برعاية

«البرامج المخترقة».. التعرية على الهواء

«البرامج المخترقة».. التعرية على الهواء

    تقول دراسة أعدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ونشرت في دنيا الرياضة الاثنين الماضي (أن القنوات الرياضية تصنع التعصب بحثاً عن المشاهد) على الرغم من أن هناك من يحاول إلصاق التهمة بالإعلام المقروء الذي نؤمن أنه لا يخلو من هذا الداء المقيت بسبب وجود أشخاص يفضلون مصالح أنديتهم على مصالح الكرة السعودية، ونتائج هذه الدراسة شاهدناها على أرض الواقع منذ أن بدأت بعض البرامج التي يطلق عليها الجمهور مسمى "البرامج المخترقة" نسبة للقدرة على اختراقها والسيطرة عليها بعيدا عن المهنية التي تتشدق بها، وما يفضحها نقاشها حول حوادث لفترة طويلة وتستضيف من يعزز لها، في الوقت الذي تلتزم الصمت أمام حوادث مشابهة وكأنها لم تشاهدها وكأن بقية اللاعبين غير سعوديين.

في المواسم الماضية أدين أكثر من لاعب سعودي في بعض الأندية بتناول مواد محظورة، ومجرد الإعلان عن تثبيت الإدانة هناك من غض الطرف، فيما إعلاميون وبعض الصحف والبرامج "المخترقة" تعاطوا مع إيقاف بعض النجوم على طريقة التشفي، وهناك من تناولهم بالرسومات والإساءات الفاضحة بحجة ضرورة الالتزام بالأخلاق والبعد عما يؤثر على النشء حتى لو كان اللاعب نجما لا يشق له غبار وخدم المنتخبات السعودية، وهناك إعلاميون طالبوا بنبذ هؤلاء من الوجود؛ لأنهم خطر على الصغار.

في قضية محمد نور التي آلمت كل رياضي وتمنى الكثير تبرئته قبل مصادقة المعمل السويسري على العينة الأولى بفتح العينة الثانية شاهدنا بكائيات "المخترقون"، وبدلا من التسليم بالأمر الواقع وأن هناك أساطير وقعوا في شر تناول المواد المحظورة وأوقفوا ونستهم الجماهير لأنها لا تريدهم قدوة لها، أرادت هذه البرامج أن تبرئ اللاعب بالقوة والصراخ ومهاجمة لجنة الرقابة على المنشطات، وأصبح من يظهر فيها يلمح إلى مؤامرات تعرض لها اللاعب، والبعض بكل بجاحة وبذاءة قال "خلوا أولادكم يصيرون مثل نور والأمر عادي"، وليتهم يكونون شجعانا ومهنين بالدرجة الأولى ويكشفون هذه المؤامرة ومن وراءها، ولا نعلم هل مثل هؤلاء يشجعون على تعاطي المواد المحظورة أم أنهم يتباكون وفق تمثيليات محبوكة ومحاولات لكسب تعاطف شعبية اللاعب، ولو افترضنا حسن النية فلماذا لم يفعلوا ذلك مع لاعبين آخرين بدلا من الرسومات ضدهم ووصفهم ب"الدشير" من دون إظهار ذرة احترام للذوق العام وآدمية هؤلاء اللاعبين.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا