برعاية

بهــــدوء:المنع من التسيير بسبب المستوى التعليمي... انتقاء أم إقصاء؟

بهــــدوء:المنع من التسيير بسبب المستوى التعليمي... انتقاء أم إقصاء؟

هل أصبح المسؤول الرياضي في بلادنا في حاجة إلى قفّة من الشهادات الجامعية، وحزمة من الدبلومات في الدراسات المعمّقة للسماح له بإقتحام عالم التسيير؟ هل أن النّجاح في التسيير الرياضي يحتّم على المسؤول أن يحصل على أعلى الدرجات العلمية، وأن يكون قاضيا أودكتورا أو «بروفسور» حتى تفتح أمامه أبواب هياكلنا الرياضية، ولا تسقطه الهيئات المستقلة للإنتخابات بحجة مستواه التعليمي «الضّحل»؟

كثيرة هي الأسئلة التي تزدحم في الأذهان بخصوص موضوع الدرجات التعليمية التي أقصت مؤخرا عدّة شخصيات رياضية من «المعركة» الانتخابية للجامعة التونسية لكرة القدم على غرار رئيس فريق الضاحية الجنوبية عادل الدعداع، ورئيس سكرة العربي سناقرية الذي تقدم بترشحه لمنافسة الجريء وتقية في انتخابات الجامعة وهو يعلم مسبقا أن الهيئة «المستقلة» للإنتخابات ستخبره بأن مستواه التعليمي متواضع. ولا يسمح له بتقلد هذا المنصب الرفيع، والجلوس على الكرسي الوثير الذي يحتكره الدكتور منذ أربع سنوات....

والحقيقة أن الدعداع وسناقرية (نتحدث عنهما من منطلق النقطة التي تهم المستوى التعليمي. ولن نخوض في المسائل الأخرى المتعلقة بالكفاءة...) لا يمثلان سوى عيّنة صغيرة من عينات عديدة لشخصيات رياضية أخرى أثاروا حولهم عن قصد ودون قصد جدلا واسعا بخصوص مستواهم الدراسي. ولم يتردّد بعضهم في اتهام «امبراطور» الكرة الافريقية و»أمير» الكرة العربية، والوزير السّابق طارق ذياب بـ»الجهل» لا لشيء سوى أنه لاعب كبير ومحلل شهير ومسؤول نزيه ومستقيم. ولا يملك في المقابل دكتوراه دولة، أو إجازة جامعية في بيع الكلام والأوهام. وقد عاش عدة مسؤولين آخرين الجدل ذاته بخصوص الموضوع عينه كما هو الحال بالنسبة إلى علي الحفصي الجدي وأحمد الصالحي... وغيرهما كثير.

قد يقول البعض إن المسؤولين الرياضيين يتعاملون مع هياكل دولية. ويشاركون في مؤتمرات عالمية. ويعملون في جمعيات وجامعات وهيئات ووزارات تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية وهو ما يفرض عليهم اقتحام ميدان التسيير بحقيبة من الشهادات، وبلسان عربي فصيح. وحذق عدّة لغات، ولكن ألا يعني ذلك أننا نمارس بهذا الانتقاء سياسة الاقصاء لمسؤولين أكفاء، بعضهم له إمكانات مالية كبيرة وعلاقات واسعة وخبرة ميدانية قد تعوّض «نظريات» أصحاب الشهادات العليا والدبلومات الدولية، وقد يتحقّق بفضلها التكامل المنشود بين «الجامعيين» و»الميدانيين»؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا