برعاية

هل سيارات الفورمولا 1 الحالية أسهل للقيادة من سيارات الحقبات السابقة؟

هل سيارات الفورمولا 1 الحالية أسهل للقيادة من سيارات الحقبات السابقة؟

أنه سؤال عمره من عمر رياضة الفورمولا 1 بحد ذاتها. سؤال عاد إلى الأذهان بفعل متوسط الأعمار المتناقص لسائقي الفورمولا 1 على خط الانطلاق فماهي الحقيقة؟

في معظم مجالات الحياة, يعتبر جعل شيئا ما أسهل للاستعمال أمرا إيجابيا. ولكن في الرياضة هذه القاعدة ليست دائما حميدة. من مضارب الجولف المعدلة إلى كرات القدم المحسنة “ايروديناميكيا”, العلم يحاول دائما التطوير على الرغم من الأصوات المتعالية بأن جعل الرياضات أسهل يحيد عن هدف الرياضة بحد ذاتها.

هل أصبحت الفورمولا 1 أسهل؟ لقد أضحت كذلك في نظر بعض الأوساط لكن هل هذا تقد عادل؟ الحقيقة معقدة أكثر من جواب بسيط بنعم أو لا. الرأي السائد لدى المحترفين بأن كل حقبة من الحقبات متضمنة الحقبة الخالية مختلفة وأن كل حقبة تتميز بخصائص تجعلها مختلفة عن الحقبة السابقة أو اللاحقة.

إن سائق الفورمولا 1 السابق والمعلق الحالي مارتين براندل يملك أفضل موقع لإعطاء رأي توضيحي. بخبرة قيادة تتراوح من سيارة خوان مانويل فانجيو لعام 1954 المرسيدس 196 إلى سيارة المرسيدس الحالية F1 W06 Hybrid  (والعديد فيما بينهما), قام براندل بقيادة 40 سيارة مختلفة على الحلبات. وهو يصر على أن مدى صعوبة القيادة يجب أن ينقسم إلى قسمين على الأقل: “أحدهما هو الجانب الجسدي والآخر هو التحكم بالسيارة. عندما تتحدث عن “السهولة” يجب التمييز بين الاثنين”

“السيارات التي وجدتها الأسهل للقيادة هي سيارات الريد بول مع محركات 2.4 ليتر V8 مع العوادم التوزعية Blown exhaust(استعملت بين أعوام 2010-2013) إنها تلتصق بالأرض حتى مع المطر الشديد. لم يكن الاستطاعة الدوس على دواسة الوقود بشكل كبير. أما السيارات الحالية(2105) فبإمكانك أن تسبب بانزلاقها عند أي منعطف في الطقس الجاف أو الماطر مع كمية العزم الكبير وكمية القوة اللحظية التي تأتي من البطاريات والتيربو”

“إن هذه السيارات أسهل للقيادة جسديا ولكن ليست أسهل لإبقائها على سطح الحلبة. أنا أحترم كثيرا السائقين الحاليين في مواقف مثل إعادة الانطلاق بعد خروج سيارة الأمان أو الطقس المتقلب. في المرات التي قدت فيها سيارات فورس انديا و مرسيدس (الهجينة) لم أستطع فهم مدى الدوس الذي توجب علي القيام به. هناك فائض كبير للقوة على التماسك”

“هذا لا يجعل أي سيارة سهلة للقيادة بالنسبة لي, في حال وجود فائض للتماسك على القوة, هذه تكون سيارة سهلة للقيادة”.

في الطرف الآخر من النقاش, براندل يشرح بأن التحدي الجسدي للسيارات الحالية مقارنة بسيارات الماضي قد اختفى ويأخذ تجربته لسيارة الفورس انديا VJM08 مثالا “لقد قدت لسارة الفورس انديا ل100 كم في طقس جاف وعلى إطارات ملساء. شعرت بأنني سأفقد السيطرة على السيارة في أي وقت ولكن لم أعاني من آلام في رقبتي. عمري 56 سنة و لم يجب أن يكون بمقدوري فعل هذا”

التحدي الجسدي لسيارات الفورمولا 1 آخذ بالاختفاء منذ 30 سنة وإلى الآن. بالاعتماد على سيارات ومحركات وإطارات منتصف الثمانينات( حقبة التوربو) كمؤشر, يشرح لنا السائق السابق والحكم الحالي ديريك وارويك كيف أن القوة الجسدية هي الفارق بين السيارات الحالية المزودة بآلية التوجيه القوي وسيارات التوربو المتوحشة في الثمانينيات

“تلك السيارات كانت متطلبة أكثر جسديا. لقد كانوا يضعونك في هذا الصاروخ مع 1350 حصان بخاري وبالكاد لديك وقت لتغيير السرعات. لقد كنت من أصلب المتنافسين جسديا ولكني أعتقد بأن تلك السيارات صعبة جدا للقيادة.صعبة بسبب التماسك المتوفر وصعبة أيضا بسبب التغيير اليدوي للسرعات بدون قوابض وبالأخص صعبة بسبب القوة الهائلة.

“هل كان ليمكن سائق من طينة ماكس فيرشتابين (مراهق) أن يقفز إلى السيارة والقيادة سريعا منذ البداية. أعتقد بأنه كان ليتعذب. أنا لا أقول بأن السيارات الحالية سهلة ولكنها مختلفة. ومع قولي هذا يجب الإشارة بأن السائقين العظام هم عظام في أي حقبة. نحن نتكلم عن أفضل السائقين في العالم. سوف ليتكيفون”.

هناك حجة لطالما تناقلت عن أبطال الفورمولا 1 مفادها بأن السائقين الأبطال ببساطة يمتلكون متسع أطول من الزمن مما يمكنهم من إعطاء طاقة ذهنية أقل للتحكم بالسيارة ووقتا أطول لفهم الصورة العامة. لكن الفورمولا 1 الحالية تضيق هذه الإمكانية حيث يجب على السائق القيام بعدد كبير من المهمات بجانب التحكم بالسيارة.

ابتداءا بضبط السيارة عند المنعطفات, مرورا بالتحكم بوحدة الطاقة, وإبقاء عين على استهلاك الوقود, شحن البطارية وانتهاءا بانتشار الطاقة. إدارة السيارة وقيادتها وجهان لعملة واحدة في هذه الحالة

يعترف روب سميدلي مسؤول أداء السيارات في فريق الويليامز بأن السيارات الحالية أسهل للقيادة من سيارات الماضي ولكن هذه السهولة تتوازن مع التعقيد الشديد لإدارة السيارة.

“وحدات الطاقة هذه شديدة التعقيد. انظر فقط إلى الكاميرا الداخلية فتشاهد كمية الرسائل التي يتلقاها السائق, كمية الإدارة التي يتوجب عليهم القيام بها. من وجهة النظر هذه, تكون السيارات أصعب للقيادة ولكن بما أن السيارة أسهل للتحكم هذا يعني بان الإدارة تسمح لهم بذلك.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا