برعاية

4 سنوات على مجزرة بورسعيد.. ماذا تغير في الكرة المصرية!؟

4 سنوات على مجزرة بورسعيد.. ماذا تغير في الكرة المصرية!؟

لم يكن أحد ليتصور أن الاحتقان الذي سبق مباراة الأهلي والمصري على ملعب الأخير بالدوري المصري سيتحول إلى مأساة وكارثة بكل المقاييس، بمقتل 72 من مشجعي الفريق الضيف.

فلم تعرف الكرة المصرية وربما الكثير من ملاعب العالم كارثة أودت بحياة هذا العدد من المشجعين، لتنزف الكرة المصرية دماً ويدفع صغار المشجعين ثمن الاحتقان وربما الإهمال أو التقصير أيضا.

وكعادة أي حدث جلل يصيب الرياضة المصرية، تخرج ردود الأفعال الغاضبة من كل الأطراف  ثم تهدأ موجة الغضب وتعود الأمور مثلما كانت عليه وربما أسوأ.

اليوم وبعد مرور 4 أعوام على تلك الكارثة بات السؤال المطروح هو ماذا تغير في الكرة المصرية عبر تلك السنوات، سواء كان الملاعب أو الإجراءات الأمنية، أو الجماهير أنفسهم أو المسئولين في الرياضة والأفكار بشأن تجنب تكرار الكارثة.

الحقيقة أن شيء لم يتغير، فلا أدل على ذلك من واقعة استاد الدفاع الجوي التي أعقبت مذبحة بورسعيد بـ 3 أعوام، وهو ما يؤكد أن الجميع لم يستوعب الدرس، سواء فيما يتعلق بإجراءات التأمين أو في الجماهير أنفسهم.

وربما يمكن القول بأن عودة الجماهير إلى المدرجات أمر شبه مستحيل في الوقت الراهن، فهناك عدة شواهد تؤكد  أن الأمر ليس بهذه السهولة.

وإذا نظرنا إلى أطراف المنظومة وقت وقوع أحداث المجزرة وحتى الآن نجد أنه لم يتغير أي شيء، ولم تستوعب مصر أو الكرة المصرية الدرس القاسي.

ربما تكون تحديات الأمن قد زادت في ظل الظروف السياسية للبلاد، لكن دائما يجب التفريق في التعامل بين مشجع الكرة والمُخرب أو المفسد أو الخارج على القانون، فإذا كانت الأمور تسيطر وفق خطط أمنية محسوبة بدقة تضمن سلامة جميع العناصر لما تكررت أحداث بورسعيد من خلال وقوعها في ملعب آخر بطريقة مشابهة عبر التدافع والسقوط إثر اشتباكات.

وهنا يمكن التأكيد على ان اشتراطات الأمن والنيابة عقب احداث بورسعيد للملاعب من أجل استضافة الجماهير لم يتحقق منها الحد الأدنى، فهناك خلل في المنظومة التي من خلالها يتم التعامل مع عملية دخول وخروج الجماهير من المدرجات وليس هناك خطط بديلة أكثر احترافية.

كما أوضحت مباراة مصر وليبيا بأسوان وإطلاق غاز مسيل للدموع أن الخلل مازال قائما في فكرة التعامل مع الحشود الجماهيرية.

إذا كانت الإجراءات الأمنية مازالت بحاجة لإعادة النظر، فإن الجماهير أيضا لم تراجع حساباتها وسط بيانات وتشدق بعبارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولعل ما قاله الفرنسي أرسين فينجر مدرب أرسنال الإنجليزي قبل أسابيع بشأن زيادة التعصب الجماهيري نتيجة لمواقع التواصل الاجتماعي امر لا يمكن الاختلاف عليه، فقد عزز الصراع عبر تلك المواقع الصدام ما بين الجماهير والاحتقان بشكل واضح لدرجة تجعل الترقب عنوان أي حدث يتوقع أن يشهد حضورا جماهيرياً.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا