برعاية

أسطورة الجزائر عصاد لـ"العربي الجديد": هذا سر"الغراف"..ونصيحتي لرياض محرز

أسطورة الجزائر عصاد لـ"العربي الجديد": هذا سر"الغراف"..ونصيحتي لرياض محرز

بصدر مفتوح، يتحدث معنا المهاجم الأسطوري للمنتخب الجزائري في الثمانينيات، صالح عصاد، عن اللؤلؤة الصاعدة في سماء الدوري الإنجليزي، رياض محرز، الذي وصفه بمفخرة الجزائر، وكشف سراً لأول مرة عن "فضيحة خيخون" ومساهمة الاتحاد الجزائري في إقصاء المنتخب

*نبدأ حوارنا عن سبب ابتعادكم الكلي عن عالم الكرة الجزائرية؟

صحيح أنني كنت مؤهلاً لخوض تجربة في مجال التدريب بعد نهاية مشواري، في نهاية الثمانينيات، لكن ظروف عديدة سارت عكس طموحاتي في تلك الفترة، وجعلتني أعتزل كرة القدم من كل جوانبها، فلقد سجنت بسبب قناعاتي السياسية ثم إنني تعرضت للتهميش بعد مونديال المكسيك في 1986 وتركوني وحدي أبحث عن طبيب لإجراء عمليات جراحية على رجلي.

*مجال التدريب لا يزال مفتوحاً، فلماذا فضلت الاهتمام بتجارتك البسيطة بـ"حي القبة" في العاصمة؟

عندما لا تجسد طموحاتك في الفترة الملائمة فلا يمكنك أن تحققها في وقت غير وقتك، وهو ما حدث لي، لم أعد أطمح للتدريب ولا لشيء آخر في مجال الكرة وصرت أفضل متابعة المباريات مثلي مثل بقية الجماهير.

*كل الجزائر تتحدث عن محرز وتسعى لتشبيهه بعصاد؟

اقرأ وأسمع التحليلات الإعلامية التي تشبه محرز بعصاد، لكن أظن أن كرة القدم التي لعبناها نحن ليست هي نفسها التي يلعبها اليوم محرز، لذلك تشبيه رياض بصالح قد يجعل الكثير يخطئ في التحليل.

*لكنك تتابع رياض محرز أسبوعياً في الدوري الإنجليزي مع ليستر سيتي؟

طبعا، فقد جعلنا محرز نحب ونهتم بفريق مجهول اسمه ليستر سيتي ونستمتع بالفنيات الكروية، لهذا اللاعب الموهوب والذي يملك قدرات عالية سمحت له بالبروز في بطولة كبيرة مثل بطولة إنجلترا.

بصراحة شاهدت رياض في أول مباراة ودية لعبها مع المنتخب الجزائري في لقاء ودي أظن قبل شهر من بداية كأس العالم في البرازيل، وبمجرد أن لمس الكرة ثلاث مرات قلت لأصدقائي هذا اللاعب مهاري ويملك لمسة سحرية باليسرى، ولو يحسن من لياقته البدنية وقوته الجسمانية سيذهب بعيداً، وسيفرض وجوده في المنتخب الجزائري، وأظن أن رياض لم يكن في حاجة إلى محلل كبير كي يكتشف قدراته الفنية، بل كان في حاجة إلى من يستغل نقاطه الإيجابية ويقلل من نقاطه السلبية.

*وهذا ما فعله المدرب الإيطالي كلاوديو رانيري؟

بالضبط، المدرب كلاوديو رانيري جعل من محرز يدافع جيداً ويمرر كرات حاسمة ويراوغ بسهولة ويسجل أهدافا عديدة، وكما تقولون في الإعلام رانيري "صقل موهبته". ولو نقارن بين محرز 2014 ومحرز 2015 سنجد أن رياض نضج كثيرا تكتيكيا وحسن لياقته البدنية والجسمانية.

ليس سهلاً أن تلعب كل هذه المباريات في إنجلترا وتتحدى وتتفوق على مدافعين لهم بنية قوية، فرياض ذكي، وما ساهم في تحسن مستواه هو هذا الذكاء في اللعب، ونحن في الجزائر نستعمل مصطلح "الحيلة" لنعبر عن خاصية من الذكاء، ومحرز يملك هذه الحيلة عندما يراوغ لاعبين أو ثلاثة قبل أمتار منهما، ويمرر الكرات الحاسمة في وقت قياسي ويتخلص مع المراقبة بذكاء خارق.

*تبدو أنك معجب بمحرز فقد حللت مؤهلاته جيداً؟

لا أكذب عليكم، فأنا أشاهد كل مباريات محرز وليستر سيتي، وأتابع كذلك التحليلات التي تخص رياض فهو مفخرة الجزائر اليوم، ثم إن مثل هؤلاء اللاعبين الموهوبين فنيا قلة قليلة في الجزائر، وعندما يبرز لاعب مفعم بالجانب الفني، فإنني أتلذذ بما يقدمه من عروض، فلا تنسوا بأنني كنت لاعبا يحب المراوغات ويعشق الهجوم والفنيات، وهذه طبيعتي البشرية، حيث أجد في محرز كل تلك الخصال الفنية التي أحبها.

*وهل ترى بأن بقاء محرز في ليستر سيتي لموسم آخر سيكون في صالحه؟

لا أظن أن بقاء محرز مع ليستر لموسم آخر سيفيد، بل بالعكس يجب على رياض الانتقال إلى مستوى آخر واللعب في ناد أكبر من ليستر سيتي حتى يواصل تحسنه، فهو يبلغ 24 عاماً وأمامه 6 سنوات كاملة للعب في أعلى المستويات أوروبياً، لكن ذلك يمر حتماً عبر تتويج هائل بلقب البطولة حتى يغادر رياض ليستر من أوسع الأبواب، ويساهم في تحويله إلى ناد لديه طموحات تتماشى ورغبة لاعبنا الجزائري.

اللعب في إنجلترا هو أجمل حلم يحققه أي لاعب في العصر الحالي، وبرأيي لو يلتحق محرز بالمدرب فينغر في أرسنال سيكون مفيداً بالنسبة إليه. الجو في أرسنال "فرانكفوني" يليق برياض، والمدرب فينغر يستثمر في نماذج مثل محرز. ثم إن أرسنال فريق كبير وطموحاته كبيرة ستساهم لا محالة في ترقية رياض خلال السنوات الخمس القادمة.

*حتى وإن كانت صحافة كتالونيا تتحدث عن اهتمام برشلونة بالمهاجم الجزائري؟

لا أرى أن محرز سيتحسن في برشلونة، ليس لأسباب فنية بل بسبب المحيط وغرف تبديل الملابس، وكما تعلمون في كل فريق هناك جو معين يسوده، وفي برشلونة هناك سيطرة "لاتينو أميركية" وبالتالي قد يعيق هذا الجو تحسن رياض عكس الدوري الإنجليزي الذي هو دوري عالمي ولا توجد جنسية تطغى على أخرى.

*هل يحرجك الناس بالحديث الدائم عن المقارنة بينكما؟

لا، أنا عصاد وهو محرز، الظروف التي لعبنا فيها كرة القدم مختلفة عن تلك التي يعيشها محرز اليوم، الاهتمام الطبي والمتابعة وكل الظروف تختلف تماما، وبسبب ذلك تعرضت لإصابات عديدة ولم أعالجها كما ينبغي، وأثّر ذلك على مشواري.

*جيلكم أضاع فرصاً ثمينة للتتويج بكؤوس أفريقيا مع المنتخب الجزائري؟

فعلا كنا الأحسن في أفريقيا طوال عشر سنوات لكن في كأس أفريقيا 1980 منعونا من الفوز بها بنيجيريا لأسباب أمنية وسياسية وخسرنا النهائي بالقوة، وفي سنة 1982 أهدرنا الكأس في ليبيا بسبب فوضى مسيري الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وفي سنة 1984 غيروا مدربي المنتخب عدة مرات، وضيعنا الكأس وتركنا الكاميرون يظفر بها وحتى في سنة 1988 حدث نفس الشيء.

*وفي كأس العالم 1982 حدثت نفس المشاكل خلال أول مشاركة عالمية؟

طبعا، التاريخ سجل بأننا فزنا على ألمانيا بطلة أوروبا بهدفين لهدف، لكن لا أحد تحدث عن سبب خسارتنا ضد النمسا بهدفين لصفر، فكيف لمنتخب يصفع أقوى خصم في أوروبا ويخسر ضد منتخب متوسط كالنمسا؟ ما حدث في المنتخب الجزائري بين موعدي مباراتي ألمانيا الغربية والنمسا هو سبب إقصائنا من الدور الثاني للمونديال، وليس فقط تلاعب ألمانيا والنمسا بنتيجة المباراة الثالثة، فضيحة خيخون (نسبة إلى اسم المدينة التي استضافت لقاء ألمانيا الغربية والنمسا).

*تقصد صراع مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم وقضية المنح؟

نعم، بعد فوزنا على منتخب ألمانيا، حصلت خلافات في المنتخب وكثرت التداخلات وتأثرنا بسبب المنحة التي أهانونا بها، ودخلنا لقاء النمسا بروح محبطة، وخسرنا المباراة وكدنا نضيع الفوز ضد التشيلي، فقد انتقص المسؤولون إنجازنا، فأصبحنا لا نهتم بالتأهل إلى الدور الثاني.

طبعا، ما فعله الألمان مع النمساويين عار وغير لائق، لكن في تلك الفترة كنا نملك منتخباً قوياً وكنا قادرين على التأهل حتى إلى الأدوار المتقدمة، لأن المنتخبات المشاركة لم تكن أقوى منا، فقط كان ينقص المنتخب النظام والانضباط.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا