برعاية

تشيلسي يجب أن يعود..الرهان على تكتيك الرجل الإيطالي الناجح

تشيلسي يجب أن يعود..الرهان على تكتيك الرجل الإيطالي الناجح

لم يكن هناك منافس حقيقي، رغم التعب والإرهاق على تشيلسي في النصف الثاني من الموسم، إلا أن مورينيو حصل على اللقب الثالث الخاص بالبريمييرليغ مع تشيلسي، واللقب الخامس في تاريخ النادي ككل، ليبدأ التركيز على مرحلة جديدة في الموسم المقبل. احتفالات جماهيرية رهيبة، وعودة قوية للرجل الخاص من الباب الكبير، لم يكن يعلم أحدهم أن كل شيء سيتغير بعد فترة وجيزة.

وما ستؤول إليه الأمور في الثلث الأول من عمر الموسم الجديد، حينما يترنح البطل من فوق القمة، ويترك موقعه بين الكبار إلى مؤخرة الجدول. ويدخل النادي في أزمة عميقة وحقيقية تعصف بالبرتغالي، وتجعله خارج لندن بأكملها، ليأتي الهولندي هيدينك محاولا إنقاد ما يمكن إنقاذه، لكن دون جدوى حقيقية، ويخرج الزرق من كل بطولات الموسم، في انتظار المدير الفني الجديد في أقرب فرصة ممكنة.

خرج تشيلسي من دوري الأبطال أمام باريس، وخسر كأس رابطة المحترفين مع مورينيو، ويبتعد كثيرا عن المراكز الأوروبية المؤهلة في الدوري، قبل أن يسقط أمام إيفرتون في كأس الاتحاد، لينتهي الموسم في شهر مارس/آذار، ويبدأ أبراموفيتش جديا في البحث عن اسم جديد يقود الفريق في الموسم المقبل.

" لقد تواصلت مع تشيلسي لكن الأمر لم يحدث لأنه كان معقدا من البداية، فقد كان يجب أن أقوم بتحفيز اللاعبين عن طريق التواصل معهم، لكنني لازلت بحاجة لتحدث الإنجليزية بشكل أفضل، أنا في حاجة لبعض الوقت من أجل تحسين لغتي الإنجليزية ولكن نادي مثل تشيلسي لن يعطيك الوقت الذي تريده"، هكذا تحدث الأرجنتيني سامباولي عندما تم سؤاله عن احتمالية تدريبه لفريق تشيلسي.

قدم مدرب منتخب تشيلسي استقالته منذ فترة، وكان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على التجربة الإنجليزية، لكن ربما أدت تداعيات الموسم الكارثي في تشيلسي إلى تخويف أبراموفيتش من فكرة التعاقد مع اسم مغامر، لأن الجمهور لن يصبر كثيرا على تجارب جديدة، لذلك أصبحت فكرة الاعتماد على مدرب ذي ثقل أوروبي هي المراد.

أكدت تقارير صحافية إنجليزية أن دييغو سيميوني كان على قائمة تشيلسي التدريبية، لكن الرفض جاء من طرف المدرب الأرجنتيني، لأنه يفكر فقط في المواصلة مع أتلتيكو مدريد، مع الخروج في حالة واحدة فقط، تخص تدريب المنتخب الأول لبلاده الأرجنتين، إذا استمر سوء النتائج النهائية في البطولات المجمعة، كما حدث في نهائي كأس العالم ثم كوبا أميركا 2015، لتكون التصفيات المونديالية الحالية وكوبا 2016 بمثابة الاختبارات القوية للمدرب الحالي تاتا مارتينو.

سيميوني كخيار هو الأفضل لتشيلسي، من الممكن القول إنه أنسب من كونتي لقيادة الفريق اللندني، خصوصا أنه مدرب دفاعي بطبعه، يميل إلى الإغلاق الكامل للملعب عرضيا وطوليا، مع تقليل الفراغات في وبين الخطوط، لذلك حقق أفضل نسخة ممكنة مع أتلتيكو مدريد خلال السنوات الأخيرة، ويستطيع تكرار ذلك مع بطولات أكبر، مع ميزانية أضخم كالتي تقدمها الفرق في إنجلترا.

تزيد المساحات في البريمييرليغ، وفريق مثل تشيلسي يملك ميزة إضافية، ألا وهي تميزه دفاعيا، لذلك لا يخسر بسهولة حتى في أسوأ حالاته، ومع قدر من التنظيم الخططي، يستطيع هذا الفريق الوصول بعيدا في المنافسات المحلية، وبالتالي جاءت فكرة تعويض مورينيو مثالية إلى حد كبير، سواء كان الخيار النهائي سيميوني، أو الرجل الأقرب فعليا لقيادة الدفة، الإيطالي أنطونيو كونتي.

" كونتي يستحق الاحترام، في كرة القدم هناك أنواع مختلفة من المدربين، هناك عدد قليل من التكتيكات التي تصنع لعبا عبقريا، البعض الذي يتبع اللحظات الحالية، والآخر الذي يتمسك بالماضي، وكونتي أعلى من البقية في إيطاليا، إنه ظاهرة حقيقية، لكن عليه التخلص بعض الشيء من الهوية الإيطالية المعقدة في بعض الأحيان"، يؤكد الخبير الأشهر أريجو ساكي أن مواطنه كونتي مختلف عن أقرانه في ملاعب الكالتشيو، ويشير إلى اهتمامه الشديد بالتفاصيل الصغيرة، تلك التفاصيل التي تصنع الفارق بين مدرب وآخر على المدى البعيد.

يهوى كونتي اكتشاف النجوم، ويستطيع صناعة لوحة من الألوان باستخدام أقلام الرصاص، هذا ما حدث بإيجاز في حقبته مع يوفنتوس، حينما انتشل الفريق من مراكز متأخرة إلى قمة الدوري، ليحتفظ بالبطولة مرارا وتكرارا، ويعيد السيدة العجوز إلى العرش مرة أخرى، مع تطوير حقيقي لمختلف اللاعبين في تشكيلته، بونوتشي وبارزالي في الدفاع، بيرلو من حافة الاعتزال إلى النجومية المطلقة، وأمثلة أخرى تدل على سلامة رؤية هذا الرجل.

تكتيك أنطونيو أيضا مختلف، لأنه يهوى استخدام تشكيلات عديدة، ويضع الرسم الخططي النهائي وفق قدرات لاعبيه وإمكانات خصومه، هو المدرب الذي بدأ مع يوفنتوس بطريقة اللعب 4-3-3، لكن مع نقص الأجنحة ووفرة المدافعين بإيطاليا، تحول سريعا إلى 3-5-2، بتواجد ثنائي هجومي وأظهرة في هيئة أجنحة هجومية، ليسيطر بالطول والعرض على الأجواء الكروية، ويتجه إلى 4-4-2 كلما أتته الفرصة، التي تتحول أحيانا إلى 4-2-4 في حالة مواجهة فريق يدافع فقط.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا