرني بالقول (أنت يوهان كرويف الفريق)، فوافقت".
رقم ١٤ بات محفوظا في الزمالك للمهرة وأصحاب اللمسات الساحرة، حتى وصل لأيمن حفني.
