برعاية

اليوم كالوم و«الستيدة»:عزيمة الرجال لتحقيق حلم قابس

اليوم كالوم و«الستيدة»:عزيمة الرجال لتحقيق حلم قابس

تعيش عاصمة الحنّاء حلما جميلا وكبيرا بعد أن دخل فارس قابس وتونس سباق كأس الكنفدرالية للمرّة الأولى في تاريخه من أوسع الأبواب.

وتحدّت «الستيدة» الصّعاب. وكذّبت كلّ التكهنات التي توقّع أصحابها سقوطا مدوّيا للـ»قوابسية» في المسابقة القارية التي لا عهد لهم بها، والتي يريد البعض أن تظلّ حكرا على الفرسان الأربعة للكرة التونسية وهم الترجي و»السّواحلية» والأفارقة و»الصّفاقسية».

وكسر الملعب القابسي أجنحة «نسور» مالي. وعبر بسلام عقبة «باكاريدجان» بفضل عزيمة الرجال في الميدان، والدعم الكبير من المحبين في لقاء مشهود في عاصمة الحناء. وانتهى الحوار بفرحة «مجنونة» خاصّة بعد «حرب» الأعصاب التي عاشها «القوابسية»، وحارسهم العثماني أثناء تنفيذ ركلات الترجيح التي نجحت بفضلها «الستيدة» في العبور.

وبعد اقصاء الماليين عن جدارة واستحقاق، كبرت أحلام «القوابسية» في المسابقة القارية. وأدرك أهل الدار أنهم أمام فرصة ذهبية لكتابة اسم «الستيدة» بحروف ذهبية في خريطة الكرة الافريقية بعد أن كانوا قد أذهلوا كلّ التونسيين من بنزرت إلى بن قردان في سباق «الأميرة» المحلية التي كانت على مرمى حجر من قابس لو لا أمير لوصيف.

وتمكنت «الستيدة» من الانتصار في الحوار القاري الثّالث أمام «كالوم» الغيني الذي يقوده التونسي بسّام قويدر وهو أحد أبناء هذا الوطن الذين اختاروا «غزو» القارة السمراء سلاحهم في ذلك الكفاءة وروح المغامرة. وهزّ «القوابسية» الشباك الغينية في مناسبتين في لقاء الذهاب في عاصمة الحناء. وتحرّك هجوم «كالوم» مرة واحدة.

ولاشك أن الهدف الغيني ثمين لأنه سجل خارج الديار. ومن المؤكد أيضا أن سفير الكرة التونسية كان يمنّي النّفس بنتيجة أفضل للقضاء منذ الذهاب على أطماع «كالوم»، لكن لو نظرنا إلى موازين القوى، سنلاحظ حتما أن النتيجة الحاصلة في الميدان منطقية. ويعرف القاصي والداني المعاناة التي يمرّ ممثلنا في كأس الـ»كاف»، حيث شهدت «الستيدة» عدّة تقلبات على مستوى الاطار الفني. كما أن هيئة الجماعي أطلقت صيحة فزع جرّاء غياب التمويل، وتقصير أهل الحلّ والعقد على رأسهم سيادة الوزير ماهر بن ضياء في دعم الجمعية ولو عبر اجراءات «استثنائية» طالما أنها في مهمة وطنية الهدف منها اعلاء الراية التونسية في سماء القارة الافريقية. ولا يخفى على أحد أن خصم «الستيدة» وهو «كالوم» الغيني فريق محترم بل شديد البأس وهو ما تثبته تقاليده في المسابقات القارية وسجلاته المرصّعة بالتتويجات المحلية من بطولات وكؤوس.

لقد حقق الملعب القابسي المهم. وهزم «كالوم» بنتيجة «صغيرة» (2/1)، لكنها كافية لتتواصل الأفراح في واحات قابس شرط تقديم مواجهة بطولية دفاعا وهجوما اليوم في غينيا تماما كما حصل في الرحلة الأولى إلى الأراضي المالية عندما رجعت «الستيدة» بنتيجة ايجابية. وكانت الأقرب للفوز لو لا بعض الهفوات الدفاعية التي لا ينبغي أن تتكرّر في مباراة اليوم ضدّ «كالوم» لأن زلّة واحدة قد تجعل الحلم يضيع في أدغال القارة السمراء وهو ما لن يتحمّله الأحباء الأوفياء، والسعداء بالحافلتين الجديدين، والطامحين في الذّهاب بعيدا في كأس الكنفدرالية، وذلك في انتظار تعديل الأوتار، وتحقيق النّهضة الموعودة في سباق البطولة المحلية التي يعاني فيها «القوابسية» الأمرين، وهذا أمر مفهوم بالنّظر إلى صعوبة التوفيق بين عدّة واجهات.

إننا نراهن على رجال قابس. ونعوّل على طموح الدريدي، والوقفة الجماعية لهيئة صابر لصناعة فرحة جديدة في عاصمة الحناء، وفي كامل أرجاء الخضراء لأن «الستيدة» تلعب اليوم في غينيا ملحّفة بالراية الوطنية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا