برعاية

الحصاد التكتيكي في 2015.. عام الثلاثي وانحسار المرتدّات

الحصاد التكتيكي في 2015.. عام الثلاثي وانحسار المرتدّات

هو موسم "مسن" بامتياز، ميسي، سواريز، ونيمار، ثلاثي برشلونة الأفضل بدون منافس، والمجموعة التي قادت بارسا لوتشو إلى المجد، بتحقيق خمس بطولات كاملة في عام واحد. ونجح المدرب لويس إنريكي في الاستفادة القصوى من الثلاثي، بنقل السيطرة من خط الوسط إلى الثلث الهجومي الأخير، وجعل نجوم الارتكاز مجرد عوامل مساعدة من أجل إعطاء الأريحية الكاملة لخط الهجوم.

اشتهر بارسا بيب بتمركز الوسط، لكن مع إنريكي انقلبت الآية، وأصبح لاعب مثل راكيتيتش يغطي باستمرار على اليمين، مع ميل إنييستا على اليسار، وذلك للسماح لكل من ميسي ونيمار بالتحرك القطري نحو العمق، رفقة مهاجم صريح بقيمة سواريز في المركز 9 بالملعب، إنها الصيحة الأشهر على الإطلاق في موسم استثنائي للبلاوغرانا.

ومن ثلاثيات برشلونة إلى رباعيات يوفنتوس، لكن هذه المرة على مستوى الوسط، فيوفنتوس أليغري وصل إلى نهائي الأبطال، باستخدام خط وسط ديناميكي، بيرلو في الارتكاز المتأخر، يرافقه بوجبا على اليسار، مع ماركيزيو كلاعب حر تجاه اليمين، وأمامهم فيدال البوكس، "الرومبو" الإيطالية نافست "المسن" اللاتينية في نهائي برلين.

تكتيكياً، 2015 عام عودة الجناح المركزي، أي اللاعب القادر على اللعب بين الأطراف وعمق الملعب، مع صناعة اللعب من الرواق الجانبي، وشهدت مباراة نهائي الدوري الأوروبي بين إشبيلية ودنيبرو أهم أمثلة الاعتماد على لاعبي الأجنحة، فالنادي الأوكراني تميز طوال البطولة بنجمه كونوبليانكا، اللاعب الذي يتمركز على الورق في الطرف، لكنه قادر على صناعة اللعب من أي مكان، لذلك يعتمد عليه الفريق بشكل كلي في هذه الخاصية.

يعتمد النادي "الأندلسي" أيضاً على لاعبي الأطراف، ويفضل أوناي إيمري هذه النوعية التي تستطيع التمرير من الرواق، دون الركض أو الجري بالكرة، لذلك قدم فيتولو بطولة كبيرة، وتعاقد الفريق فيما بعد مع كونوبليانكا، لتصبح هذه الصيحة هي الأشهر بين أندية الوسط في الدوريات الأوروبية الكبيرة.

يختلف سامباولي ومورينيو في أشياء عديدة، لكنهما يتفقان في تدريب فرق لا تعتمد بشكل أساسي على الاستحواذ، بل تحاول دائما الضرب بالمرتدات السريعة، والكرات العمودية من الخلف إلى الأمام، لكن شتان بين الثنائي، والسر ليس في الشخصية أو جودة اللاعبين، ولكن في الفارق الرئيسي بين "الضغط خلال المرتدات" الكونتر برسينغ" والهجمات المرتدة "الكونتر أتاك".

في المقابل يعتمد سامباولي على سياسة الضغط المرتد، أي الضغط المستمر على الخصم من منتصف الملعب، ومحاولة توزيع أكبر قدر ممكن من اللاعبين في مناطق التمرير، وذلك لقطع الكرة وتطبيق أسرع هجمة ممكنة، عكس مورينيو الذي يعود بدفاعاته كثيرا للخلف، وحينما يحصل على الكرة، يجد لاعبوه مسافات شاسعة تفصلهم عن مرمى المنافس، إنها اللعنة التي أصابته في النهاية، وعجلت برحيله من تشيلسي، بعد خفوت سياسة المرتدات الصريحة، وتفوق فكرة المرتدات المعتمدة على الضغط المستمر بأكبر عدد ممكن من الأسماء، وتشيلسي خير مثال، إنه فريق لا يجيد بناء الهجمة المنظمة، لكنه بارع في قتلها، وتحويلها إلى مضاد خاطف.

وضع "زونال ماركينغ" مسعود أوزيل في خانة خاصة هذا العام، نتيجة تفوقه غير العادي في صناعة الأهداف، وتفرده كصانع لعب حقيقي يعيد الكلاسيكية الرومانسية، فهو لا يعود كثيرا للدفاع، لا يرغب في التسجيل، لا يلعب كجناح صريح، بل يتمركز بكل بساطة خلف المهاجم وأمام لاعبي الوسط، وفي هذا الفراغ الضيق، يستطيع الألماني صناعة الفارق.

وشهد عام 2015 تقديرا حقيقي لصناع اللعب، فميسي ترك فكرة الأهداف الغزيرة، وعاد بضع خطوات للخلف، في سبيل توازن برشلونة على اليمين، كذلك كلما غاب خاميس رودريغز، قلت صناعة الفرص في البرنابيو، بينما يتوهج المسعود باستمرار، لدرجة تشبيه المحلل الشهير له بالنجم هاغي، في سلاسته وانتهاجه أسلوب السهل الممتنع، إنه لا يفكر أبدا في الكاميرات، بل يُجبرها دون أن يطلب على رصده أينما ذهب.

تعاني الفرق الهجومية من الارتداد السريع أسفل الأطراف، لذلك تعتبر منطقة الأظهرة هي نقطة الضعف الرئيسية، لذلك شهد هذا العام تغيرا محوريا في طبيعة تحركات بعض الأظهرة، فداني ألفيش لاعب برشلونة لا ينطلق تجاه مرمى دون أن ينظر إلى الكرة، بل يدخل سريعاً في عمق الملعب، لكي يحاول قطعها قبل أن تمر عبر المنتصف، وكأنه لاعب وسط صريح.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا