برعاية

ساوثهامبتون وفياريال...كيف جاءت العودة من بعيد أمام الكبار؟

ساوثهامبتون وفياريال...كيف جاءت العودة من بعيد أمام الكبار؟

يوم كروي مختلف هذه المرة، مع مباريات رائعة على المستوى الفني، ومشتعلة في شقها الخططي، من البداية وحتى النهاية، والشيء اللافت للنظر هذا الأسبوع هو العودة القوية في النتيجة، من الهزيمة المؤكدة إلى التعادل الثمين أو الفوز غير المتوقع، لذلك يستحق الشوط الثاني بامتياز لقب "صراع المدربين"، لأن الرجوع من التأخر بهدفين بمثابة المفاجأة السعيدة لكل عشاق المستديرة، مهما تغيرت الألوان، وتبدلت الأمنيات.

تقدم ليفربول بهدفين، وتوقع المتابعون انتهاء كل شيء لصالح "الريدز"، بعد نشوة الصعود المستحق على حساب اليونايتد في الدوري، لكن رجال كومان قلبوا المباراة رأسا على عقب، بتسجيلهم ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، ليحصل أصحاب الأرض على النقاط الثلاث، وسط تفوق كاسح من الفريق المميز خلال نهاية المباراة.

أجرى رونالد تغييرات موفقة، بإشراك وانياما مكان كلاسي، ليصبح ارتكاز ساوثهامبتون أقوى دفاعيا، ويزيد الضغط على وسط ليفربول في المقابل، كذلك نزول ساديو ماني عوضا عن تاديش غير الموفق، وتتحول الخطة إلى ما يشبه 4-2-2-2، عن طريق رباعية الهجوم في الثلث الأخير، دافيز وساديو خلف لونج وبيلي، مع الحماية الكاملة من وانياما وورد بريس في منتصف الملعب.

قوة ساوثهامبتون ليست الفارق الوحيد، لأن ليفربول في المقابل عانى كثيرا من عامل الإرهاق، يقول الخبير البدني ريموند فيرهيخن عن هذا الجانب، "بعد راحة قصيرة لمدة يومين، تصبح فرص "الريدز" صعبة في الفوز على فريق حصل على عدد أيام راحة أكبر، لذلك تقل نسبة تسجيل الأهداف بقيمة 70 %، وتزيد نسبة استقبالها بقيمة 75 %، خلال آخر 30 دقيقة"، وبالتالي لا عجب أبدا من تسجيل الفائز لهدفين في الوقت القاتل من عمر المواجهة.

لم يُهزم برشلونة في "المادريغال" لكنه واجه خصما شرسا، أجبره على التعادل وفقدان نقطتين، وكان على وشك تحقيق انتصار مستحق، لولا تألق برافو في الدقائق الأخيرة، ليعلن فياريال عن نفسه، ويؤكد مارسيلينو أنه مدرب كبير، يعرف كيف يتحكم في الفراغات، وأين يضرب الفرق العملاقة على أرضه ووسط جماهيره هذا الموسم.

يلعب فياريال بطريقة 4-4-2 صريحة، ثنائي هجومي متحرك أمام دفاعات الخصم، مع رباعي ديناميكي ومحوري، بقيادة برونو وتريغيروس في العمق، مع سامو ودينيس سواريز على الأطراف، ويحتفظ الفريق الأصفر بأسلوب أداء يشبه تحركات منتخب البرازيل، من خلال الثنائيات في وبين الخطوط، ثنائي في العمق يقابله ثنائي آخر على الأطراف، وهكذا مما يعطي الهجوم أريحية أكبر في استقبال عدد كبير من الكرات.

وكما استفاد ساوثهامبتون من إرهاق ليفربول، فإن مارسيلينو لعب على تفكير البارسا في الكلاسيكو المنتظر، واستفاد كثيرا من التغييرات الوقائية التي أجراها لويس إنريكي بالشوط الثاني، من خلال إخراج الثنائي بيكيه وتوران، مما جعل دفاع برشلونة يظهر بصورة أضعف، ومع الضغط العالي في نصف ملعبه، انهار ماتيو ورفاقه سريعا، وحقق فياريال ما أراد في نهاية المطاف.

قدم ساديو ماني مباراة مثالية أمام ليفربول، هو اللاعب غير المتوقع في تشكيلة كومان، والنجم الذي لا تعرف كيف تراقبه أبدا، لأنه يتحرك باستمرار في كل مكان، دون التقيد بأي مركز داخل الملعب، من الوسط إلى الطرف، ومن الجناح إلى قلب الهجوم، ويتفوق على كل لاعبي فريقه في كونه لاعب للمباريات الكبيرة، أي يتألق في أي مباراة ضد فرق القمة بإنجلترا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا