برعاية

قضيّـــــــة رياضيـــــــــــــة:«معركة» انتخابية في جامعة كرة القدم:«تحالفات»، «تكتلات» ومصلحة الكرة التونسية في ذيل الاهتمامات

قضيّـــــــة رياضيـــــــــــــة:«معركة» انتخابية في جامعة كرة القدم:«تحالفات»، «تكتلات» ومصلحة الكرة التونسية في ذيل الاهتمامات

توجد في تونس عشرات الجامعات الرياضية (أكثر من 40 جامعة). ومن الواضح أن جامعة كرة القدم ظلّت دائما الهيكل الأهم، والأكثر قوّة، ونفوذا وتأثيرا، رغم أنها «فاشلة»، وغير ناجحة كما هو الحال بالنّسبة إلى بعض مثيلاتها في ألعاب القوى وكرة اليد والسّباحة... وغيرها من الجامعات «المهمّشة» اعلاميا، والفقيرة ماديا، والغنية بإنجازاتها والفخورة بأبطالها.

وتستمدّ جامعة كرة القدم أهميتها الكبيرة من اشرافها على اللّعبة الشعبية الأولى في الجمهورية التونسية، و»وصايتها» التاريخية على المنتخبات الوطنية. كما أنها منضوية تحت لواء «مافيا» الـ»فيفا» وهو ما يمنحنها «حصانة» دائمة تحميها من تدخلات الجهات السياسية في تونس. وتقيها شرّ «الأعداء» وهي حقيقة أكدتها الأزمات «الدبلوماسية» التي عاشتها خلال السّنوات الأخيرة جامعة الجريء مع الوزراء الذين سرعان ما استسلموا لمشيئة الجامعة. وأدركوا أن «الحرب» عيها من خلال اتهامها بـ»التقصير» كما فعل طارق ذياب الذي كان قاب قوسين أوأدنى من «حلّها»، أوعبر التدخل في شؤونها كما حدث مع ماهر بن ضياء خاسرة، ولا طائل منها. ويبدو أن الكثير من «الطامعين» في منافسة الدكتور وديع الجريء على هذا المنصب الرفيع في جامعة كرة القدم على اقتناع تام أيضا بحجم القوّة التي تتمتع بها الجامعة. ومن الواضح أنهم سيفكرون ألف مرّة قبل خوض «المعركة» الانتخابية التي أصبحت على الأبواب.

قوّة رهيبة رغم الفشل الذريع

لقد أظهر الدكتور وديع الجريء على امتداد السنوات الأربع التي قضّاها على رأس الجامعة أنه يملك قوّة رهيبة. واستطاع مكتبه أن يصمد في وجه العواصف. وتحدّى غضب الـ«كبار» مثل «ليتوال» والترجي و«السي .آس .آس» والافريقي. وتفوّق على وزارة «الامبراطور» طارق ذياب الذي كان يعتزم دفع وديع للخروج من الباب الصّغير بتهمة «التقصير» خاصة في ظل الفشل الذريع الذي لازم الـ«نسور» في كلّ المسابقات والتظاهرات. وعاشت الكرة التونسية في عهد الجريء أبشع الفضائح الكروية. ويكفي أن نستحضر قضية التسجيلات الصوتية التي تدين عدة أطراف بالتلاعب بنتائج المقابلات الرياضية، وهذا فضلا عن المهازل التحكيمية، و«الحروب» الكلامية مع الوزارة واللّجنة الأولمبية، وكذلك النتائج «الكارثية» للمنتخبات الوطنية التي تخلفت عن ركب المتأهلين إلى المونديال. وستتغيب عن أولمبياد البرازيل في الصّيف القادم. كما شهدت ولاية الجريء تحركات كبيرة للمطالبة بسحب الثقة منه. وفضّل بعض زملائه في الجامعة الرحيل لحفظ ماء الوجه كما فعل بلخيرية وبوجلال بوجلال، ولكن كل هذه المشاكل والضربات الموجعة التي تلقتها جامعة الجريء زادته اصرارا على «القتال» للبقاء في الكرسي. وقد تكون صورة المكتب الجامعي الحالي في الحضيض، لكن الوقائع تؤكد أنه قد ينتصر بالضربة القاضية على خصومه إذا قرر الدكتور الاستسلام لسحر الكرسي، وبريق المنصب. ونزل بثقله في الانتخابات المرتقبة للجامعة (ربّما يوم 18 مارس أوفي مطلع أفريل). وقد بان بالكاشف أن مكتب وديع يستمدّ قوته من دعم «المهمشين» و»المنسيين» في الجهات. ويعتمد على سياسة المال مقابل الولاء والطّاعة. ومن المؤكد أن كل المتابعين لجلسة الجامعة في ضاحية قمرت لاحظوا أن الجريء ركّز في خطاب «المغالطات» والانجازات «الوهمية» على مسألة التمويل. وألح الحاحا على أن مكتبه وفّر حوالي 30 مليارا للأندية بين 2012 و2015.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا