برعاية

صحيفة عكاظ | العالم الرياضي | الأخضر .. وكالة من غير بواب

صحيفة عكاظ | العالم الرياضي | الأخضر .. وكالة من غير بواب

أحدث تأخر سالم الدوسري ووليد باخشوين في الانضمام لمعسكر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ومن ثم خروج نايف هزازي دون إذن من إدارة المنتخب والمدرب، ردة فعل قوية داخل الوسط الرياضي السعودي، وأصبح مادة دسمة في كل وسائل الإعلام كأي قضية تعكر صفو الوسط الرياضي، ولكن هذه المرة كانت ردة الفعل أقوى وأشد لاعتبارات عدة أولها أن المشاركة تأتي باسم الوطن وهو شرف ليس بعده شرف، فالكل في هذا الوطن في سباق محموم لخدمة الوطن الغالي في شتى المجالات، واعتذار النجوم عن معسكرات المنتخب السعودي أوجد خيبة أمل كبيرة لدى الشارع الرياضي، وكشف حالة السوء الذي تعيشه رياضتنا بكل تفاصيلها خصوصا أن هناك نجوما كثيرين يلعبون في فرق لا تنافس على المقدمة ويتلهفون لتمثيل الوطن لأنهم يعتبرون ذلك حلم الطفولة وطموح كل عاشق للوطن الغالي. ويقفز السؤال حول أسباب عزوف لاعبي العقود الضخمة عن الالتحاق بالمنتخب، وهل تشبعوا وأثقلت الملايين خطاهم عن تلبية نداء الوطن، أم هل للاحتراف دور في ذلك، حيث تغيرت عقلية لاعبي الجيل الحالي عن السابق الذي كان هاويا وعاشقا للوطن ولتمثيله.

«عكاظ» أخذت رأي فنيين وإداريين حول هذا الموضوع المهم وخرجت بالحصيلة التالية:

الناقد الرياضي سلطان المهوس قال إن الاحتراف بريء من تخاذل اللاعبين، «علينا أن نلقي بالتهمة على من بيدهم تطبيق الاحتراف، ونحن أمام قضية مهمة ومن المستحيل حلها. فببساطة شديدة لا يمكن أن تعطى الصلاحية من لا يملك قدرة التعامل معها بشكل صحيح، وأعني رؤساء الأندية الذين دللوا اللاعبينأ وبعضهم يتغاضى عن كوارثهم الانضباطية لأسباب منها الخوف من الإعلام والجماهير، لذلك صنعنا جيلا متذبذبا لا يهمه سوى ملذات حياته، فهل شاهدتم لاعبا خلال العشر سنوات الماضية يبكي من أجل المنتخب؟». ويضيف المهوس «بل إن هناك من رؤساء الأندية من يضيق صدره لو تم اختيار نجوم فريقه للأخضر، فالولاء والانتماء الكروي يبدأ من الأندية وينعكس على المنتخب. الآن اللاعبون ولاؤهم لمن يعطيهم ويدللهم ويتغاضى عن كوارثهم الانضباطية، وعلينا أن ندفع الثمن، ولن يكون الدوسري وباخشوين وهزازي آخر القائمة، بل سترون الكثير مستقبلا».

ويرى الناقد الرياضي فيصل الشوشان بأنه ليس للاحتراف دور في ذلك، «الاحتراف الموجود حاليا هو نفسه الاحتراف الموجود في التسعينات الميلادية وفي بداية الألفية الثانية. الجيل الذي سبق الحالي، حقق إنجازات على كافة الأصعدة، واللاعبون عاشوا الاحتراف طولا وعرضا، ولكن الرقابة كانت مختلفة، ومشكلتنا اليوم تكمن في غياب الرجل القوي، والنظام القوي، واللائحة الصارمة، ورئيس النادي الذي ينظر للمصلحة العامة، مشكلتنا اليوم جاءت من النادي أولا وعززها ضعف اتحاد القدم وجهاز المنتخب، ما يحدث أمر معيب في حق كرة القدم والمنتخبات. وبشكل عام: الاحتراف هو الاحتراف لم يتغير، لكن رجال المسؤولية هم الذين تغيروا، فعندما يغيب أهل المسؤولية يأتي من لا ناقة لهم ولا جمل في الإدارة الرياضية، ولذلك لن ينصلح الحال إلا بالنظام، ورجال النظام، وتطبيق هذا النظام على الجميع».

الناقد خالد المشيطي قال من جانبه: «لا يخفى أن عصر الاحتراف هو عصر المادة. الكسب المالي جاء منافسا للكسب (الوجاهي) الذي كان هو الدافع الأول للشخص ليلعب طالما أنه مقتدر، وحادثة تأخر الدوسري وباخشوين هي امتداد لتفلتات سابقة، بل هي الجانب الأجمل لوجوه قبيحة فعلت هذا ضمنا لا صراحة». ويضيف المشيطي «وأقصد بها لاعبين سيقوا إلى المنتخب بلا رغبة منهم فلم يقدموا له أي شيء، بل أساؤوا له عندما تهاونوا معهم، فعندما تعتذر لأنك لا تستطيع أن تلعب فأنت لاعب نبيل». ويمضي قائلا: «عندما يلعب الشخص للنادي فإنه يحقق كل ما يريد، مال وحظوة وتشجيع... إلخ، بينما وهو يلعب للمنتخب تسقط كثير من هذه الأركان، لذلك قد يسأل نفسه لماذا ألعب؟، المواطنة (المعنوية) المثالية لا تعني له شيئا أمام الكسب المادي، فالأفضل إرسالها إلى الأرشيف في القبو أسفل المبنى»!. واختتم قائلا «قد يقول قائل: يجب أن لا يقبل اعتذار معتذر فأقول، لا تضطروهم إلى النفاق فيلعبوا وهم كارهون وبالتالي للوطن يسيئون».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا