برعاية

جوارديولا.. وطريقة أخرى للفوز – (1) حين فشل بيب في اختبارات برشلونة مرتين

جوارديولا.. وطريقة أخرى للفوز – (1) حين فشل بيب في اختبارات برشلونة مرتين

سانتبيدور هي واحدة من تلك القرى التي يُحيي سكانها بعضهم في الشارع بالاسم. وهناك ولد جوسيب جوارديولا حيث قضى في شوارعها طفولته مثل أي فتى يعشق اللعبة.

أشهر ميدانين في القرية هما (بلاثا جران) و(بلاثا دي لاجينيراليتات)..ذلك الأخير أصبح معروفا الآن بين السكان بإسم "الميدان الذي شهد ولادة جوارديولا"، حيث كان يخرج هناك كل يوم تقريبا في صيف 1979 وهو يحمل الكرة من أجل هدف واحد وهو اللعب.

كان منزل جوارديولا يقع في الميدان الثاني ويحمل تحديدا الرقم 15، حيث كان يخرج ذلك الفتى النحيف للغاية بساقين مثل القشتين يوميا نحو وسط الميدان للعب انتظارا لوصول باقي العصابة ومن ضمنها جارته بيلار..

نعم كانت هناك فتاة وسط كل هذا!

يستعرض FilGoal.com كتابا جديدا.. "طريقة أخرى للفوز" الذي يحكي حياة المدرب الإسباني بيب جوارديولا منذ طفولته وحتى رحيله عن برشلونة.

هو واحد من انجح الكتب الرياضية في السوق الإسباني وترجم لعدة لغات، ويقدم الكثير من القصص والحكايات عن مسيرة جوارديولا ولاعب والصعوبات التي واجهها بجانب شرح الكثير من الجوانب الفنية والتكتيكية في مسيرته التي قادته ليصبح واحد من أبرز المدربين في الوقت الحالي، هذا بجانب حوارات مع المدرب نفسه وعدد من لاعبيه ومنافسيه.

وألف الكتاب الصحفي الإسباني المخضرم جييم بالاجيه، صاحب الخبرة الكبيرة في المجال الرياضي بالعمل مع كل من (سكاي سبورتس) و(آس) و(تيليجراف) و(بليتشر ريبورت).

كان جوارديولا يلعب قبل وبعد المدرسة فالكرة لم تكن تفارقه أبدا ودائما ما كانت أي وجبة عائلية تبد بصراخ من والدته "اترك الكرة لمدة خمس دقائق وتعال هنا".. لقد كانت الحياة حينها أقل صخبا وأكثر هدوءا خاصة بالنسبة لعائلة جوارديولا الذي كان والده عامل بناء.

كيف كانت بساطة الحياة حينها؟ يصفها جوارديولا بقوله "كنت تخرج للميدان وتقضي الوقت بلعب الكرة حتى تستدعيك والدتك أو يحل الليل ولا يمكنك رؤية الكرة، البروتوكولات كانت أقل، لم تكن في حاجة للذهاب لملعب لاقامة مباراة.. لم يكن هناك وقت محدد لأي شيء، لم يكن هناك مرمى أو شباك أو لافتات تمنع لعب الكرة في الشوارع".

كان المرمى عبارة عن أحد أبواب الصاج الحديدية التقليدية لمرآب سيارات فيما أن الشجار الدائم بخصوص من يجب أن يحرس المرمى كان ينتهي بالدفع بالفتاة بيلار في هذا المركز.

كانت تسديداتها تصل بعيدا ويمكنها التصدي للكرات وطوال عقد من الزمان استفاد فريق القرية النسائي من الخبرة التي اكتسبتها من اللعب مع بيب وباقي المجموعة.

النزاع الأخر كان يتعلق بتشكيل الفريق ومن يحق له اللعب مع "جواردي" كما كان يدعوه الأصدقاء، واذا ما كنت محظوظا باللعب معه فإن التكتيك كان بسيطا وواضحا: مرر له الكرة! لقد كانوا جميعا يدركون أن لديه شيء مختلف لا يمتلكونه.

حاليا ترك بيب تأثيرا كبيرا في قريته بملصقات صوره المنتشرة في كل مكان والحانات والملاعب التي تحمل إسمه، ولكن سانتبيدور هي الأخرى أورثت جوارديولا العديد من الخصال: تلك النزعة الوطنية الكتالونية فأعلام الاقليم منتشرة في كل مكان ولا حديث سوى بهذه اللغة بجانب رسومات الجرافيتي المنتشرة على الحوائط لتعزيز تلك الهوية.

يمكن تلخيص قصة جوارديولا مع سانتبيدور بأنها القرية التي رغب دائما جوارديولا في الخروج منها ولكنها تعد مرجعيته الأولى في الحياة.

هناك استقى من والده فالينتي عامل البناء تلك القيم القديمة التي كانت تغني عن النقود وأهمها الكرامة والاعتزاز بالنفس.

بالعودة لطفولة جوارديولا مجددا، تحديدا في غرفته التي كان يعود لها بعد غروب الشمس والانتهاء من لاعب الكرة فإن صورة الفرنسي ميشيل بلاتيني كانت تشغل حيزا كبيرا من مساحتها الصغيرة..

لم يره بيب أبدا يلعب ولكن سمع عنه من والده وجده ومدى مهارته وقدرته على القيادة.

بعدها بخمس سنوات ستتاج لجوارديولا الفرصة حينما كان جامعا للكرات في ملعب كامب نو فرصة مشاهدة بلاتيني ومحاولة طلب توقيعه ولكنه سيتعلم لاحقا درسا ضروريا سيساعده مستقبلا في التعامل مع ليونيل ميسي، ولكن هذه قصة أخرى لن تروى تفاصيلها الآن.

بطبيعة الحال كان لا بد وأن يثير لاعب موهوب مثل جوارديولا اهتمام الأندية المحلية وهو ما حدث أثناء مشاركته في احدى المبارايات المدرسية حيث اقترب كشافو فريق (كلوب جيمناستيك) منه وتحدثوا مع والده الذي سمح لبيب بالتدريب مرتين أو ثلاثة أسبوعيا مع الفريق.

واصل جوارديولا هناك رحلة تعلم المبادىء وأهمها: "لا تدهس أحدا ولكن لا تترك أحدا يدهسك، ارفع دائما رأسك ولا تلمس الكرة بنفسك أكثر من مرتين، لا تكن أنانيا ولا ترفع الكرة من على الأرض".. اذا كانت القاعدة الذهبية في كرة القدم تتمثل في وجود مدربين جيدا، فإن حظ جوارديولا كان ذهبيا.

كان فريق جوارديولا المفضل بكل تأكيد هو برشلونة لأن كل القرية كانت كذلك باستثناء شخص واحد وهو جد بيب الذي كان المشجع الوحيد لفريق اسبانيول هناك بل وكان يعلق في بعض الأحيان ملصقا للاعبي الفريق في صالة المنزل.

كان قريب أحد زملاء جوارديولا في فريق جيمناستيك يمتلك بطاقة عضوية في نادي برشلونة، لذا فإن بيب اقترح عليه فكرة استعارته للذهاب لمشاهدة مباراة للنادي الكتالوني في ملعب كامب نو.

شهد عام 1982 أول تواجد لجوارديولا في كامب نو كمتفرج على مباراة بين البرسا وأوساسونا حيث كان الشارع المؤدي نحو الاستاد بمثابة نهر مليء بالأشخاص المتحمسين والأوفياء.

واختبر بيب "مجموعة من مشاعر السعادة والحماس والرائعة" لكونه جزء من شيء كبير وعظيم حيث يتذكر قوله حينها "لو كان الأمر بيدي لدفعت الملايين من أجل اللعب في هذا الاستاد".

ولعب بيب أثناء تواجده في قطاع الناشئين بجيمناستيك في عدة وديات ضد فرق الناشئين بالبرسا حيث شكلت هذه المواجهات بالنسبة له مصدرا للدروس القيمة حول حدوده وإمكانايته الخاصة هو وفريقه.

صحيح أنه كان كان الأفضل بين زملاءه ولكن ليس بين جميع منافسيه الذين ارتدوا قميص النادي الكتالوني.

كان والد جوارديولا يشعر برغبة ابنه صاحب الـ11 عاما في اللعب بإسم برشلونة لذا لم يتوان عن ملء استمارة منشورة في جريدة رياضية تقدم فرصة المشاركة في مجموعة من الاختبارات مع النادي، دون أن يدرك بيب هذا الأمر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا