برعاية

مفتاح صفقات مينديش (5) – غرائب تياجو.. والرجل الذي سيفوز بنهائي الأبطال مهما حدث

مفتاح صفقات مينديش (5) – غرائب تياجو.. والرجل الذي سيفوز بنهائي الأبطال مهما حدث

يتشارك تياجو مينديش وجورجي مينديش ما هو أكثر من اللقب، فعلاقة لاعب أتلتيكو مدريد الحالي مع وكيل اللاعبين البرتغالي عميقة ولها جذور قديمة للغاية، فكلاهما لعب لفيانينسي، بل و أن تياجو سبق وذهب أكثر من مرة لنادي الفيديو الذي كان يمتلكه مينديش دون إدراك أن الأخير سيصبح مستقبلا وكيله.

لم يتعرف تياجو على مينديش إلا وعمره 21 عاما بعد فترة متخبطة كاد يبتعد فيها عن الكرة، حيث كان بدأ مسيرته مع اللعبة وهو في الثامنة ولكنه ترك فريقه وهو في عمر الـ13 حيث كان أغلب أصحابه يلعبون كرة اليد.

يقول تياجو حول هذه الفترة: "كنت حزينا في فريق مدينتي، لم أجد أصدقائي حولي، كانوا يلعبون كرة اليد، لذا ذهبت ولعبتها معهم".

لم يستمر هذا الحال سوى عامين حتى عاد تياجو لرشده وقرر العودة لكرة القدم ليلعب في صفوف أنكورا برايا الذي تألق فيه ليلفت انتباه مسئولي سبورتنج براجا الذين تعاقدوا معه.

في 1991 أصبح تياجو لاعبا في الفريق الأول وبمرور الوقت أصبح لاعبا أساسيا ثم أدرك وهو في الـ21 من عمره أن وقته مع سبورتنج براجا انتهى ليوقع مع بنفيكا دون أي وكيل أو ممثل.

ولكنه أثناء تواجده في النادي تعرف على مينديش بالصدفة.

يقول تياجو: "كان انطباعي عنه جيدا للغاية، لهذا اتصلت به وطلبت منه أن يكون وكيلي. لم يخبرني أبدا بأنه سيجعلني ألعب لأكبر الفرق. قال لي إنه إذا ما فعلت ما علي بأفضل شكل فإن هذا سيسهل الأمور كثيرا عليه بالنسبة لتحقيق طموحاتي".

لعب تياجو لمدة موسمين في بنفيكا ولكن تطوره كان استثنائيا، فعلى الرغم من كونه لاعب وسط مدافع إلا أنه سجل 26 هدفا، حيث شهد عام 2004 استدعاءه للمنتخب بعد المستوى العظيم الذي قدمه.

في التوقيت نفسه كانت مفاوضات التمديد مع بنفيكا جارية ولكن النادي لم يكن يرغب في الإذعان لطلبات تياجو، لذا فإن الأخير أخبر مينديش بأن وقت الرحيل قد حان.

ولم يمر وقت طويل حتى رد عليه جورجي بأن ينتظر مكالمة من جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي.

يقص تياجو "مورينيو سألني إذا ما كنت أرغب في الذهاب لتشيلسي معه ولم أتردد في الموافقة. كانت الأمور هكذا ببساطة: لم يكن لدي شيئا وفجأة يأتي اتصال من مورينيو لأحزم أمتعتي للندن".

استمرت مغامرة الدوري الإنجليزي موسما واحدا فاز فيه تياجو بثلاثة ألقاب حيث كان لاعبا هاما في الفريق ولكن وصول مايكل إيسيين عجل برحيله عن الـ"بلوز" نحو ليون الفرنسي ليعترف بعدها مورينيو بأنه أخطأ في التخلي عنه.

يقص تياجو "أن تتواجد مع جورجي يعني أن تضحك طوال الوقت. أتذكر أنه حينما رحلت عن تشيلسي وذهبت للتوقيع لليون، أخذنا الطائرة حتى نيس ومن هناك كان يجب أن نصل لموناكو.

وتابع "خرجنا من المطار وتوجهت نحو موقف سيارات الأجرة ولكن فجأة شاهدته يذهب في اتجاه آخر، نحو المروحيات، وسألته إلى أين نذهب! فأجاب سنطير بالمروحية وسنصل في 20 دقيقة!".

وأردف "أصبت بالذهول وزاد هذا الذهول حينما صعدت للمروحية لأول مرة في حياتي وظللت أتلفت حولي مثل الطفل طوال الرحلة".

في الرحلة نفسها واستغلالها لمرورهم بموناكو، دعا مينديش تياجو لحضور نهائي كأس السوبر الأوروبي بين مانشستر يونايتد وزينيت حيث يقص اللاعب "جلست مع جورجي في المقصورة الرئيسية. كنت أتواجد هناك بجانب كل تلك الشخصيات الهامة ولم أصدق نفسي".

وأكمل "بعد المباراة دعا أبراموفيتش (مالك تشيلسي) جورجي لحفل، ولكن أنا بالطبع لم أذهب معه، والسبب معروف، أما بالنسبة له فالحفل لم يكن من أجل المتعة، كان بكل شيء يذهب لانهاء عمل ما".

في 2010 حينما قرر تياجو الاعتزال دوليا من المنتخب كان مينديش أول من عارضه بجانب عائلته ولكن اللاعب كان مصمما على رأيه بحجة أنه كان يرغب في ترك مساحة لمن هم أصغر سنا، على الرغم من أنه كان لا يزال شابا (29 عاما)، وحينما قرر العودة في 2014 كان مينديش أول من دعمه.

كان تياجو لاعبا في يوفنتوس حينما تمكن من الخروج معارا قبل مونديال 2010 بجنوب أفريقيا لأتلتيكو مدريد. تلك الشهور الستة التي قضاها هناك جعلته يطلب شيئا واحدا من مينديش: "اجعلني استمر هناك"، وحقق جورجى للاعب رغبته بإعارة جديدة، وفي نهاية موسم 2010-2011 قرر تياجو فسخ تعاقده مع السيدة العجوز لينضم لأتلتيكو بشكل نهائي.

يقول اللاعب: "هناك شخصان في العالم لا يمكنني نسيان ما فعلاه معي، مينديش الذي أدين له كثيرا. كان عنصرا هاما في حياتي. حينما وقعت لأول مرة مع جورجي أخبرني بأنه سيساعد والدي وبالفعل عينه في شركته."

كان والد تياجو لاعب كرة قدم ولكنه في تلك اللحظة لم يكن لديه أي عمل ويعاني من البطالة، لذا يضيف اللاعب "إنه دين أبدي معه ولن أستطيع سداده لأن والدي كان يحتاج هذا العمل. الآن لا يعمل والدي معه وليس بسب قرار من جورجي ولكن لأن والدي استقال. لقد أبهرني حينما عين والدي مساعدا والدي وجعله يعينه في اكتشاف المواهب ويشاهد كرة القدم التي يحبها".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا