برعاية

وداعاً أبا عبدالمحسن

وداعاً أبا عبدالمحسن

    إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.. إن المسلم المؤمن في هذه الحياة بين أمرين أن أصابته سراء شكر وأن أصابته ضراء صبر، اللهم اجعلنا من الشاكرين الصابرين، عندما تفقد عزيزاً عليك تلجأ دائماً إلى خالقك بأن يمنحك الصبر على تحمل أحزان الفراق الممزقة لعروق القلب وتناثر الدموع الذي لا يمكن أن تتحكم في تقاطرها تباعاً ولا تقول إلا كما قال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إن القلب ليحزن وأن العين لتدمع ولا تقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون».

في ليلة السبت ١/٣/١٤٣٧ه انتقل إلى جوار ربه ابن أخي ناصر بن محمد الموزان اثر مرض لم يمهله طويلاً تاركاً خلفه إرثاً رياضياً وإنسانياً واجتماعياً والتزاماً بكل أوامر الله يشهد له بذلك كل جيرانه وأصدقائه بأسلوبه التعاملي الراقي مع كل الناس، قضى جل حياته في خدمة بلاده، فقد كان موظفاً برئاسة القضاء ثم انتقل إلى مجلس الوزراء أكثر من 40 عاما قضاها متنقلاً ما بين الرياض والمنطقة الغربية بكل أمانة وصدق وإخلاص مؤدياً رسالته وواجبه تجاه وطنه.

ومن سيرته الرياضية أنه كان لاعباً في النادي الأهلي (الرياض حالياً) شاهده شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - في ملعب الصائغ عام ١٣٧٧ه واعجب بقدراته في الحراسة وضمه إلى فريق الأولمبي وقبله النجم مبارك عبدالكريم واستقطب ناصر الموزان لحراسة المرمى، فهو أول حارس للأولمبي (الهلال حالياً) والذي حاز على أول كأس للزعيم عام ١٣٨١ه أمام الوحدة وفي نهاية عام ١٣٨٢ه اعتزل ممارسة كرة القدم نزولاً عند رغبة والده وأيضاً تفاقم الاصابات بمسمياتها القديمة.

وعلاقتي معه بدأت بعدما ولدنا في بيت واحد ودرسنا بالمدرسة الفيصلية (في حي العسيلة) وتزوجنا في ليلة واحدة في ١١/٨/١٣٨٢ه، أكبر أبنائه عبدالمحسن وله بنات وبنين وأنا كذلك، عندما زرته ليلة وفاته وقد بدأت عليه سكرات الموت وكان يتمتم ويقول كلمات متقطعة لم أفهمها قالت لي ابنته الكبرى: «ابوي يقول يا عمي سامحني ما أقدر أقوم اسلم عليك» كان دائماً يقبل رأسي وجبيني وأقول له يا أبا عبدالمحسن أنا أخوك ليس بيني وبينك سوى سنتين، قال لي أنت تقبل يد أبي محمد ورأسه وقد تعلمنا منك هذا المسلك واليوم أنت أبونا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا