برعاية

رغم أخطاء البنزرتي وهفوات بوغطاس: النجم «يترنّح»... ولا يسقط

رغم أخطاء البنزرتي وهفوات بوغطاس: النجم «يترنّح»... ولا يسقط

خلف ضياع كأس السوبر الثالثة أول أمس أمام تي.بي.مازمبي الكونغولي حسرة ومرارة في صفوف الأحباء مردها أن الفريق كان قريبا من تحقيق الهدف المنشود لولا بعض الهفوات التقديرية وربما الظروف. كعادة جماهير كرة القدم في تونس وجه السواد الأعظم من أحباء النجم الساحلي انتقاداتهم لخط الدفاع الذي افتقد صلابته وتماسكه المعهودين في مباراة مصيرية كانت تتطلب حدا أدنى من التركيز للفوز بنتيجتها.. الانتقادات طالت أيضا المدرب فوزي البنزرتي الذي أخطأ في بعض التغييرات.

من حق جمهور النجم أن يعبّر عن الحسرة جراء ضياع لقب كان في المتناول وأن يطالب اللاعبين بمزيد من البذل والعطاء.. لكن في المقابل لا يجب أن تأخذه فورة هذه الحسرة إلى التشكيك في الجميع لاعبين وإطار فني ومسير وفي قدرة الفريق على التجاوز والعمل على استعادة توازنه في أسرع وقت ممكن وبالتالي العودة إلى نسق الانتصارات. آخر الأخبار التي عقبت رحلة الكونغو تؤكد رغبة زملاء غازي عبد الرزاق في التدارك والتجاوز بما أن نفس هذه الأخبار أكدت أن اللاعبين اعترفوا بتقصيرهم في حق النجم وجماهيره.. اعتراف يؤكد أن الفريق لم يكن في يومه رغم الظروف الموضوعية التي حفت بمقابلة أول أمس لعل أبرزها على الاطلاق الارهاق البدني والذهني للمجموعة إضافة إلى الغيابات والاصابات.

حمل الجميع دفاع الفريق قسطا كبيرا في التعثر وفي انقياده إلى هزيمة كان بالامكان تفاديها حيث ارتكب زياد بوغطاس أكثر من هفوة غير مقبولة من لاعب دولي مثله. بوغطاس يتمتع بإمكانات بدنية وفنية عريضة ما في ذلك شك لكنه مرهق بدنيا وذهنيا أكثر من غيره داخل المجموعة إلا أنه يبقى مطالبا بمراجعة نفسه خاصة أن الفريق مقبل على سلسلة من المواجهات الصعبة والمصيرية في البطولة الوطنية سوف تعقبها مسابقة قارية مهمة لا مجال فيها للمزيد من الأخطاء. عناصر الخط الخلفي للنجم مطالبون بتركيز أكبر مع معالجة مسألة «التواصل» فيما بين عناصره أثناء العمليات الهجومية للمنافسين وهي نقطة أخرى وجب تداركها على الفور من أجل منح الصلابة المطلوبة للنجم الذي يتأهب للدخول في رابطة الأبطال الافريقية موفى الشهر القادم.

لن ندعي في التدريب فلسفة لكننا نعرف أشياء كثيرة تمكننا من ابداء الرأي في كثير من المسائل الفنية وهذا ما يخول لنا القول بأن مدرب النجم ارتكب هفوة فادحة عندما عول على رامي البدوي كظهير أيمن وهو العائد من اصابة.. هذه الهفوة تلتها أخرى عندما لم يقع اقحام أيمن الطرابلسي مكان البدوي حتى لا يحرم الفريق من خدمات علية البريقي في الهجوم.. من بين الأخطاء الأخرى للبنزرتي اعتماده على مروان تاج مكان أحمد العكايشي في أواخر اللقاء في حين كان من الأجدى التعويل على أمير العمراني أو محمد العويشي... نعود لنقول ان ختيارات فوزي البنزرتي البشرية والفنية لم تكن أول أمس صائبة.

غريب أمر بعض أحباء النجم الساحلي الذين جاءت ردود فعلهم عنيفة وقاسية تجاه بعض اللاعبين عقب هزيمة فريقهم أول أمس ضد مازمبي الكونغولي قبل أن يتحاملوا على المدافع المحوري زياد بوغطاس ويحملوه مسؤولية الثنائية التي دخلت شباك أيمن البلبولي.. وهذا غير معقول ولا مقبول من جمهور كان طرفا فاعلا في مختلف تتويجات فريقه الأخيرة وسندا معنويا قويا لكافة اللاعبين، فالمطلوب مساندة بوغطاس وغيره من اللاعبين بدون استثناء تحسبا للاستحقاقات القادمة التي تتصدرها البطولة الوطنية وتصفيات رابطة الأبطال الافريقية.

شأنه شأن الفرق الكبرى التي تلعب على أكثر من واجهة لا يمكن أن نطلب من النجم الساحلي أن يكون مثاليا ومنتظما في أدائه ونتائجه ليعيد إلى الأذهان ما صنعه في المواجهات الساخنة في كأس الاتحاد الافريقي والبطولة الوطنية. صحيح أن عديد اللاعبين خيبوا الظن ولم يقدموا المنتظر منهم في مناسبة تدعوهم إلى «أكل العشب» لاقتلاع الفوز على مازمبي الذي بدا لنا سهل المنال لكن الخلاصة من هذه العثرة فإن النجم يترنح ولا يسقط.

نكد الحظ أبى مرة أخرى إلا أن يرافق المدافع رامي البدوي الذي ما إن عاد من إصابة واسترجع مكانه في التشكيلة الأساسية ليتعرض أول أمس إلى اصابة بليغة تمثلت في كسر على مستوى الأنف فرضت عليه الخضوع إلى عملية جراحية حال وصوله فجر أمس إلى تونس. ووفق التشخيص الأولي فإن البدوي سيركن إلى راحة لا تقل عن الشهر ليعود مرة أخرى إلى المشاركة في المباريات الرسمية.

لأن النجم الساحلي لا يتوجع على الألقاب القارية التي فاز بها كلها فإن ضياع كأس السوبر الثالثة ليست نهاية المشوار باعتبار أن لغة العقل تفرض استخلاص العبرة والالتفات إلى ما هو قادم مع العمل على معالجة مالاح من نقائص بالقدر الذي يتيح لزملاء محمد أمين بن عمر الاستمرار في لعب الأدوار الأولى في مختلف المسابقات.. هذا ما يجب أن تؤمن به الأطراف الفاعلة في فريق جوهرة الساحل بعد أن تكون قد طوت صفحة كأس السوبر لتفتح أخرى عامرة بكل معاني الأمل والتفاؤل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا