برعاية

حكم العاطفة.. الهلال والنصر أنموذجاً

حكم العاطفة.. الهلال والنصر أنموذجاً

وعين الرضا عن كل عيب كليلة

ولكن عين السخط تبدي المساويا

ووفقاً لقاعدة شاعرنا غفر الله له وانطلاقاً منها إن عمداً أو مصادفة تتشكل آراء 90% من جماهير ونقاد الرياضة في وطننا العربي للأسف، وحتى لا نتوه وسط الخارطة العربية التي فيها ما يكفيها من الضياع سأذهب مباشرة للوسط الرياضي السعودي لأتحدث عن تأثير العاطفة في الحكم على الأمور وعليك أنت أن تقيس؛ لأنه وفي الغالب ما يسير في الرياضة ينطبق على بقية المجالات بلا أدنى شك.

في الهلال الهجوم يتواصل من بعض جماهيره وحتى من بعض الإعلاميين والنقاد على مدرب الهلال اليوناني دونيس من مباراة إلى أخرى من دون سبب واضح فتارة يهاجمونه لطريقة اللعب، وأخرى لقناعاته في بعض اللاعبين، وثالثة لكثرة تغيير المراكز، وأخرى لإتِبَاعه طريقة التدوير، وإن لم يجدوا شيئاً جديداً سينتقدون أيضاً.

الغريب هو إصرارهم على قناعاتهم بسوء المدرب وكأنهم هم من يفهمون فقط من دون غيرهم.

دونيس بعدما وصل إلى الهلال في الموسم الماضي حقق بطولتين وفي هذا الموسم لا يزال فريقه متصدراً الدوري ووصل به أيضاً لنصف نهائي كأس ولي العهد ومع ذلك يشكك بعمله بل هناك من طالب باستقالته!!

هل المطلوب تغيير المدرب وهز استقرار الفريق ليتقهقر في ما تبقى من مبارياته؟ أم هز ثقة اللاعبين فيه؟ أم هو نقد للنقد فقط، ولنكون أكثر وضوحاً نقد للانتصار للرأي.

الفريق يسير بهدوء في الطريق الصحيح، وهذا المدرب تحديداً هو من أوجد عشرين لاعباً هلالياً قادرين على اللعب في أي وقت وفي أهم مباراة، وهو الوحيد الذي امتلك الجرأة لتغيير طريقة واحدة لعب الهلال فيها سنوات حتى حفظ الجميع طريقته، ومع هذا المدرب ووفقاً للأرقام التي لا تكذب يصل الهلال لمرمى الخصوم أكثر من 15 مرة في المباراة الواحدة وهو معدل كبير جداً في كرة القدم.

وللعلم أنا شخصياً لا تعجبني طريقته ولكن ليس بالضرورة أن تعجبني لتكون صحيحة، والأقرب أن وجهة نظر المدرب هي الأصح.

أما في النصر فالشق يزداد توسعاً ويكاد لا تستوعبه الرقعة منذ اتخاذ القرار الخاطئ برحيل كارينيو، فهذا المدرب الذي أعاد النصر الممزق ليكون بطلاً للدوري السعودي بعد سنوات من الحرمان تم التفريط به بكل سهولة لمجرد أنه وضع بعض الشروط للتجديد، وبعدها لم يستقر الحال إذ تعاقب على تدريب الفريق في موسمين ثلاثة مدربين في دليل واضح على غياب الاستقرار الذي يعد أحد أهم عوامل الإنتاجية لأي فريق.

المشكلة أن هناك من جماهير النصر من صدق أن العلة في المدربين، إذ وبمجرد خسارة الفريق تنطلق سهام الانتقادات تجاه المدرب المغلوب على أمره من دون وجود من يحميه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا