برعاية

مانشستر يونايتد .. إلى أين؟

مانشستر يونايتد .. إلى أين؟

** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي

تلقى الشياطين الحمر ضربات موجعة بعد رحيل المدرب الأسطوري لقلعة الأولد ترافورد السير الكيس، فتحت قيادة مويس خرج الشياطين الحمر من دوري الأبطال الدور ربع النهائي، وحازوا على المركز السابع، ثم أتى فان خال صاحب المسيرة الكبيرة في أندية اياكس وبرشلونة وبايرن ميونخ، دون نسيان منتخب الطواحين، ونجح في الوصول بالفريق لدوري الأبطال، لكنه الآن يكاد يسير بالفريق نحو الهاوية، فإلى أين طريق مانشستر العريق؟.

عندما نتحدث عن فشل إداري فأنا هنا لا ألقي أصابع الاتهام للإدارة نفسها، بل إلى جميع من في النادي في طريقة وكيفية تسيير الأمور، لأن الوقوع بهذا الشكل لن يكون مسؤولية مدرب لوحدة، أو ثلة من اللاعبين، بل هو واقع أشترك فيه الجميع.

بداية من الإدارة، تلك الإدارة التي كنت امدحها قبل أشهر لقدرتها على جلب أي نجم، أو أغلب النجوم، لكن لا بد لنا إن نتذكر قيمة وجود شخص يفهم كرة القدم بشكل جيد ويعرف خبايها في الإدارة، ككرويف في برشلونة والأيام الوردية، كما يحدث حاليا في إدارة بايرن ميونخ، وكما حدث مع باريس قبل سنوات، فإدارة الفريق الأحمر سلكت طريق خاطئ عندما أرادت إن تثبت أن لاشيء يقف في وجههم رافعين شعار فرض القوة، وعندما وضعت ثقة أكبر من اللازمة لفان خال وأعطته ما يريد وجعلت كل شيء بين يديه، وحتى تصلح هذا الخطأ يجب أن تحاسبه على مشواره، وتعين البديل المناسب في حالة إقالته.

كما أن هناك فشل من اللاعبين أنفسهم، حيث تراجعت مستويات كثير منهم، لا سيما هداف المنتخب الإنجليزي واين روني، كما أن النجوم الذين قدموا إلى الفريق لم يظهروا بصورة مناسبة ولم يحققوا ما كان مأمول منهم.

لكن يبقى السبب الأكبر والأبرز هو السيد لوي، لأن اللاعبين بدءوا بالفعل يشتكون من تدريباته، وأصبح الكثير منهم يريد الخروج بسبب ما أصابه من ملل وسوء أحوال ترافقه رفقة المدرب الهولندي، كذلك إدارته للمباريات وبروده التام، وعدم القدرة على تغيير مجريات اللقاء، بالإضافة إلى عدم قدرته على إدارة الفريق وسط الظروف الصعبة كالإصابات مثلا، التي لم تعد حجة مقبولة للجماهير.

أيضا المشكلة هنا لا تتعلق بالمدرب واللاعبين فقط، بل هناك تناقض كبير جدا في القرارات المتخذة من الجميع هناك في مانشستر، كنت أقول من الجيد أن مويس كان الضحية، فماذا لو كان فان خال خلف فيرغسون مباشرة، لأنني كنت أؤمن بان فان خال قادر على بناء فريق قوي للمستقبل، وهذا ما جعل جماهير اليونايتد تصبر عليه باعتبار أن الفريق يمر بفترة انتقالية.

لكن ما يحدث ليس بناء على الإطلاق، فمن غير المعقول ان تريد بناء فريق في 3 سنوات وأنت تصرف في كل سنة مبالغ باهظة جدا لتجلب 6 لاعبين، كأنك تجلب فريق جديد، ومن هنا نحكم على فان خال أنه لم يقم ببناء فريق، لكنه قدم بعض المباريات الجيدة وبعض النتائج المرضية من خلال خبرته، لكن ليس هناك أي دليل أو مؤشر لبناء الفريق أو حتى السير في خط تصاعدي.

كما أن التناسق داخل الملعب لا يبدو موجود، فعندما تشاهد مان يونايتد وكأنك تنظر إلى مجموعة من الشباب، لا يعرف أحدهم الآخر، ولم يتدرب معه يوما، ينتشرون في الملعب دون هدف أو غاية، ولا يعرفون ماذا يفعلون، لكنهم يحاولون الجري ودفع الكرة في كل اتجاه.

وحتى الآن الفريق لا يظهر أبدا كمجموعة، وما زال لويس فان خال عاجز عن إيجاد شكل أو أسلوب تكتيكي واضح المعالم، بل أن الفريق متخبط تكتيكيا، و لا يجد الحلول في أغلب الأحيان، لذا ظهر الفريق بأقصى درجات العقم.

بوسكيتس، الونسو، بالفعل من يمتلك هؤلاء اللاعبين هو مدرب محظوظ بامتلاكهما، ففي تواجدهما أنت لست محتاجا لتلعب بثنائي ارتكاز، هما يجيدان الدورين معا، بناء الهجمات وقطع الكرات، وهذا ما يفتقده مان يونايتد بشدة، لاعب ارتكاز بهذا الحجم.

فتشعر أن النادي الإنجليزي وهو يهاجم يحتاج للتخلص من لاعب في الوسط حتى لا يصبح هناك ثقل بالحركة، تشعر أنه يحتاج اللعب ب 10 لاعبين هجوميا حتى يصل إلى مرمى المنافس ويجد المساحات، ودفاعيا تشعر أن الفريق يحتاج لأن يلعب ب 12 لاعب حتى يدافع، ببساطة لأن شفاينيشتايغر عالة على الفرق، ويقدم أسوأ مواسمه الكروية، فقرار التخلي عنه كان صحيحا من قبل بايرن، مع التسليم بمكانته في بافاريا، ورغم هذا تجد أن فان خال يجلس لاعب كشنايدرلين احتياطيا رغم أنه يعد من أفضل قاطعي الكرات في العالم، مما يجعل المشكلة في الوسط تتفاقم.

مان يونايتد على المستوى التكتيكي لا يمكن ان تصفه بالفريق، فهو لا يساند بعضه بعضا، يدافع ب 6 لاعبين، ويهاجم ب4، دون وجود أي اتصال بين الطرفين، مما يجعل اختراقات دفاع المنافس صعبة للغاية إلا في حال حضرت بعض اللمسات الفردية، ودفاعيا لا يمكن أن تتصدى للهجمات السريعة والمتقنة، في ظل البطء الشديد في الحركة الذي يعاني منه الشياطين الحمر.

وبالحديث عن الحركة، فهي من أهم العوامل التكتيكية، يقول كرويف:" أنت لاعب كرة القدم، لو بلغت أقصى درجات تألقك، ستظهر في ملخص لكل لمساتك في 5 دقائق أو 6، ماذا ستفعل في 84 متبقية؟"، ويؤكد تلميذه جوارديولا على أهمية الحركة حيث يقول:" لم نكن نجري أكثر من الخصم، بل كنا نجري بذكاء أكبر."، وما بين الحركة واللا حركة، يقف فان خال عاجزا عن إيجاد موقف الزيادة العددية، 3ضد 2، أو 4ضد 3، لان فريقه ببساطة لا يتحرك بشكل سليم بدون كرة.

وإذا تحدثنا عن فان خال وتكتيكيه، لا بد من أن نتطرق أيضا إلى أن المدرب الهولندي تحول من شخص يمتاز بأنه أكثر من يعرف قراءة المباريات وخصومه، إلى شخص ضعيف الملاحظة، فيمكننا أن نأخذ مثال الكرات الثابتة كبرهان، بورنموث سجل من كرة ثابتة على تشلسي، ومان يونايتد تلقى هدفين بواسطة الكرات الثابتة ضد فولفسبورغ، فهل تعلم فان خال من الدرس،؟، لا بل إستمرت المشكلة وتم التسجيل عليه من بورنموث مرة أخرى بكرة هوائية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا