برعاية

كونجرس الصحافة العالمية.. "كش ملك"!

كونجرس الصحافة العالمية.. "كش ملك"!

من الممكن أن نشبه مسيرتنا في قطر كإعلام وكتنظيم لمونديال عالمي بعد ست سنوات، منذ أن أعلن عن تنظيمنا لمونديال العمر يوم الثاني من ديسمبر 2010.. كسفينة أبحرت في محيط متلاطم بأمواج الزيف والترصد والحقد والخداع، والتي تماسك من خلالها أفراد السفينة من أكبرهم إلى أصغرهم، مع مساندة محبيهم ومن يعرفون قيمة هذا المونديال للخليج والعرب والشرق الأوسط، فقادوها لتصل لمرحلة كهذه. أصبحت معها هذه السفينة أشد بأسا وأكثر جرأة في مواجهة العواصف، بل وطوعت البحر وأمواجه لتكون في صالحها.. كشاب صغير من قطر كان تواجدي في محفل كونجرس الصحافة العالمية في نسخته التاسعة والسبعين تجربة مثيرة، مجرد رصدها من زاوية مختلفة يعد أمرا إيجابيا أرصده بكل فخر.. فما سمعته أذناي وما رأته عيناي كان شيئا جميلا يسجل بمداد الفخر لوطني قطر، أحببت أن أشارك المتابعين من خلاله.

"حوار الشرق والغرب" واحدة من الندوات العملاقة تلك التي ضمت الإعلاميين مصطفى الأغا وماجد الخليفي وبدر الدين الأدريسي وعبدالعزيز الغيامة ورفقت ثياجو دياز من الجلوبو البرازيلية ومويزسس من تلموندو الأمريكية وغاي ستروك من فرنسا وهليسبورج من ألمانيا وأجويلار من الموندو ديبورتيفو الكتلونية، وأيضا نيل كاستيس صحفي الصن اللندنية الشهير.. وجه العالم للمترصدين لمونديال العمر رسالة واضحة بأن رصيدهم من المحاولات اليائسة انتهى حيث تلقى نيل كاستيس أسئلة الإعلامي مصطفى الأغا بحرج شديد تهرب من خلاله بالتبرؤ مما حدث سابقا، وإظهارهم على إنها معركة خاصة بالفيفا وليست بقطر.

والحقيقة المتكشفة أن الإعلام الإنجليزي يعيش في كوكب لوحده بعيدا عن العالم.. غاي ستروك قال إن قطر خليط من عدة حضارات، لذا من الطبيعي أن تحظى بمونديال مميز، أما فرانشيسكو أدويلار فقد استشهد بشهادات النجوم الأسبان، والتي اختصرها بأن قطر دولة عظيمة وستنظم كأس عالم أعظم، الأمريكي مويسس قال إنه رأى أناس مستعدين لاستضافة العالم بأيدي مفتوحة.. ثياجو دياز ورغم إن بلده البرازيل نظمت المونديال الماضي، فقد قال إنه يتوقع نسخة مونديالية تفوق كل ما سبقتها، وعبد العزيز الغيامة لخص الحدث وقال إن تاريخ 2 ديسمبر 2010 كان مهما ليس لقطر فحسب بل للعرب جميعا.. هنا أعلن صحفي الصن نيل كاستيس استسلامه وكأن العملية كانت أشبه بـ"كش ملك" حيث تفاجأ بما رآه من استعدادات وتنظيم للعمال عكس ما تم نشره سابقا وهو ما يتجاوز كل قواعد الإعلام التي تشترط على الصحفي أن يكتب الحقيقة وما يراه.. ليكتشف الجميع أن الإنجليز يسبحون في تيار لوحدهم...وكما قيل فإن العنصريون سيصابون بالحسرة.. وهم يرون قطر تنجح في تسير دفة الإعلام العالمي رفقة الإعلام المميز.

توقيت الكونجرس ... ضربة معلم

الأحداث المتواكبة مع الكونجرس كانت في حد ذاتها ضربة معلم فالتوقيت كان مميزا.. الإعلاميون ارتبطوا بتاريخ قطر وشاهدوه متمثلا بمعارض كتارا التي تتحدث عن تاريخ الكرة والرياضة في قطر، وهي إجابة عن تساؤل مهم عن أرث رياضي مميز للرياضة في قطر.. زار الإعلاميون مباريات بطولة الكأس الدولية تحت 17 عاما حيث شاهدوا كيفية تنظيم كأس عالم مصغرة للأندية موسمية، وشاهدوا المستوى الرفيع والاهتمام بالنشء.. مع وجود طواف قطر للدراجات الذي اختتم بالأمس.

أما أهم ما شهده الـ341 إعلاميا هو الثلاثي الآتي: ملاعب المونديال، سكن العمال، واليوم الرياضي.. في الثلاثة أيام شاهد الإعلاميون ملاعب اقترب بعضها من ساعات الافتتاح، أما سكن العمال فما شهده الإعلاميون لخصوه بأنه أمر فاق الوصف وما يعيشه العمال في قطر شيء يقبطهم عليه كل عمال العالم.. مشاركتهم لأهل قطر مواطنين ومقيمين فعاليات اليوم الرياضي جعلتهم يتواجدون في الملعب الكبير في الدوحة حيث أينما اتجهت انبهرت بمسيرة الرياضة المستمرة.

ما بين كل هذه الأحداث امتاز الكونجرس بوجود الندوات المستمرة حيث عقدت الندوات التي تتحدث عن المونديال بلسان صانعيها مرورا بمشروع "الريل" وندوات حقوق الإنسان.. كما إن الإعلاميين استغلوا الوضع وقابلوا المدرب الإيطالي زولا الذي فند الشائعات أيضا وتحدث عن مونديال نموذجي في قطر.

وتظل خطوات تكريم المدرب السوري أسامة العبد المحسن وابنه زيد وهو اللاجئ السوري الشهير الذي يدرب ناشئي خيتافي الإسباني، وتكريم كبار الإعلاميين كالوالد فيصل القناعي ومحمد المالكي وتكريم فريق عمل جياني ميرلو وفريق عمل الإعلام القطري. رسائل من قطر بلد الإنسانية للعالم أجمع مفادها إننا لا ننسى من جد واجتهد وضرب المثل في عالم الرياضة والإعلام.

شباب قطر ولجنة الإعلام..أنتم تذهلون العالم

سينتابك شعور مزدوج حين تتواجد في قاعة المجلس في فندق شيراتون حيث تتلاقى ملاعب مونديال قطر 2022 بتصميمها الأخاذ مع صور تاريخية للمؤرخ سلطان جاسم فيها قديم كرة القدم القطرية، وما بينها أيضا أدوات لبدايات الإعلام القطري تتواجد من خلالها أيضا الأجهزة الحديثة التي تنقل للمشاهد يوميا جلسات وكواليس وأحاديث الملتقى.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا