برعاية

نواف بن سعد .. النموذج الجديد

نواف بن سعد .. النموذج الجديد

مباشرة بعد أن حقق فريقه، كأس ولي العهد أمام الأهلي، خرج الأمير نواف بن سعد رئيس نادي الهلال، على شاشة العربية يتحدث بهدوء عن الإنجاز ويسهب في مدح لاعبي فريقه وجماهيره، ويمنح اليوناني دونيس مدرب الأزرق كل عبارات المديح والإطراء، دون أن يتحدث عن نفسه بصيغة الأنا ولا مرة واحدة، وحتى عندما جاء على الدور الإداري، ذكره بصيغة الجمع كمجلس إدارة لا كأشخاص.

.. بعد أن ودعت الرئيس على الهواء وذهبت للفاصل، قال المونديالي حمزة إدريس أحد ضيفي تلك الليلة: “هذا رئيس مختلف، لم يحاول صناعة بطولات لنفسه، ولم يختزل الحدث في ذاته”، وتابع حمزة: محظوظ الهلال بهذا الرئيس.

.. الحقيقة أن نواف بن سعد شق طريقه لرئاسة الهلال وسط شكوك في قدرته على المضي بالأزرق إلى الأمام، واعتقد متابعوه آنذاك أن قدراته المالية ستكون أقل من تحقيق رغبات الهلاليين بعد موسمين عانى فيهما النادي العاصمي مشاكل جمة، هزت ثقة المدرج فيه. كان رد نواف بن سعد يومها الصمت، لم يعد، ولم يعلِ سقف الطموحات، ولم يبالغ في الدخول إلى سوق الانتقالات وفلاشاتها المغرية، واتجه إلى العمل بهدوء مع القدرات البشرية المتوافرة.

.. أعرف هلاليين كُثرا يجلسون في الصف الأزرق الأول، حاصرتهم تلك الشكوك في البداية، كان أحدهم يقول: لا أظن الرجل سيكمل ولايته، وأعتقد أنه سيغادر بعد عامين، ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن منصب الرجل الأول في الأزرق يحتاج مالا وفكرا، وأحدهما لا يغني عن الآخر، فيما قال آخرون: لدى نواف قدرة إدارية رائعة ظهرت بعض ملامحها إبان توليه منصب نائب الرئيس في إدارة عبد الرحمن بن مساعد، ويتفقون أيضا في أن الفكر بلا مال أيضا في ناد مثل الهلال لا يمكن أن يسير بالعربة.

أعرف نواف بن سعد منذ سنوات، وتحديدا منذ إشرافه على منتخب الشباب السعودي، وأجريت معه أكثر من حديث وقتها، ولو سُئلت: هل هو نواف بن سعد نفسه لم يتغير منذ تلك السنين؟ لقلت لا، الرجل بدا في سدة الأمر الزرقاء أكثر نضجا وحكمة، وأكثر قدرة في ملء مقعد القيادة، استفاد كثيرا من كل المواقع التي شغلها، تصاعد في القدرات بتدرجه بين مختلف المواقع والمهمات، مشرفا على المنتخبات السنية، عضو اتحاد كرة القدم، شرفي، عضو مجلس إدارة ونائب رئيس، وأخيرا رئيس ناد كبير وضخم في التاريخ والحاضر. أزعم أن فترة وجود نواف بن سعد نائبا في مجلس إدارة سلفه الأمير عبد الرحمن بن مساعد، كانت أكثر التجارب التي استفاد منها رئيس الهلال الحالي، عرفته على دهاليز الأندية، تمكن بعدها من تحديد المسافة المناسبة بين المدرج والقرار الرسمي، منحته قدرة على رسم العلاقة بين الأعلام وإدارته، ووضع كل طرف في موقعه المثالي دون تداخل بين النقد أو الارتماء وسط عباءة الميول، ناهيك عن قدرته الواضحة في إعمال التخصص داخل ناديه، كل فيما هو مؤهل له دون تقاطعات تهز الكتلة كلها.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا