برعاية

عددها فاق الاربعين:أي فائدة من «تكاثر» الجامعات الرياضية في ظلّ الأزمات المالية؟

عددها فاق الاربعين:أي فائدة من «تكاثر» الجامعات الرياضية في ظلّ الأزمات المالية؟

لا شكّ أن نشر الرياضة في كامل ربوع تونس، وتوسيع رقعة المهتمين بها لهما فوائد بدنية وتربوية وصحية وتنموية كبيرة.

ولا يمكن إلاّ أن ندعم المجهودات المبذولة من قبل أهل الحلّ والعقد لتشييد الملاعب والقاعات الرياضية، وانشاء المزيد من دور الشباب في كل جزء من تراب الجمهورية التونسية (عدد دور الشباب قفز إلى أكثر من 300 في 2015)، وذلك ليقيننا بأن الرياضة تساهم بشكل فعّال في حماية شبابنا من الضياع والانحراف والتطرف. وقد تجنّب الدولة مصاريف اضافية في قطاع الصحة بالنظر إلى فوائد ممارسة الرياضة التي من الواضح أن التونسيين يحتلون مراتب متقدمة جدا في «استهلاكها» بصفة سلبية من خلال متابعة المسابقات المحلية والعالمية على شاشات التلفزات، ومواكبة اللقاءات من داخل الملاعب. كما «يدمن» التونسي أيضا على الرهانات الرياضية دون ممارسة أنشطة بدنية. وتشير الاحصائيات إلى أننا نتذيل ترتيب الأمم الأكثر عزوفا على الرياضة، حيث لا تتعدى نسبة الممارسين للرياضة 3 بالمائة، وهو رقم مخجل في بلد القمّودي وقلحية وطارق والملولي...

نحن نبارك كلّ الزيارات الميدانية التي يقوم بها الوزير ماهر بن ضياء للنهوض برياضتنا، والوقوف على مشاغل شبابنا في الشمال والجنوب والوسط، وأيضا في أحواز العاصمة كما حصل مؤخرا في زيارة الوزير للملاسين وهي منجم اللاعبين الموهوبين... إن رغبة سلطة الاشراف كبيرة، وواضحة في الاصلاح، وتطوير الرياضات، وتحسين المنشآت في كلّ الجهات، لكن هذه المجهودات المبذولة لا تخلو من بعض الاحترازات نذكر منها «تكاثر» الجامعات الرياضية التي تجاوزت سقف الأربعين وهو رقم كبير ومرشح للإرتفاع في ظل الطلبات التي تلقتها الوزارة مؤخرا من بعض الأطراف للحصول على تراخيص تسمح لهم بتركيز جامعات جديدة وسط ترحيب من سلطة الاشراف. ونعتقد أن الوزارة قد تملك عدّة مبرّرات لتفسير هذه «التّخمة» من الجامعات الرياضية. وقد تقنعنا بأن التوجهات العامّة تفرض انشاء المزيد من الجامعات في اختصاصات جديدة من باب نشر كل الرياضات، والاستجابة لجميع الميولات، وهذا فضلا عن تحسين نسبة الممارسين للرياضة في بلادنا لما فيه خير هذا الشعب المطالب بتغيير عاداته «السيئة»، والاقبال على الأنشطة البدنية، وتكريس ثقافة ممارسة الرياضة ولو لدقائق معدودة في اليوم الواحد حماية لصحته، وخدمة لجيله الصاعد المحتاج إلى الرياضة كوسيلة للترويح عن النفس، وأيضا كـ»ملجأ» آمن يقيه من كلّ أشكال الانحراف والتطرّف.

ضرورة التفكير في نتيجة «تكاثر» الجامعات

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا