برعاية

عشرات المشاريع الرياضية المعطّلة:أين الخلل وما هو الحلّ ؟

عشرات المشاريع الرياضية المعطّلة:أين الخلل وما هو الحلّ ؟

لو صادف أن مرّ أحدنا من شارع محمّد الخامس سيقع بصره حتما على مشروع مدينة الثّقافة الذي ظلّ معلّقا. وينتظر الفرج شأنه شأن عشرات المشاريع الثقافية والتنموية والرياضية الرائدة، والتي بقيت أيضا متعثّرة.

الحقيقة أن ذلك المبنى الضّخم، وذلك الحلم «المعطل» رغم مرور الأيام والأعوام، هو عيّنة حيّة و»عشوائية»، وبسيطة قفزت الى أذهاننا، ونحن نتساءل عن المصير المجهول للمشاريع الرياضية الكبيرة التي وعد بها أهل الحلّ والعقد دون أن ترى النّور، ودون أن يتحصل الجمهور على تبرير يطفئ غضبه. ويمنحه بارقة أمل تساعده على التجلّد بالمزيد من الصّبر الى حين تجسيم الوعود على أرض الواقع.

نكاد نجزم بأن الوزراء المتعاقبين على تسيير رياضتنا، والنّهوض بشبابنا يصيبهم الدوار كلّما فتحوا أدراج مكاتبهم. واطلعوا على الملفات المتعلقة بالمشاريع الرياضية المزمع انجازها في مختلف جهات الجمهورية التونسية تنفيذا لمبدأ «اللامركزية»، ورغبة في توزيع «عادل» للمنشآت الرياضة في كامل أرجاء البلاد مع مراعاة خصوصيات الولايات والأقاليم. وتضمّ قائمة المشاريع المعطّلة والمتعثرة مخطّطات هندسية، وتصاميم معمارية لمدن رياضية بمواصفات عالمية. وتسرّ الناظرين. وتوجد في القائمة أيضا مشاريع «تاريخية» من المفترض حسب مهندسيها أن تقفز بالرياضة التونسية من «الهواية» الى «الاحتراف» الحقيقي، حيث لا مكان للـ«تسوّل»، ولا مجال لـ«التواكل»، والوقوف على باب الوزير للحصول على التمويل... ويمكن أن نستحضر في هذا السّياق أهم المشاريع الموعودة والمعلقة على غرار المدينة الرياضية في صفاقس، والمركب الرياضي التجاري بالمرسى الذي قيل انه سيكون شبيها بالأبراج الشاهقة في دولة الامارات. وسيخلص حسب أصاحب المشروع «القناوية» من جحيم الشتيوي، وحفره الكبيرة التي كثيرا ما هدّدت سلامة اللاعبين. وأربكت حسابات الفنيين. ويمكن التذكير أيضا بمشروع «دار الحكم» (تشرف عليه جامعة كرة القدم. وساهمت الـ«فيفا» في تمويله)، وفندق المنتخبات الوطنية، ومشروع اعادة الروح لملعب المنزه الذي أصبحنا نخشى عليه من «الانهيار» و»الاندثار»، وهذا فضلا عن المركبات الرياضية الحديثة التي وعد بانجازها بعض رؤساء الجمعيات «الغنية». ولن نغفل طبعا عن مشروع تحويل الأندية بصفة تدريجية الى «شركات رياضية» بطريقة تخلّصها من شوائب الهواية. وتفتح لها أبواب «الاحتراف» الحقيقي، وهو مشروع فعل طارق ذياب المستحيل لدفعه وتنفيذه. وقطع المشروع أشواطا عملاقة مع الوزير الحالي ماهر بن ضياء دون أن يظهر بعد الى النّور... وقد شكلت بعض المشاريع الرياضية في بلادنا «لغزا» محيرا في عيون الجماهير كما هو الحال بالنسبة الى مركب باردو الذي فتح أمس أبوابه لاحتضان لقاء «البقلاوة» والافريقي بعد جدل كبير حول صلوحيته...

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا