برعاية

انتخابات الجامعة: هل أتاكم حديث «الطبلة والزّكرة»؟!

انتخابات الجامعة: هل أتاكم حديث «الطبلة والزّكرة»؟!

كنّا نحلم مثل كلّ التواقين لإصلاح الكرة التونسية، وغسلها من العار الذي لحقها في عهد الدكتور وديع أن تندلع «ثورة حقيقية» صلب جامعة كرة القدم ليصعد الأكفاء والشرفاء إلى الحكم وتنتهي أوجاع الـ«نسور» الذين أصبحوا على شفا الانهيار بفعل استهتار المسؤولين، و»تمرّد» اللاّعبين. وقد كبرت الأحلام. وتضاعفت الأماني بعد الإعلان عن انعقاد جلسة عامة انتخابية في ربيع 2016 الذي أصبحنا نخشى أن يكون «كابوسا» مزعجا على كرتنا تماما مثل ذلك الذي تعيشه الآن دول الربيع العربي. لقد انتظر الجمهور بفارغ الصّبر أن تظهر في الساحة «حركة اصلاحية» تضمّ في صفوفها وجوها جديدة، وخيرة المسيرين الرياضيين القادرين على النهوض من جديد بمنتخباتنا الوطنية، والارتقاء بأداء بطولتنا المحلية، ومقاومة الفساد الذي استشرى في قطاع التحكيم، وحل أمهات القضايا مثل التكوين والتمويل و«الاحتراف» والبث التلفزي للمقابلات الرياضية، وتطوير العقود الاستشهارية... وذلك بالتنسيق مع السلطات المعنية، وبعيدا عن «الحروب» «الأهلية» «القارية» التي أشعل فتيلها وديع الجريء مع الوزارة زمن طارق ذياب، وفي عهد الوزير الحالي ماهر بن ضياء، وأيضا مع رئيس «لجنة المشاكل» محرز بوصيان، وضدّ رئيس الكنفدرالية الافريقية «عيسى حياتو» الذي كان شاهدا على مهازل جامعتنا في غينيا الاستوائية. لكن تمخض الجبل وولد للأسف الشديد ثلاث قوائم مخيبة للآمال. الأولى يقودها العضو «الدائم» والرجل «الحديدي» للجامعة، وصاحب البطولات «المزيفة»، والانجازات «الوهمية» وديع الجريء. ويترأس القائمة الثانية جلال تقية الذي تفنن في أداء دور «الجوكار»، بما أنه كان عضوا في جامعة كرة القدم، ومستشارا للوزير ثم رئيسا للجامعة التونسية للرياضة للجميع، وأخيرا كمرشح لرئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم، أما صاحب القائمة الثالثة فقد صنع الحدث بتصريحاته المضحكة، وأعماله «الفلكلورية». واختار العربي سناقرية أن يخوض الحملة الانتخابية على ايقاعات الطّبلة والزكرة.

وهذا المشهد المضحك المحزن يختزل في الحقيقة حالة الخراب التي تعيشها الكرة التونسية جرّاء «تغوّل» الأوصياء على رياضتنا بمساعدة من الجمعيات المنسية (إلا في الانتخابات وعند توزيع الثروات)، و»الحيتان» الكبيرة التي قلنا مرارا انها لا تهتم بمصلحة المنتخبات الوطنية، ومستعدة مثلها مثل رئيسها وديع للتحالف مع «الشيطان» تحقيقا لمصالحها الذاتية.

عن أيّة مبادىء نتحدث، والرجل «ناشد» بالأمس القريب «بلاتر» للترشح لولاية أخرى على رأس «مافيا» الـ«فيفا» قبل أن يعود من جديد إلى سويسرا ليختار مرشحا آخر ضاربا بعرض الحائط ما كان بينهما من وعود وعهود كان شاهدا عليها نائبه الأستاذ القدير ماهر السنوسي الذي خيّر أن يحفظ ماء الوجه ولم يجدّد ترشحه لانتخابات 18 مارس، وهو موقف يحسب له. وكنّا قد توقعنا أن يصدر عنه لأن معادن الرجال مختلفة في جامعتنا. ومن الاجحاف أن نحشر كلّ المسؤولين في واد واحد. وهل يستوي العالم مثل السنوسي و»كاسبرزاك» بـ «الحالم المتوهم» كالجريء وحاتم الميساوي»؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا