برعاية

أخبار الترجي الرياضي:المدب يجتمع باللاّعبين والسويح يضع الإصبع على الداء

أخبار الترجي الرياضي:المدب يجتمع باللاّعبين والسويح يضع الإصبع على الداء

يطير شيخ الأندية التونسية اليوم بإتجاه قفصة - وهي موطن أقدم الحضارات - وكلّه عزم على مواصلة الانتصارات لأنها السبيل الوحيد لإعتلاء منصّة التتويجات.

ويسافر فريق «باب سويقة» اليوم جوّا إلى قفصة، حيث سيواصل أبناء عمّار السويح بقية تحضيراتهم لمباراة السّبت أمام نجم المناجم، وهو أحد أشرس «المحترفين» الذين يعيشون في منزلة بين منزلتين في بطولتنا (أي بين أندية القمّة والقاع).

من المؤكد أن عمّار السويح الذي درّب في كلّ الرابطات. وأشرف على المنتخبات، والجمعيات الـ»صغيرة» والـ»كبيرة» تعلّم أن يحترم كلّ الخصوم، وذلك بغضّ النّظر عن حجمهم وترتيبهم لاقتناعه الشديد بأن موازين القوى بين الفرق قد تكون مختلّة من الناحية النظرية، لكن الميدان يظلّ الفيصل الوحيد بين الجميع وهي حقيقة وقف عليها حتما أبناء فريق «باب سويقة» في لقاء المنزه أمام شقيقهم «الأصغر» وهو ترجي جرجيس الذي تفوّق على «المكشخين» في عقر دارهم. وشكّلت تلك العثرة المفاجئة «صدمة» ايجابية لأهل الدار لمراجعة بعض الحسابات حتى يتجنّب الترجي كلّ المفاجآت. ويتفادى الفخاخ المنصوبة. ومن الواضح أن السويح حرص على الاطلاع على كلّ الايجابيات والسلبيات المتعلقة بنجم المناجم. وتشير الوقائع إلى أن نجم محمّد الكوكي صعب المراس داخل دياره، لكن ذلك لا يعني مطلقا أنه لا «يقهر». وانتصر النّجم داخل قواعده على النجم الساحلي وجرجيس والقوافل والإفريقي وسيدي بوزيد. وانهزم في ملعبه أمام بن قردان والنادي البنزرتي، ما يعني منطقيا أن شيخ الأندية التونسية بوسعه اجتياز هذا الامتحان بسلام حتّى وإن واجه بعض الصّعوبات.

تجاوز شيخ الأندية التونسية كلّ الصعوبات. وحقق أغلى الانتصارات بطولة وكأسا. ويسير الترجي إلى حدّ الآن بثبات نحو الهدف المنشود وهو استرجاع اللقب المحلي بعد كسب «المعركة» على حساب خصميه المباشرين على التاج وهما النجم الساحلي والنادي الصّفاقسي. ويبدو أن الجماهير الصفراء والحمراء على اقتناع تام بأن النتائج الايجابية تظل في صدارة الأولويات. وتمنّي النّفس في الوقت ذاته بنجاح عمّار السويح في معالجة الثغرات ليتسحن الأداء الفردي والجماعي، وتجنبا للـ»غصرات» كما حصل في مواجهة «القناوية» في المنزه. وقد انكب السويح وبقية المساعدين على تحديد مواطن الخلل، والبحث عن الحلول الكفيلة لتجاوزها قبل الاصطدام بنجم المناجم بعد غد في المتلوي، وذلك لحساب الجولة الثّانية إيابا من سباق البطولة المحلية. وساد الاقتناع بوجود اشكال واضح على مستوى منطقة وسط الميدان حيث تدور «أمّ المعارك». ولا يختلف اثنان حول الدور الكبير الذي يقوم به «الفيل» الايفواري «فوسيني كوليبالي» في سبيل النجاح في أداء مهمته المزدوجة بين هدم العمليات الهجومية، والعمل على معاضدة الهجوم حسب الامكانات المتوفرة بحوزته. ولئن كان مردود «كوليبالي» يبعث على الإرتياح (رغم أنه لن يبلغ الكمال، وسيحتاج الترجي مستقبلا إلى «بيفو» بمواصفات معيّنة)، فإن حسين الراقد أمام حتمية مراجعة نفسه، وبذل مجهودات أكبر. وينسحب الأمر ذاته على سعد الذي بوسعه أن يصبح أكثر نجاعة وفاعلية خاصة أن الآمال المعلقة عليه عريضة بالنظر إلى مهاراته الفنية العالية، وخطّته الحسّاسة بل «التاريخية» (بالنّظر إلى سحر هذا المركز، ومكانته المميّزة في ذاكرة الترجيين) على مستوى صناعة اللّعب والفرجة، وتوفير الحلول الهجومية، والمساهمة في تسجيل الأهداف. كما أن الاطار الفني بقيادة السويح والقصري والمولهي على وعي تامّ بالنقائص الموجودة في الدفاع وهي حقيقة لم يحجبها نجاح الخط الخلفي للنادي في عدم قبول أي هدف في خمس مواجهات محلية متتالية بين بطولة وكأس، وذلك ضدّ «الستيدة» والقوافل و»القناوية» والقصور والقصر. ويحتاج خطّ الهجوم بدوره إلى بعض التحسينات لإنهاء مسلسل الفرص المهدورة كما حصل أمام «القناوية» في المنزه. وقلنا مرار إن هجوم الترجي من نار، وهو ما تؤكده الأرقام (32 هدفا في 16 مواجهة من سباق البطولة)، لكن الفريق يملك كلّ المؤهلات للحصول على نجاعة أكبر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا