برعاية

الباراس بارافاس قنبلة ملاعب الأرجنتين الموقوتة

الباراس بارافاس قنبلة ملاعب الأرجنتين الموقوتة

صنفت بالجماهير الأكثر عنفاً وخطورة في عالم كرة القدم وربما في العالم.شبكة منظمة من العصابات معروفة بإسم "لا باراس بارافاس" تمارس نفوذها على الأندية في الأرجنتين مستفيدة من صلاتها السياسية المتينة و المبالغ المالية الضخمة التي تجنيها،سيطرتهم أثارت غضب المحللين و علماء الاجتماع و جماهير الكرة ومتابعيها.

تقسم روابط الباراس بارافاس حسب تشجيعها للأندية فكل منها تتبع لفريق معين و مدينة تبسط سيطرتها عليها وتمارس فيها أعمالها غير الشرعية ،ومن أكثر هذه المجموعات نفوذاً وقوة باراس بارافاس الأندية التالية:

الـ 12 مشجعو بوكا جونيورز

الشياطين الحمر مشجعو فريق إندبندنتي

سكارى المدرجات مشجعو ريفر بليت

الحرس الإمبراطوري مشجعو راسينغ كلوب

وفقاً للصحفي و عالم الاجتماع خوسيه غاريغا الذي أمضى 10 سنوات في دراسة تلك الظاهرة "أنتشر مصطلح البارا بارافا في عام 1970 وأطلق في البداية على مجموعات من المشجعين نظموا أنفسهم لحضور المباريات، و تشجيع فرقهم بطرق احتفالية كحمل الأعلام و إطلاق الألعاب النارية.

لاحقا في 1980 تحولوا إلى انتهاج العنف و الجريمة وهذا ما ميزهم،ومقابل الانضمام إليهم كانوا يوفرون تذاكر مجانية لحضور المباريات ،دعوات إلى لقاءات في يوم المباراة حيث توزع المشروبات و المخدرات.

في هذه الأيام تعتبر اشتباكات البارابارفاس جزءاً من كرة القدم والوفيات شائعة" ووفقاً لمنظمة "فلننقذ كرة القدم "الأرجنتينية قتل 5 أشخاص سنوياً في أعمال عنف مرتبطة بكرة القدم بين عامي 2000و 2009 و تضاعف العدد في الفترة ما بين 2010 و 2014.

يرعى غاريغا أن الباراس بارافاس و عنفهم أصبح يخدم قضية اجتماعية بالنسبة لفئات المجتمع الفقيرة ،فقد تشكلت في البداية من شباب الأحياء المتواضعة معيشياً بدافع الانتماء إلى قوة اجتماعية فاعلة يدل العنف فيها على الشرف.

يقول غاريغا :"إن العنف الذي يمارسه الباراس هو عنف الإغوينتي (الشجعان) ،وهو مرموق للغاية ،من يشارك في هذه المعارك يحصل على الهيبة و الاحترام."

تنتقل هذه الهيبة إلى المجتمع المحلي و يحصل عضو الباراس بارافاس على امتيازات كسرير في مستشفى حكومي ،تسهيل المعاملات الحكومية ،وهو قادر على حماية منزله وحيه من المجرمين.

الجوانب الغير شرعية لحياة الباراس بارافاس:

قتل قرابة 179 شخصاً في الأرجنتين بسبب عنف الكرة داخل و خارج الملاعب بين مشجعي أندية مختلفة وأحيانا مجموعات متناحرة من مشجعي نفس الفريق.

في مقابلة مع صحيفة الغارديان قال عضو الباراس بارافاس السابق خوسيه ميندز :"هؤلاء الأشخاص خصوصاً زعماء الباراس بارافاس لا يأبهون من تكون ،لو عبثت معهم سيطاردونك ويلاحقون عائلتك ،لسوء الحظ أغلب من يمارسون العنف يتمتعون بالحصانة بسبب فساد رجال الشرطة أو لكونهم أعضاء باراس بارافاس."

خدع ضباط الشرطة في بوينس آيريس رؤوسائهم وزودوهم بمعلومات كاذبة حول موقع مشاجرة بين مشجعي بوكا جونيورز ،أدى ذلك إلى مقتل أثنين من المشجعين ،وفي 2013 اعتقلت الشرطة دييغو أوتشوا زعيم باراس فريق نيو أولد بويز لتورطه في جريمتي قتل ،وكان أحد ضحاياه الزعيم السابق لبارافاس الفريق.

من المثير للقلق أن يتعرض لاعبوا الفرق لبأس مشجعيهم اللذين لن يتوانوا عن صب جام غضبهم عليهم كجوناثان بوتينيلي لاعب سان لورنزو الذي تعرض لضرب مبرح في ملعب التدريب بعد مشادة مع جماهير فريقه الغاضبين بسبب خسائر الفريق.

جمع الأموال والتحكم بالسوق السوداء:

ازدهرت نشاطات الباراس بارافاس الاقتصادية ،ويدعي الصحفي غوستافو غرابيا أن رابطة مشجعي بوكا جونيوز "ال 12" تحصل على قرابة 130 ألف دولار أمريكي من كل مباراة للفريق من خلال إجبار الجماهير على دفع رسوم مواقف السيارات المحيطة بستاد لا بومبو نيرا التابع للفريق.

يمثل هذا المبلغ جزءاً بسيطاً من العائدات غير الشرعية  لهذه العصابات ،فهي تجني مئات آلاف الدولارات من المراهنات وغسيل الأموال فهم يتحكمون بمبيعات التذاكر والمأكولات و المشروبات داخل وخارج الملاعب،ووفقاً لغرابيا فهم يتلقون ما يقارب 30 بالمائة من رسوم انتقالات اللاعبين و 20 بالمائة من رواتبهم ،إضافة إلى تنظيمهم الجولات و الزيارات للسياح وبيع الدولار في السوق السوداء.

هذه الأرباح الهائلة غالباً ما تؤدي إلى القتال بين المشجعين ففي عام 2007 اندلع شجار هائل بين مشجعي ريفر بليت للسيطرة على الأراضي المحيطة بملعب الفريق نتج عنه العديد من القتلى و الجرحى.

مع ذلك يدعي الصحفي جون سينسيتاغا الذي صور فيلماً وثائقياً  بعنوان "مع الباراس بارافاس" أنهم ليسوا بمشجعين بل مرتزقة و منتفعون ويقول :"لم أصادف واحداً منهم قادراً على تسمية لاعبي فريقه."

ويعتقد بعض علماء الاجتماع الأرجنتينيين أن أعضاء العصابات لا يهتمون فعلاً بكرة القدم ،بل بفوائدها الاقتصادية و مزايا العضوية في العصابات ،فهم لا يشاهدون المباريات ويركزون على الربح المادي.

كان الفساد واحداً من الأسباب التي رسخت مكانة الباراس بارافاس في الأرجنتين ،ونظراً لارتفاع معدلات الجريمة أنشأت الحكومة وحدة أمن لحماية الأحداث الرياضية ،يعلق أحد ضباط الوحدة كارلوس دي لوس سانتوس على نفوذهم "أعتقد أن الفساد منتشر  في الأرجنتين ،وهذا ما سمح لهم بزيادة قوتهم ،المشكلة أن الجميع يحصل على حصة لن يساعد زج زعمائهم في السجون بحل المشكلة ولن يعود بالنفع ،لكسر شوكتهم يجب قطع صلاتهم السياسية والقضاء على الشرطة المتواطئة معهم ،لا أعرف كيف سيتم ذلك".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا