برعاية

غصبا عن القانون، القضاء والشعب التونسي:الجـــــــريء رئيســـا لجامعـــة كــرة القــدم

غصبا عن القانون، القضاء والشعب التونسي:الجـــــــريء رئيســـا لجامعـــة كــرة القــدم

في سابقة تاريخية في كرة القدم التونسية انعقدت امس الجلسة العامة الانتخابية للجامعة اثر «معركة» قانونية سقطت فيها الاحكام القضائية الرياضية والادارية في الماء بعد اصرار الدكتور وديع الجريء على عقد الجلسة معتمدا على شرعية قوانين الجامعة التي وافقت عليها الاندية.

رئاسة الجامعة ظاهريا حسمت وخلف الجريء نفسه في غياب منافسة جدية من جلال تقية وهذا امر مفروغ منه، لكن المستقبل قد يخفي مفاجآت لا يخدم كرة القدم التونسية التي تترصدها الـ»فيفا» في صورة اصرار بعض الهياكل على تطبيق بلاغاتها الصادرة قبل انعقاد هذه الجلسة.

الجلسة الانتخابية ليوم امس حضرتها 234 جمعية وتغيبت 66، اهمها النادي الافريقي وقرمبالية الرياضية الطرف الرئيسي في الصراع مع الجريء، وكما كان منتظرا ومثلما اشرنا اليه منذ تقديم القائمتين الانتخابيتين المتنافستين فان قائمة جلال تقية كانت مجرد «ديكور» بما أن نتيجة الفرز اسفرت تقدم الرئيس الجديد القديم للجامعة بـ 281 صوتا مقابل 114 فقط لمنافسه وهو فارق شاسع ترجمه تقبل بعض اعضاء قائمة الجريء للتهاني قبل انتهاء عملية فرز الاصوات.

الـ «فيفا» وهيبة الدولة: المعادلة الصعبة

ضخ دماء جديدة داخل جامعة كرة القدم كان مطلبا شعبيا قبل ان يكون صراعا قانونيا، واذا كان الدكتور وديع الجريء قد استند في «تعنّته» على ضمانات من الاتحادين الدولي والافريقي وخاصة الـ»فيفا» التي تعتبر في حدّ ذاتها «دولة رياضية» فان ضرب كل القوانين الصادرة عن هياكل الدولة عرض الحائط وخاصة القرارات القضائية يطرح اكثر من سؤال حول مدى تطبيق تلك القوانين دون تعرضنا الى عقوبات من الـ»فيفا»، فاذا عجزت مؤسسات الدولة اليوم عن تطبيق قوانينها الصادرة فان هيبتها اصبحت في الميزان بعد ان فقد القانون علويته والا بماذا نفسر عدم تطبيق احكام قضائية رغم يقيننا انها ستعود بالوبال على كرة القدم التونسية اذا ابطلت المحكمة الادارية او الابتدائية اشغال الجلسة الانتخابية للجامعة. المعادلة بين قوانين الـ»فيفا» وهيبة الدولة تبدو صعبة، فالأولى ترفض تدخل السياسة في الرياضة والثانية ممثلة في المحكمة الادارية لها الصلاحيات في البت في كل القضايا المتعلقة بالمنشآت العمومية او الادارية على اعتبار ان جامعة كرة القدم مرفق عمومي تضخ له الدولة اموالا من خزينتها.

بعيدا عن صراع القوانين، كان هناك مطلب شعبي ملح من اجل ضخ دماء جديدة في كرة القدم التونسية وذلك بعد المهازل التي عرفتها في السنوات الاخيرة سواء على مستوى نتائج المنتخبات او الاندية اضافة الى دخول البطولة مرحلة احتقان غير مسبوقة نتيجة الاخطاء التحكيمية المتكررة، فعلى مستوى المنتخبات فقدت كلها الهيبة واصبحت مشاركاتها القارية مجرد حضور لا اكثر ولا اقل دون اعتبار ابتعادنا عن المشاركات العالمية بعد أن كان منتخبنا الاول ابرز المرشحين في كل نهائيات الى المونديال ليصبح هذا الحلم صعب المنال في كل الاحوال.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا