برعاية

غدا «كلاسيكو» المتعة في سوسة :حسابات... صفقات ومجاملات

غدا «كلاسيكو» المتعة في سوسة :حسابات... صفقات ومجاملات

أعلن جمهور النّجم يوم الأحد الفرح بعد الانتصار الباهر على الـ«سي.آس.آس». وانشغل المتابعون بالحديث عن مخلّفات الـ«كلاسيكو» على مشوار «السّواحلية» و«الصّفاقسية» وشيخ الأندية التونسية. وعثر المحللون والإعلاميون على مادة دسمة في تلك القمّة الكروية التي أمتعت النّفوس المشتاقة للفرجة التي تبدو مضمونة أيضا في حوار الغد بين «ليتوال» وفريق «باب سويقة» في إطار الجولة الحادية عشرة ذهابا...

ونعلّق آمالا عريضة على نجم السّاحل وفريق «الدّم والذّهب» لتقديم أداء كبير يسعد الجمهور. ويليق بحجم الفريقين العريقين، والأهم من المردود وهوية الغالب والمغلوب، أن ينجح أبناء المدربين القديرين فوزي البنزرتي وعمّار السويح في العبور بهذا الحوار الكروي المثير إلى برّ الأمان تماما كما حصل بين «ليتوال» و»جوفنتس العرب». وحضرت في مباراة الأحد الماضي ورود السلام. ورفعت شعارات تقاوم الجهويات المقيتة، وتؤكد تلاحم التونسيين في طابور «الحرب» ضدّ «خفافيش الظّلام» عبر كل الوسائل الممكنة. الرسالة كانت قوية، ولا نظن خصام الـ»كبار» على بطولة امتلأت بها خزائنهم حدّ التّخمة يخرج عن المعقول.

هذا ما نريده من النّجم والترجي

من المؤكد أن صراع «الزعامات» والبطولات المحلية والافريقية بين النجم وشقيقه الترجي قديم، ويتجدد في كلّ موسم. وقد بلغ هذا التنافس ذروته في بعض الأعوام. وتعمدت عدّة أطراف معلومة تأجيج هذا الصراع، والخروج به عن مساره الرياضي. وبمرور الأيام فاجأ الحكماء في الناديين الكبيرين الجميع. وظهر الوئام بين سفيري الخضراء في مونديال الأندية في أرض «الشمس البازغة» سنتي 2007و2011. وأبرم فريق «الدّم والذّهب» صفقة كبيرة مع «ليتوال» تحوّل بموجبها المدافع المحوري شمس الدين الذوادي إلى «باب سويقة». ورغم أن ذوادي الترجي اشتهر بمشاكله المالية والقانونية، وتسبب في المتاعب للـ»همهاما» و»الصّفاقسية»، فإنه ساهم من حيث لا يعلم في مدّ جسر الودّ بين سوسة و»باب سويقة». والحقيقة أننا سجلنا في عهد حمدي المدب - وهو عميد الرؤساء المحترفين - ورضا شرف الدين - وهو مثال يحتذى في الصمود والعطاء - عدة مبادرات نبيلة نزلت بردا وسلاما على عشّاق الناديين، وساهمت في تهدئة الأجواء. ويتذكر الجمهور الرياضي حتما ما فعله شرف الدين في سوسة عندما أخذ على عاتقه مسؤولية تأمين سلامة الترجيين بنفسه وسط تصفيق الجميع. ومن جهته قام المدب بتدعيم أواصر الأخوة بين الفريقين، حيث أكد على الملأ أن السيد رضا يستحق الجائزة الشرفية لأفضل رئيس جمعية رياضية في الجمهورية. كما سارع الرجل الأوّل في الحديقة «ب» إلى إعلان المساندة المطلقة لشرف الدين بعد المحاولة الإرهابية الفاشلة التي استهدفته مؤخرا. كلّ هذه التصرفات الراقية من مسؤولي الناديين تثبت قدرة الـ»كبار» على التعايش في سلام. ونأمل أن يكون لقاء الغد فرصة جديدة لتكريس مبادىء الروح الرياضية، وذلك بغض النظر عن النتيجة التي تظل ثانوية مهما حاول النافخون في الأبواق تضخيمها خاصة أن الأمر يتعلق بجولة ستعقبها 19 «معركة» أخرى، ما يعني أن من المضحك الحديث عن «تقرير» المصير وحسم اللقب ...

لن يكون حوار الغد في سوسة مختلفا عن سابقيه على مستوى الإثارة والتشويق. وسيكون الرّهان كبيرا بحكم أن النجم يخطّط لمواصلة قهر الـ«كبار» في ملعبه الذي كان مسرحا لسقوط الأفارقة و«الصفاقسية». ويحلم فريق المكان بإنهاء المسيرة الايجابية لزملاء بن شريفية، وحصد ثلاث نقاط كفيلة بضمان الصّعود إلى كرسي الريادة الذي انتزعه الترجي من الـ«سي.آس.آس» بفضل الانتصار على الشبيبة، وانهيار أبناء اللّيلي في سوسة. ومن جهته أكد الترجي أنه عاقد العزم على الرجوع إلى الديار بالفوز. وقد يسعده أيضا التعادل طالما أنه يمكّنه في كلّ الحالات من البقاء في الصّدارة ولا بأس أن يشاركه النادي الصفاقسي (في صورة فوزه اليوم على «الهمهاما») الزّعامة حتى الأحد القادم وهو موعد «كلاسيكو» الترجيين و»الصّفاقسية» في العاصمة. ومن الواضح أن لقاء الغد يحمل في طيّاته حوارات طريفة وحسابات خفية. ومن المعلوم مباراة سوسة عبارة عن كتاب مفتوح بالنسبة للطرفين، ذلك أن فوزي البنزرتي وعمّار السويح نالا شرف تدريب الناديين الكبيرين. واصطدم نجم البنزرتي وترجي عمّار في الجولة الختامية من دور المجموعتين لكأس الكنفدرالية. وقلب النجم آنذاك تأخره إلى انتصار مثير في اللّحظات الأخيرة بفضل بونجاح الذي رحل من سوسة. ويبدو أن المدربين يحفظان الفريقين عن ظهر قلب، وهو ما سيساعدهما حتما على قراءة اللّعب، ويعقّد في المقابل مهمّة اللاعبين في الوصول إلى الشباك. ويضم النجم في صفوفه عنصرا له حكاية طويلة ومثيرة مع الترجي وهو المهاجم أحمد العكايشي. وكان هداف المنتخب في «كان» 2015 قد حرم من الظهور مع فريقه الجديد - القديم وهو النجم لعدة أشهر نتيجة نزاعه القانوني والمالي المعروف مع شيخ الأندية التونسية. وقد لاحقته أيضا لعنة الاحترازات، ومن المؤكد أن العكايشي (إذا شارك) سيفعل المستحيل للـ»ثأر» لنفسه في نطاق المعقول طبعا من ناديه السابق، ولو أن القاصي والداني يعرف أن الترجي والنجم لا ناقة لهما ولا جمل في «أزمة» العكايشي، وأن علماء الإفتاء هم سبب البلية.

ـ حقّق الترجي تسعة انتصارات متتالية. وانهزم في مقابلة واحدة خلال الجولة الافتتاحية أمام «القناوية». ومن جهته فاز النّجم في 8 لقاءات. وتعادل في مناسبة. وانهزم في مباراة واحدة، وذلك في الجولة الافتتاحية كذلك أمام نجم المناجم.

ـ تحرّك هجوم فريق «باب سويقة» في 24 مرّة ليكون بذلك صاحب أفضل خطّ هجوم. وفي المقابل عانق النّجم شباك الخصوم في 16 مناسبة. واستفاد شيخ الأندية التونسية كثيرا من نجاعة طه ياسين الخنيسي وبن يوسف (8 أهداف للأول و5 للثاني). وسجل البرازيلي «أكوستا» (يتغيب عن لقاء الغد لدواع تأديبية) خمسة أهداف للنّجم.

ـ سجل الترجي بإنتظام في كلّ اللقاءات التي خاضها في البطولة (10جولات). وصام النّجم عن التهديف في مواجهتين فحسب خاضهما خارج الديار. (ضدّ المتلوي و»البقلاوة»)

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا