برعاية

الأهلي.. وكذبة الاستثمار

الأهلي.. وكذبة الاستثمار

بلغت ديون بعض أندية "جميل" 500 مليون ريال سعودي نتيجة الهدر الكبير ولعبة السماسرة التي وجدت سوقاً رائجة لدى من يملك المال وغاب عنه الفكر وحق العقل في أن يكون رقيباً عليه. تلك هي الحكاية وفصولها التي تقصم ظهر أي مطالبة بتطوير العمل الإداري، طالما أن الرئيس العام لرعاية الشباب يكافئ من تسبب في هذا الهدر بالحماية من الهبوط للدرجة الأدنى لدوري عبداللطيف جميل. فلماذا لا يشع نور دوري الدرجة الأولى بأندية النصر، الهلال، والاتحاد التي لها النصيب الأكبر من هذا الإسراف واللامبالاة، وكأنها تضع خنجر الحسرة وألم قلة ذات اليد والعوز في شعور بقية الأندية، التي تصارع بفكر راق وعقلية منظمة من أجل أن توازن بين ماذا تريد وما يمكنها أن تعمل وتحصل عليه. ومع هذا تجد باب الرجاء أحيانا كثيرة كأنه صخرة صماء لا أذن تسمع ولاعين تبصر، فطاب لنجران الصراخ كثيراً حتى هطل المطر بفعل رأي سديد ليس لصاحب الشأن أن يسكت أمامه.

لا ينكر أحد علينا فيما ذهبنا إليه، فرعاية الشباب وضعت رقيباً على هذه الأموال تثق هي بقدراته ويرى النادي أنه الأجدر بإحداث توازن في ميزان الصرف، وحل معضلة الإفلاس في ابتكار الحلول لقضايا تأتي تباعاً، فقد كان سلمان المالك من الجانب النصراوي وطارق التويجري من الجانب الهلالي هما الضامن والمساند لفزعة الغطاء المصرفي كي لا تذهب الأندية الكبرى نحو الهاوية، فسلام على إدارات الاستثمار في برجها العاجي وسلام على نبرة تحد سمعناها مراراً وتكراراً ولكنها أضحت كدقيق نثروه في يوم عاصف.

النادي الأهلي الذي فرق عن الجمع وبات راقياً بفعل ما نشاهده من توازن ونتائج استثمار جعلته بدائرة الأمان والبعد عن خوف الكارثة أو حرج الشح في الميزانية أمام الرأي العام وجماهير ناديه، فالفوز بعقد الخطوط القطرية أعطى قدرة مالية جيدة إضافة للدعم الشرفي المساند له، لا أتحدث عن بطولة لها عوامل عدة لا تخفى على من يعيش في الوسط الرياضي ويتابع ما يحدث فيه، فقد لا يملك الأهلي منها كثيرا غير أنه فكريا برز وبز الجميع ونال قصب السبق.

وعند مناقشة الحلول لماذا لم يفكر القائمون بالأمر على مناقشة هؤلاء الرؤساء عن سببها وكيف تكونت هذه الطامة على رؤوسهم دون أن يكون لهم دور في حسن إدارة الأزمة، فهل السبيل هو الاستدانة، ولماذا لا تتسلم الرئاسة كل مداخيل الأندية حتى تسدد كل ما عليها من ديون، ولماذا لم تبادر بعرض عدد من لاعبيها على لائحة الانتقال كي تحصل على المبلغ المطلوب ومن ثم يعود النادي لوضعه الطبيعي، أم أنها كانت تدرك أن الأسعار غير حقيقية، وبالتالي لن تستطيع أن تجد من يشتري وتصبح في وضع حرج أمام الجميع وهي التي تطالب بأن تكون وزارة، فكيف يتسنى لها ذلك وسط هذه الفوضى والمتاهات التي خطتها صراعات يقودها الهوى ويذكي نارها صوت المصدرجية.

وكم من كلام قد تضمن حكمةً

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا