برعاية

قضية رياضية:قائمة كاسبارزاك:حسابات واتهامات قبل دربي العاصمة

قضية رياضية:قائمة كاسبارزاك:حسابات واتهامات قبل دربي العاصمة

لم تضمّ قائمة اللاّعبين الذين وجّه لهم مدرب الـ"نسور" "هنري كاسبرزاك" سوى ثلاثة عناصر فحسب من النادي الافريقي وجاره الترجي الرياضي وهو ما يطرح أكثر من سؤال غير بريء طالما أن الجامعة يسيّرها الجريء.

والحقيقة أنّنا عهدنا مدربنا الوطني نزيها وأمينا رغم أنه يشتغل في جامعة ينخرها الفساد حسب المعارضين لرئيسها الجريء. وتعمّق فيها الاستبداد بشهادة كلّ المتابعين من بنزرت إلى بن قردان. إن ثقتنا في "كاسبرزاك" عمياء، لكن الاشكال يكمن في "الدّخلاء" و"الأوصياء" على المنتخب الذين تؤكد كلّ الوقائع أنهم يتحرّكون خلف السّتار ويحشرون أنوفهم في الشؤون الفنية. ويضعون أيديهم في التوجهات العامّة للمشرفين على الـ"نسور" في كلّ الأصناف سواء تعلّق الأمر بالمنتخب الأول أو الأشبال وهم أمل الكرة التّونسية.

يؤكد العارفون بمدرب الـ"نسور" "هنري كاسبرزاك" أنه كان قوي الشّخصية، وسيّد نفسه أثناء ولايته الأولى على رأس المنتخب الأول في تسعينات القرن الماضي عندما عانق الفريق الوطني المجد في جنوب افريقيا في 1996. وتأهل إلى مونديال فرنسا 1998 بعد غياب طويل دام 20 سنة كانت خلالها مسيرة "نسورنا" أشبه بأسطورة "سيزيف" الذي يدفع الحجر نحو قمّة الجيل دون أن يبلغ مراده، وذلك رغم أن منتخبنا كان يضمّ في صفوفه ألمع النّجوم. ويبدو أنه لم يبق من ذلك الرجل "الحديدي" في التسعينات سوى "الظّلال"، وذلك ليس على صعيد الكفاءة ونظافة اليد، وإنما على مستوى فرض آرائه واعلاء كلمته دون املاءات وتدخلات من الجهات العليا. ولاحظنا أن خيارات "كاسبرزاك" خضعت في عدّة مناسبات لمنطق الحسابات بدليل تلك القائمة "الغريبة" التي وضعها ليلة السّفر إلى الملاعب الرواندية للمشاركة في الـ"شان". كما أن التمثيل الضّعيف للإفريقي والترجي في قائمة اللاعبين المدعوين للإطاحة بالطوغوليين يومي 125 و29 مارس في اطار تصفيات "كان" الغابون 2017 يثير الدهشة بالنظر إلى ثقل قطبي العاصمة، وتقاليدهما العريقة في تموين المنتخبات الوطنية بعشرات اللاعبين في كل الحقبات الزمنية بل أن بعض عمالقة الجارين الشقيقين يملكون أرقاما قياسية في الظهور مع الـ"نسور" على غرار "الأسطوة" الحيّة "عتوقة" و"الامبراطور" طارق ذياب ... إن دعوة الدخيلي والحدادي والخنيسي فحسب من حديقتي الافريقي والترجي قد تؤكد الضعف الفادح للنجوم الموجودين في الفريقين، وهذا رأي قد لا يقبله عاقل، وإمّا أنها نتيجة "حسابات" ضيّقة خاصّة في ظل استعداد الناديين لمباراة الـ"دربي" يوم 3 أفريل أي بعد أيام معدودة من رحلة الطّوغو.

يتحمل مدربو المنتخبات الوطنية القسط الأكبر من مسؤولية الشكوك التي تحوم حول وقوعهم في فخّ الحسابات الخفية لحظة انتقاء لاعبي المنتخب الذين ينشطون في رابطة "المحترفين"، وبصفة خاصّة في صفوف الرباعي الكبير الذين لا يستقرون بدورهم على رأي، ذلك أنهم قد يشنّون "حربا" ضارية على المشرفين على المنتخبات في صورة تجاهل بعض نجومهم. وقد يخوضون "الحرب" ذاتها إذا تجاوز عدد المدعوين سقفا معيّنا. ولاشكّ أن بعض مدربي الـ"نسور" ساهموا بشكل واضح في تزايد التأويلات بخصوص الخيارات والتوجهات داخل المنتخبات. ومن المؤكد أن المدرب السابق لمنتخب الأولمبي "المنحل" في السينغال وهو ماهر الكنزاري مثّل أحد أبرز الفنيين الذين قاموا باشعال "حرب" كلامية بين الحديقة "أ" والجامعة. وكان ماهر قد تسبب في جدل كبير عشية لقاء الأجوار في مرحلة الذّهاب. واتهمه الأفارقة آنذاك بمحاباة الترجيين بعد تسريح ثلاثة عناصر من تربص المنتخب الأولمبي وهم سعد بقير ووسيم القروي وعلي العابدي. وكانت لغة المنطق تقول إن الكنزاري أمام حتمية وضع النقاط على الحروف. ولابدّ أن يتعامل بإتزان مع الجمعيات المموّنة للـ"نسور" لأن الحكمة تفرض مدّ جسر الودّ بين المنتخبات والجمعيات، مع التواصل بين الطرفين في كنف الاحترام خدمة للمصلحة العليا. وقد حصل السيناريو ذاته تقريبا مع المدرب المعزول من الـ"نسور" نبيل معلول. وتوجّه الترجي آنذاك بأصابع الاتهام لابن الجمعية بعد أن استدعاء تسعة عناصر من شيخ الأندية التونسية. وساد الاعتقاد آنذاك أن خيارات معلول تندرج في اطار "الحرب" النّفسية التي يشنّها على فريقه السّابق خاصة أنه خرج من الباب الخلفي للحديقة بعد أن كان الترجي قد احتضنه. وعبّد له الطريق ليكت التاريخ. ويلامس العالمية مع نادي "باب سويقة".

لقد ساهمت هذه التراكمات في فتح باب التأويلات، والحديث عن الحسابات الخفية كلّما تعلّق الأمر بمواجهات تخصّ المنتخبات الوطنية، وتكون الجمعيات الكبيرة طرفا في قائمات مدربي الـ"نسور". ومن المعلوم أن منتخب الأواسط الذي يقوده علي بالنّاجي سيخوض يوم 2 أفريل لقاء مهمّا ضدّ النيجر في اطار تصفيات الـ"كان". ويبدو أن النية تتجه نحو المراهنة على النجم الصاعد على مهل في "باب الجديد" بسّام الصرارفي وهو ما يعني آليا غيابه عن لقاء فريقه يوم 3 من الشهر ذاته ضدّ الترجي الرياضي في اطار المواجهة المؤجلة بينهما لحساب الجولة الخامسة إيابا. وقد أكد الكاتب العام للافريقي مجدي الخليفي للـ"شروق" أن نادي "باب الجديد" يمنح الأولوية المطلقة للمنتخبات الوطنية، لكنه قد يحترز في المقابل على دعوة بسّام الصّرارفي ليلتحق بصفوف منتخب الأواسط وهو ما سيحرم ناديه من خدماته في لقاء الأجوار يوم 3 أفريل القادم. ومن جانبه أكد المدير الفني كمال القلصي أن الجامعة التونسية لكرة القدم تتعامل مع كلّ الجمعيات المموّنة للمنتخبات الوطنية على قدم المساواة. و أضاف القلصي أن الصرارفي يدخل في حسابات مدرب الأواسط علي بالناجي شأنه في ذلك شأن عدّة لاعبين آخرين من بقية الجمعيات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا