برعاية

ساكو.. الدليل الحقيقي على تطور ليفربول مع كلوب

ساكو.. الدليل الحقيقي على تطور ليفربول مع كلوب

حقق ليفربول صعودا مستحقا على حساب مانشستر يونايتد، ضمن أقوى وأهم مباريات الدور ثمن النهائي، ليضرب الريدز موعدا مع التألق، ويتأهل إلى الربع لمواجهة بروسيا دورتموند في لقاء ناري سيكون له جانب معنوي مضاعف على يورغن كلوب، الرجل الذي عاش أجمل أيامه في ألمانيا، ويريد تكرار ذلك مع زعيم ميرسيسايد هذا الموسم.

سجل كوتينيو هدف برازيلي في شباك دي خيا، ولعب ستوريدج مباراة كبيرة في الذهاب، لكن هناك لاعباً آخر يقدم مستوى استثنائياً خلال الآونة الأخيرة، إنه المدافع المجتهد مامادو ساكو، الفرنسي الذي أعاد اكتشاف نفسه مع كلوب في ليفربول، ليصبح خلال فترة وجيزة لاعباً لا غنى عنه في تشكيلة الفريق، واسم يتألق دائما في المباريات المعقدة، لذلك كان هو النجم الحقيقي في قمة الأولد ترافورد.

لعب ساكو مباراة كبيرة أمام اليونايتد، قام بعمل عرقلة مشروعة 5 مرات، وافتك كرة صحيحة، مع 12 تشتيتاً سليماً بعيدا عن منطقة جزاء فريقه، ليصنع بجوار لوفرين صخرة قوية أمام هجوم أصحاب الأرض، ويساهم في تطور الأداء الدفاعي العام للفريق القادم من مدينة ليفربول، ويضع المدرب الألماني يده على مفاتيح التأهل في مباريات الذهاب والإياب، حيث إن نظافة شباكه تعني الكثير خلال مواجهات خروج المغلوب.

لا يكتفي الفرنسي بالشق الدفاعي فقط، بل يمتاز بدقة تمريراته، لدرجة أنه أكثر لاعب مرر كرات صحيحة في مباراة ليفر ومانشستر، بنسبة فاقت الـ 90 % خلال التسعين دقيقة، وبالتالي من الصعب جدا قطع الكرة منه أمام مرماه، أو تنفيذ فكرة الضغط المبكر على دفاعات كلوب، لأنه يملك مجموعة قادرة على إخراج الكرة من الخلف إلى الأمام.

يعتبر ساكو مدافعاً غير تقليدي بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، لأنه مزيج بين اللاعب الظهير وقلب الدفاع، يستطيع ملء الفراغات في أنصاف المسافات على حافة منطقة الجزاء، كذلك يصبح محطة حقيقية أمام الحارس مينوليه، يلعب جيدا باليسار، بالتالي عندما يضغط عليه مهاجم المنافس، يستطيع أخذ طرف الملعب، من أجل تمديد الملعب عرضيا، وجعل عملية خنق الدفاع أمراً في غاية الصعوبة.

قوة مامادو في خروجه عن المألوف، إنه مدافع غير صريح، وظهير أيسر في حالات الطوارئ، لاعب ارتكاز غير متكامل، ورغم عدم تفوقه على أقرانه في هذه المراكز بشكل كلي، إلا أنه مفيد جدا بالنسبة لأي مدرب يلعب تحت قيادته، لأنه قادر على شغل كافة المهام الخططية بحرفية شديدة، من خلال إجادته التامة لكل المراكز الدفاعية دون استثناء.

يعاني "الريدز" من المساحات الكبيرة خلف مورينو، يتقدم الظهير الإسباني باستمرار إلى الهجوم تاركا مركزه دون غطاء، لكن ساكو يصعد بضع خطوات إلى اليسار، ويصبح نصف ظهير ونصف قلب دفاع، كذلك وجود الفرنسي في الخلف، يعطي أريحية كاملة إلى لاعب الارتكاز، مع وجود قلب دفاع حقيقي يعرف كيف وأين يمرر، لتصبح مهمة زملائه أخذ مكان أفضل والحصول على تمركز مثالي في وبين الخطوط.

يلتقي ليفربول مع بوروسيا دورتموند في جولة نارية في الدوري الأوروبي، وتنتظره مباريات حاسمة في البريمييرليغ، من أجل مركز مؤهل للبطولات الأوروبية، ومع تباين مستوى معظم فرق إنجلترا، فإن كلوب أمامه فرصة ذهبية لاقتناص مركز متقدم بنهاية الموسم الحالي، لكن لكي يحقق ذلك، عليه الاستفادة القصوى من قدرات لاعبيه، بتدويرهم وتطبيق أكثر من تكتيك ناجع، وفق قدرات خصومه وظروف كل مباراة على حدة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا