برعاية

رسالة إلى أحمد عيد

رسالة إلى أحمد عيد

    سعادة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لتعذرني في بادئ الأمر أن أدخل في صلب الموضوع بعيداً عن التحايا المكررة والمقدمات المطولة، فواقع الحال لا يسمح باستنزاف هذه الرسالة المقتضبة في المجاملات وشرح المواقف بتعليلها أو تبريرها.

في البدء حق لك عليّ أن أقول ما لم يقله أحد من معارضيك لأسباب شخصية، فهم لا يريدون منحك أي شهادة صغيرة كانت أم كبيرة، وإن كانت شهادة حق، ولا من مؤيديك لأسباب مصلحية فهم كما عرفناهم "مع من غلب"، ويكفي أن تدير رأسك الآن لتكتشف أنهم لم يعودوا حولك ولا خلفك وهم الذين أشعروك يوماً بأنهم جاهزون ليذبوا عنك ولو بأشفار عيونهم.

أقول - وقد قلت ذلك من قبل- وأعيده اليوم بكل وضوح ودون أدنى مواربة أن من يحملونك اليوم كل أسباب الفشل في قيادة الاتحاد إنما يفتئتون على الحقيقة، ويقفزون على الوقائع، فقد تسلمت تركة ثقيلة من الأخطاء الجسيمة، والفوضى المتراكمة، والفشل المتتالي، وأعلم أن ما كنا نراه لم يكن سوى رأس جبل الجليد، فيما كنتَ تقف على كل ذلك الركام الذي ضخمته القرارات الارتجالية، والخطط العشوائية.

أقول ذلك بكل تصالح مع نفسي في وقت تخلى عنك فيه أقرب المقربين وأكثر المستفيدين، وأنا الذي لم أقتنع يوماً ولا زلت بقدرتك على قيادة سفينة الاتحاد إلى شواطئ النجاح لأسباب نقدية وليست شخصية، لا حين أعلنت ترشيحك ولا بعد أن فزت بقرار من صناديق الاقتراع، ولا زلت حتى اللحظة أتمنى أن تغادر ومجلس إدارتك بيت الكرة السعودي وتغلقون الباب خلفكم بعد أن تسلموا مفاتيحه.

أقول ذلك وأنا الذي قلت ما قلت وكتبت ما كتبت طوال الأعوام الثلاثة الفائتة متتبعاً لأخطائك، وراصداً لتجاوزاتك، وواقفاً على كل محطات فشلك، وعلى الرغم من كل ذلك لم يمنعني موقفي المعلن من الذهاب خلفك إلى "كونغرس البحرين" حين ترشحت للمقعد التنفيذي الآسيوي داعماً لك باعتبارك ممثلاً للوطن، على الرغم من يقيني بأنك قد خطفت ما لا تستحق من يد من يستحق، وأعني بذلك ياسر المسحل الذي كان الأمل في وقت عزّ فيه الأمل، وحين أُعلِن فوزك وجدت نفسي أترك مقاعد الصحفيين الخلفية لأشق صفوف القاعة مهرولاً صوبك حاضناً ومهنئاً وداعياً لك بالنجاح.

هذه الحقيقة التي لا يقول بها أحد من مناوئيك اليوم فجوراً في خصومتهم معك، أقولها من دون أن أعفيك مما حاق بالكرة السعودية على يديك وأعضاء مجلسك من توهين للمنتخبات الوطنية حتى بتم تذرفون الدموع وتطلقون الآهات لعبور أي تصفيات آسيوية، وكأننا قد حققنا كأس العالم فيما تتقاذفون كرة النار حين تودعون البطولات من دورها الأول والتي باتت ماركة مسجلة باسم المنتخب السعودي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا