برعاية

«البرامج المخترقة» و«فضاء الفيكس».. خطر يهدد النشء

«البرامج المخترقة» و«فضاء الفيكس».. خطر يهدد النشء

    تبحث عن الفضاء الرياضي، تريده نقيا من الشوائب وخاليا من غبار الفوضى ومصدرا للمعلومة والتثقيف والفائدة وتطوير الفكر والعمل والنقد فتجده ملوثا بعينات وأفكار لا هدف لها إلا الوصول إلى ما تريد بغض النظر عن مصالح رياضة البلد وعدم الدخول في خصوصيات الناس والتجني عليهم، وخدش ذوقهم والتأثير على فكر وتفكير الصغار، تمسك بالريموت كنترول بحثا عن برنامج نقي وقناة رزينة ومواد راقية وطرح متزن وضيف واعٍ ومذيع ذي فكر فتجد معظم هذه البرامج تحفل وتحتفل بالمتردية والنطيحة، ومن الأفضل إذا أردت أن تحافظ على ذوقك وذوق أسرتك في ظل وجود الطرح الغوغائي والبذيء والشتائم المتبادلة، أن تعتزل الفضاء الرياضي وتبقى برفقة الكتب القيمة ومجالسة الأخيار أو البقاء مع نفسك حتى لا يتلوث فكرك وذوق أولادك بمتابعة ورؤية "ضيوف التخلف والخسران"، والتعصب والبلادة.

استمرأت في الطرح البذيء.. وأصبحت تجسد ما قاله البلطان والمدلج

جل الفضاء لا يقدم الجديد والمفيد، ضيوف أشبه بالماعز "أم قرون" الكل منها تناطح الأخرى وتنتهي المناطحة فلا تعلم من كسب؟ باستثناء أن المشاهد الباحث عن فضاء نظيف هو الخاسر الأكبر لأنه يضيع وقته أمام أشكال وألوان من الضيوف والطرح الهابط والعبارات المؤذية، الزميل سامي القرشي أطلق عبارة الكل انتقده بسببها لأنه بالفعل تجاوز، فأوقف سريعا، غيره يسرح ويمرح في مختلف الانتماءات فلا يقيم للمشاهد والضيوف ومن حوله في البرامج وزنا، فيترك طليق اللسان يقول ما يحلو له، ويؤثر على الأطفال ويشعل نار التعصب ويمس لحمة التكاتف بين أبناء المجتمع الواحد فلا يقال له شيء بل تكثف برامج وقنوات "المتردية والنطيحة" دعوته للظهور فيها.

منذ متى صرنا نسمع عبارة "تخسى وتعقب" و"أنت الكذاب" و"والله ماتقدر علي" و"أتحداك"؟، وبعض كلمات التهديد وكأننا نشاهد قنوات خارجية تمثل بعض الكتل والأحزاب السياسية ولا علاقة لها بالرياضة التي شعارها "التنافس الشريف"، منذ متى والساحة الإعلامية تحولت إلى مصدر للعبارات البذئية وتخريب أخلاق النشء؟، حدث هذا عندما تركت وزارة الإعلام الفضاء وبعض القنوات التي تبحث عن الربح لكل من هب ودب يخدشون الذوق ليلا ونهارا ويهزون ترابط المجتمع حتى غير الرياضي فيُبسط لهم الحبل على الغارب ويمنحون الضوء الأخضر، من دون السؤال عن توجههم وتوجه البرامج التي تمنحهم الفرصة وماذا تريد، وإلى أين تسير بالشباب في طرحها وانتقائيتها لضيوفها؟

بعض البرامج المعروفة بانتقائيتها وتعصبها والسيطرة عليها من بعض رؤساء الأندية تخصصت في استضافة من يتوافق مع مقدمها بالميول، بعض ضيوفها يفترض ألا يكون مكانه الاستوديو إنما متأهباً في جهة عمله بدلا من إثارة البلبلة، ولكنه بحكم علاقاته مع المقدم وميول الاثنين المتوافقة صار يسرح ويمرح في الاستوديو فيشعل نار التعصب في الفضاء بالليل، وعبر المقالات في الصحف بالنهار، ونفث سمومه في الفضاء ليلاً.

إعلام رياضي قائم على "المتردية والنطيحة" ونوعية معينة من المقدمين والمذيعين والضيوف والمعدين والمخرجين فاستمرأ التجاوزات ولم يجد من يقول له قف عند حدك فأنت قبل أن تخدش الذوق العام حولت الفضاء إلى مكان لإشعال نار التناحر والتعصب وما يريده الأعداء، لا ما ينشده الذوق العام.

تشمئز من بذاءات بعض الضيوف وسط تسمر من المذيع فلا منطق ولا شكل ولا تفكير، مجرد أسماء جاؤوا لإضحاك الناس عليهم وعلى الإعلام الرياضي السعودي الذي ابتلي بهذه النوعية، أين الأساتذة تركي الناصر السديري وصالح العلي الحمادي وسليمان العساف ونبيه ساعاتي والدكتور صالح بن ناصر الحمادي ومنصور البدر وعبدالله الضويحي ومحمد صالح الدويش وعثمان أبو بكر مالي ومحمد البكر وعبدالله العجلان ومساعد العصيمي وفارس الروضان وسعود الطرجم ومسلي ال معمر والنماذج التي تسمو بالكلمة وترتقي بالمفردة وتترفع عن الصغائر؟ أسماء لها ثقلها وأفكارها الراقية تُغيّب من أجل العلاقات الخاصة وإتاحة الفرصة لأسماء لا علاقة لهم بالمنطق والحياء، نوعية تشوه الإعلام الرياضي وتضعه أمام المتلقي خارج الحدود بصورة خادشة للقيم وموقف مسلوب الإرادة والكارثة عندما يقدمون على أنهم هم أبرز النماذج الإعلامية السعودية!!.

برامج وقنوات ضيوفها ومقدموها يسمعون بالإثارة فيرون أن السباب والتطاول الوسيلة الوحيدة لجذب المشاهدة وتقديم بضاعتهم الكاسدة له على طبق من الطرح المتخلف من دون أن يعوا مخاطر مايُطرح والبلد يمر بظروف صعبة فيخوض حربا في الجنوب ويتعرض للتهديد في الشمال، والدولة أيدها الله تعمل على استتاب الأمن وتعزيز ترابط المجتمع.

تلك النماذج من الإعلام الرياضي "المخترق" أو "فضاء الفيكس" كما أطلقت عليه الزميلة منيرة القحطاني نسبة إلى جهله الكبير بمادة الفيكس في أكثر من برنامج، والترويج لها على أنها من المنشطات في إطار حملة الدفاع عن قضية محمد نور الخاسرة، لن يقدم الخير والرقي للمشاهد والرياضة، إعلام يدور حول نفسه وحول من يتكسب من ورائه، برامج فاقدة للمهنية وجل ضيوفها يفتقدون بكل أسف للأدب والوعي لا يمكن أن يكون لها توجه يتماشى مع المنطق والهدف الوطني الواضح إنما وفق أهدافها الخاصة ومن يسيطر عليها ويخترقها بسهم أمواله ونفوذه، قال خالد البلطان عن بعض البرامج والإعلام الرياضي ما يجعل الجبين يتصبب عرقا، وتحدث الدكتور حافظ المدلج بما يشيب له شعر الرأس، من يريد تطويعها عليه أن يطبق معها سياسة "اطعم الفم تستحي العين" ستنبح معه وضد من هو ضده، وما تفعله لا يختلف عما تبثه بعض قنوات الشعر التي تثير النعرات والعنصرية والخلافات بين الناس، فلا تعلم أنها تضرب في برامجها وضيوفها صميم ترابط المجتمع الواحد، وما لم يكن هناك ضوابط وحزم وتتبع لعورات بعض البرامج والقنوات الرياضية والتصدي لها والتزامها بانتقائية الضيوف الأكفاء وابعاد "ضيوف العلاقات العامة والمصالح الخاصة والذين يفرضهم رؤساء الأندية وأعضاء الشرف ومن يدفع" فسنرى المزيد من الفوضى الفضائية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا