برعاية

«مانسينا».. انتقائية وتعصب وعبث بالتاريخ الرياضي

«مانسينا».. انتقائية وتعصب وعبث بالتاريخ الرياضي

    لم يعد معظم الإعلام الرياضي في مختلف قنواته وسيلة للتوضيح والتنوير والتثقيف وكشف الحقائق وإزالة غبار الكذب والتدليس والتزييف عن أي حدث يستحق أن يوضع في قالبه الحقيقي، أصبح جله منابر مصدر للجهل والتجهيل، والتعمية وحجب الرؤية عن الحقائق التي يعرفها الكبير والصغير والجاهل والمتعلم، والرياضي وغير الرياضي، والإثارة المفتعلة، والانصياع لنزوة التعصب والانحياز لصالح الفريق المفضل وطمس أي حقيقة تكون ضد تاريخ البعض، هكذا اراد أن يفعل برنامج "مانسينا" الذي أتى بما لم يأت به الاوائل، اراد أن يكون قويا ومشاهدا من الجميع، ولكن على حساب من؟... على حساب غياب المصداقية وحجب الكثير من الحقائق حتى وإن حاول مقدمه الزميل عبدالعزيز البكر الذي نراه الآن أحد أبرز مقدمي البرامج التحليلية في الناقل الرسمي للدوري السعودي ايجاد الاعذار والتبريرات عبر حسابه الشخصي في "تويتر" بطريقة تفوح منها رائحة الحرج نتيجة المغالطات، وربما اكتشاف الحقيقة والندم على ردة الفعل التي تمقت التدليس، تحدث عن خطأ تحكيمي واحد الأغلبية اتفقوا أن الحكم اتخذ قراره بالغاء الهدف لأن هناك خطأ حدث قبله بشهادة الكثير من الرياضيين وأولهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبدالله الفيصل يرحمه الله، ولكن الذين لايريدون الحقيقة اتخذوه وسيلة لترويج الاكاذيب وجب ما قبله وبعده من كوارث تحكيمية اصبحت ماركة مسجلة باسم رئيس اللجنة الحالية وبعض زملائه وتلاميذه لصالح فرق معينة، والمضحك أكثر عندما حاول البرنامج تمرير الاكاذيب أن خطأ محمد النزهان تسبب في استعانة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالحكام الأجانب لإدارة المباريات المهمة، ولم يعلم معد البرنامج ومقدمه أن قرار الاستعانة كان بعد مباراة الاتحاد والأهلي في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1424ه بقيادة معجب الدوسري في الرياض يومها اوقف هذا الحكم ستة اشهر، وجاء في بيان رعاية الشباب حينها قبل انفصالها عن اتحاد الكرة: "أوضحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أنه بناء على الموافقة السامية التي صدرت على ما تم رفعه من قبل الرئاسة حيال تجربة الاستعانة بحكام أجانب على المستوى الدولى لادارة المباريات فسيتم البدء بنهائي كأس ولى العهد والمربع الذهبي والمباراة الختامية لكأس دورى خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي الحالي، وهذا الاجراء ما هو الا لتطوير مستوى كرة القدم السعودية مع التأكيد التام بالثقة المطلقة المعهودة بالحكم السعودي ولجنة الحكام".

حاولوا تمرير كذبة «الحكم الأجنبي» فكشفهم قرار إيقاف معجب

واضافت في بيانها في شهر مارس 2004 بعد نهائي الاتحاد والأهلي الذي كسبه الأول: "هذا الأمر سيكون على سبيل التجربة للموسم الحالي على أن تقيم من جميع الجوانب فى المستقبل ومن باب اكتساب الخبرات في مختلف المجالات ومن ضمنها التحكيم والاستفادة من الاتفاقيات الرياضية الموقعة مع عدد من دول العالم المتقدمة في رياضة كرة القدم".

وحتى يعرف المتابع مآرب مثل هذه البرامج وأن الهدف لم يكن حفظ التاريخ ونبش الحقائق وتقديمها على طاولة المتلقي خالية من التشويه والتزييف كما فعل برنامج "مانسينا" من تجاهل لأشهر المباريات التي حفلت باخطأ تحكيمية فادحة ليس أولها ولكن من ابرزها نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 1407ه بين النصر والهلال بقيادة رئيس لجنة الحكام الرئيسية الحالية عمر المهنا، والخطأ الشهير الذي احتسب ضد عبدالرحمن التخيفي وهو في الأصل لصالحه وجاء منه هدف الفوز للفريق الأصفر فعدل مسار بطولة، وكوارث ابراهيم العمر الشهيرة بين الهلال والنصر في نهائي الدوري عام 1415ه في جدة، وهذا يحتاج إلى برامج وليس برنامج واحد، ونهائي كأس الاتحاد بين الاتحاد والنصر ايضا في جدة 1418ه بقيادة محمد السويل ويد مهاجم النصر حسين هادي التي جلبت لفريقه البطولة، ثم كارثة عمر المهنا في مباراتي الهلال والنصر وهدف خميس العويران في المربع الذهبي عام 1417ه الذي الغي بسبب نظرته لحارس النصر من دون الاحتكاك فيه، وجزائية المهاجم الكولومبي "الأشهر في تاريخ المسابقات السعودية" الكاتو، عام 1421ه، بالمربع الذهبي ايضا، وهدف النصر الشهير في مرمى الروضة عام 1415ه في الدوري بالاحساء يومها اخترقت الكرة المرمى فاحتج النصر عليه واُجبر السويل على الغائه، ولو اراد البرنامج بالفعل كشف الحقائق لاستعرض اسماء الحكام الذين اوقفوا ولماذا وفي أي مباراة ومسابقة ومن الفريقين المتباريين، ولكنه تعامل مع المشاهد على طريقة "لاتقربوا الصلاة ثم سكت".

هذه الكوارث وكوارث تحكيمية أخرى نساها برنامج "مانسينا"، وليت الزميل البكر والمعد يغيره إلى برنامج "نسينا" او "جُهلنا"، فالحلة التي ظهر بها تكشف أحد امرين، التعصب والانتقائية ومحاولة تمرير المغالطات وتقديمها على أنها حقائق مسلم بها، وموجودة في كتب التاريخ الرياضي والتضليل على طريقة الفريق الذي فاز في بطولتين في عام واحد وشهر واحد ويوم واحد وبتشكيلة واحدة، وهذا ربما لا يحدث الا عبر مثل هذا البرنامج وكتب التاريخ المزورة أو أن المهنية لديه تحتضر.

اما من يقول أن الهدف الملغى أثر على العلاقة بين لاعبي الاتحاد والهلال وكان سببا في الهزائم التي تعرض لها المنتخب خصوصا ثمانية المانيا الشهيرة وتراجع مستوى الكرة السعودية، فماذا لم تؤثر كوارث المهنا والعمر والسويل وسعد ربيعة على العلاقة بين لاعبي الهلال والنصر؟، على الرغم من أنها اشد من اخطاء ظافر ابو زندة، ايضا لم يعرض البرنامج الأخطاء التي اوقف بسببها معجب بين الاتحاد والأهلي وكانت سببا في الاستعانة بالحكم الأجنبي الذي كان له تواجد منذ عهد الحكام الأجانب ماقبل عام 1388ه بدري قايا وجزمي بشار والمشنوق ومحمد الجمل وغيرهم؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا